ظاهرة غامضة من مجرة “مستحيلة الرؤية” تثير التساؤل: هل نعيش في كون متعدد؟

هل نعيش في كون متعدد؟ ضوء غامض من مجرة ”مستحيلة الرؤية” يربك العلماء قدمت مكتشفات تلسكوب جيمس ويب الفضائي ضوءًا قادمًا من مجرة JADES-GS-z13-1، التي يعود زمنها إلى نحو 330 مليون سنة بعد الانفجار العظيم؛ هذا الرصد يُعد علامة فارقة في فهمنا للكون المبكر، فضلًا عن أنه يفتح بابًا واسعًا أمام فرضية وجود أكوان موازية، تتحدى حدود العلم التقليدي وتعيد تشكيل رؤيتنا لتاريخ الكون.

الضوء الغامض من مجرة JADES-GS-z13-1 وتحديات عصر إعادة التأين

في زمن يملؤه الهيدروجين المحايد والذي يتسم بعدم شفافية الفضاء للضوء، يفترض علم الفلك وفقًا لنظرية “عصر إعادة التأين” أن المجرات لم تبدأ في إرسال الضوء المرئي إلينا إلا بعد مرور نحو مليار سنة على الانفجار العظيم، حين تكوّن ضوء النجوم الكافي لتأيين الهيدروجين المحايد؛ ورغم ذلك، كسرت مجرة JADES-GS-z13-1 هذه القاعدة إذ أظهرت انبعاثات “ليمان ألفا” التي لا يُتوقع وجودها في هذا العمر الكوني المبكر، ما أربك العلماء وأثار التساؤل التالي: كيف يمكن لضوء من تلك الحقبة أن يخترق حجاب الهيدروجين المحايد ويصل إلينا؟ الأمر الذي يضعنا أمام تحدٍ عميق في فهمنا للكون المبكر وما يمكن أن يسمح للضوء بالتسلل عبر ذلك الحاجز.

الفرضيات العلمية حول الضوء الغامض من مجرة ”مستحيلة الرؤية” واضطرابات الكون المبكر

تشير الدراسات المنشورة، خصوصًا في مجلة “نيتشر”، إلى احتمال أن تكون المجرة قد خلقت منطقة صغيرة من إعادة التأين، أفسحت المجال أمام مرور الضوء؛ ويرجح أن يكون السبب نواة مجرية نشطة (AGN) أي وجود ثقب أسود فائق الكتلة، أو ظهور نجوم نادرة تسمى “نجوم الجمهرة الثالثة” (Pop III)، والتي تتسم بكونها ضخمة وأكثر إشعاعًا من النجوم المعروفة حاليًا، إلا أن حجم الكتلة النجمية للمجرة لا يتماشى مع هذا التفسير، ما يعزز فرضية وجود ثقب أسود هائل داخل المجرة قادر على ابتلاع المادة وإطلاق تدفقات ضخمة من الغاز، مسببة منطقة شفافة تسمح بمرور الضوء بوضوح، وهو ما يفسر الضوء الغامض المنبعث من مجرة ”مستحيلة الرؤية”.

هل يشير الضوء الغامض من مجرة ”مستحيلة الرؤية” إلى وجود أكوان موازية؟

رؤية هذا الضوء القادم من مجرة يفترض أنها محجوبة تفتح المجال أمام فرضيات جريئة أكثر، تشمل إمكانية وجود أكوان موازية أو “فقاعات كونية” تتداخل بشكل ما مع كوننا؛ وفي إطار هذه النظرية، يرى بعض الفيزيائيين أن أي تشوه أو خلل في الضوء الصادر من المراحل الأولى للكون قد يكون مؤشرًا على تفاعل كوننا مع أكوان أخرى، رغم أن هذه الفكرة ما تزال في طور الدراسة النظرية، لكنها تبقى احتمالًا مثيرًا يشير إلى أبعاد جديدة في فهمنا للفيزياء الفلكية.

العنصر الشرح
المجرة JADES-GS-z13-1 مجرة قديمة تعود لمرحلة عمر الكون التي تسبق مليار سنة
عصر إعادة التأين الفترة التي أصبح فيها الكون شفافًا للضوء بعد تأيين الهيدروجين المحايد
نجوم الجمهرة الثالثة (Pop III) نجوم ضخمة قديمة يُعتقد أنها الأكثر إشعاعًا في تاريخ الكون
نواة مجرية نشطة (AGN) ثقب أسود ضخم في مركز المجرة ينبعث منه غاز طاقي

تلسكوب جيمس ويب التابع لوكالة ناسا أحدث ثورة حقيقية في الفيزياء الفلكية، إذ لم يقتصر دوره على التقاط صور عالية الدقة للمجرات البعيدة فقط، بل كشف عن تفاصيل دقيقة ومستويات إشعاع نادرة كانت النظريات السابقة تعتبرها مستبعدة في تلك الحقبة، ما جعل الضوء الغامض من مجرة ”مستحيلة الرؤية” يشكل معلومة مهمة تضيف أبعادًا جديدة لاستكشاف الكون. يعيد هذا الاكتشاف فتح ملفات مهمة تتعلق ببنية الكون وحدوده، ويضعنا في مواجهة تساؤلات أساسية حول نشأة الكون ومكوناته؛ وهذا يقود العلماء إلى مفترق طرق بين ما نجده ممكنًا وبين ما يظهر في ظاهر الأمر مستحيلًا.

  • ضوء ينبعث من مجرة عمرها 330 مليون سنة بعد الانفجار العظيم
  • انبعاثات “ليمان ألفا” في زمن لم يكن من المفترض أن تكون فيه مجرة شفافة
  • احتمال وجود ثقب أسود هائل أو نجوم من الجمهرة الثالثة
  • فرضية تكامل بين كوننا وأكوان موازية في إطار الأبحاث الحالية

العالم يراقب باهتمام دقيق كل تطور يطرأ على فهم الضوء الكوني الصادر من أجزاء الكون المبكر، لأن هذه المشاهد تحمل في طياتها مفاتيح جديدة قد تغير قواعد الفيزياء الفلكية المعروفة، فضوء مجرة JADES-GS-z13-1 يشكل الآن نقطة انطلاق حيوية تتحدى الفرضيات وتوسع مداركنا، بعد أن تمكن تلسكوب جيمس ويب من رصد أمر لم يكن في الحسبان، ضمن رحلة لا تنتهي لرصد الأبعاد الخفية للكون المتعدد وما وراءه.