تحذيرات أمريكية من السفر إلى ليبيا وسط اشتباكات قرب سفارة فرنسا في طرابلس – ماذا يحدث؟

ليبيا تشهد تصاعدًا خطيرًا في استهداف البعثات الدبلوماسية بمدينة طرابلس، حيث تعرض مقر السفارة الفرنسية وموكب دبلوماسي بريطاني لإطلاق نار وسط اشتباكات مسلحة بين قوات حكومة الوحدة الوطنية وقوات معارضة، مما دفع الولايات المتحدة لرفع تحذير السفر إلى ليبيا إلى أعلى مستوياته، الدرجة الرابعة، مع تأزم الأوضاع الأمنية بشكل ملحوظ.

تفاصيل استهداف السفارة الفرنسية في طرابلس وتأثيره على الأمن الدبلوماسي

كشفت مصادر فرنسية عن تعرض سفارة باريس في قلب العاصمة طرابلس لهجوم بقذائف الهاون خلال اشتباكات مايو الماضي التي أسفرت عن وقوع ضحايا، حيث استُهدفت السفارة بأربع قذائف بشكل مباشر وسط أجواء متوترة ومليئة بالعنف، ما يزيد من هشاشة الحماية الأمنية المقدمة للبعثات الدبلوماسية في ليبيا؛ ووثقت تقارير جولة السفير الفرنسي “مصطفى مهراج” في أحياء طرابلس القديمة، برفقة فرقة الحماية الدولية (GIGN) التي أحاطت به بحراسة عسكرية مشددة، مستخدمة مركبات مدرعة، في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه حركة الدبلوماسيين وسط ازدحام الطرق وتفشي العنف الذي يصعب التنقل بأمان.

شهادات حية تكشف حجم المخاطر التي تعرضت لها السفارات في ليبيا

أوضح “جان نويل بوارييه”، المستشار الأول بالسفارة الفرنسية في طرابلس، لحظة استهداف المقر الدبلوماسي بقوله: “وقع إطلاق الرصاصة على بعد سنتيمترات قليلة من إطار الباب، وكنا محظوظين للغاية بأننا لم نتعرض لأذى مباشر”؛ وأضاف أن التحقيقات الأولية تفيد بأن هجومًا منظّمًا قام به فريق صغير مجهز بقذائف هاون استهدف السفارة عمدًا، لكنه استدرك بعدم توفر أدلة رسمية تثبت هذه الفرضية بشكل قاطع، مما يسلط الضوء على الصعوبات التي تواجهها البعثات في التأكد من هوية الأطراف المنفذة وسط الفوضى وعدم الاستقرار.

سياق الأزمة في ليبيا وتأثيره على تحذيرات السفر والدبلوماسية الدولية

• تصعيد حاد في التحذيرات الأمنية: رفعت السلطات الأمريكية مستوى تحذير السفر إلى ليبيا إلى “الدرجة الرابعة: لا تسافر”، مما يعكس عمق المخاطر الأمنية التي تحيط بالعاصمة طرابلس وباقي المناطق.
• تهديد وجود البعثات الدبلوماسية: تُظهر تلك الحوادث الأخيرة هشاشة الأمن في طرابلس، وتعرض العاملين في المجال الدبلوماسي لخطر متزايد، كما تعرقل جهود المجتمع الدولي الرامية لتحقيق الاستقرار السياسي والعسكري.

وسط تصاعد استهداف بعثات دبلوماسية متعددة في ليبيا وتصاعد وتيرة العنف، يطرح السؤال الملح: هل باتت ليبيا منطقة محرمة على الدبلوماسية العالمية؟ وكيف يمكن ضمان سلامة المدنيين والدبلوماسيين في ظل ضعف منظومة الأمن وانهيار الاستقرار؟ تبقى الإجابات مرهونة بتطورات ميدانية لم تحسب حساباتها بعد أغلب المتابعين، ما يزيد من المخاوف على مستقبل العمل الدبلوماسي في هذا البلد الذي ينزلق نحو مزيد من الفوضى.