ميرتس: انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي يتأخر حتى نهاية الحرب.. فماذا تعني هذه الخطوة المستقبلية؟

انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي مسار طويل لن يتحقق قبل انتهاء الحرب، إذ أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن العملية تواجه عقبات كبيرة نتيجة استمرار النزاع المسلح على الأراضي الأوكرانية، مما يجعل تحقيق هذا الهدف خلال الأفق القريب أمراً صعباً للغاية، بل قد يستغرق سنوات عديدة قبل الانتهاء من جميع الإجراءات اللازمة.

تحديات انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي بسبب الحرب المستمرة

يرى ميرتس أن انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي يتطلب وضع حد نهائي للحرب القائمة والتي تعرقل التقدم في هذا الملف، فحتى الآن تظل أوكرانيا تحت وطأة الهجمات العسكرية المستمرة؛ مما يجعل استيفاء الشروط المطلوبة للاندماج في التكتل الأوروبي شبه مستحيل في الوقت الحالي. خلال المؤتمر الصحفي المشترك في برلين مع الرئيس الروماني نيكوسور دان، أكد ميرتس أن الأولوية القصوى تكمن في إنهاء الحرب قبل التفكير في خطوات جديدة نحو العضوية. وتبقى الحرب العقبة الأكبر التي تؤجل انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي، إذ إن الأوضاع الأمنية غير المستقرة تقلل من فرص تحقيق تقدم ملموس في هذا الملف.

دور إعادة الإعمار في تسريع انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي

أشار ميرتس إلى أن الفترة التي تلي انتهاء النزاع ستكون حاسمة، حيث ستنطلق المحادثات الرسمية بشأن إعادة إعمار أوكرانيا، والتي تعد عنصرًا أساسيًا لدعم بنية الدولة الأوكرانية وتجهيزها لاستيفاء متطلبات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. هذه المرحلة يمكن اعتبارها جسراً نحو تعزيز العلاقات وربط أوكرانيا بمؤسسات التكتل بشكل أقوى، لكن مع ذلك أشار ميرتس إلى أن العملية ستحتاج إلى وقت طويل لإتمامها بشكل كامل. ومن المتوقع أن تشمل جهود إعادة الإعمار ما يلي:

• تطوير البنية التحتية الأساسية
• تعزيز الاستقرار الاقتصادي والسياسي
• تنمية القدرات المؤسسية والتنظيمية في كييف
• تحقيق الاصلاحات التي تتطلبها معايير الاتحاد الأوروبي

الجهود الأوروبية الداعمة لتقريب أوكرانيا من الاتحاد الأوروبي

تسعى أوروبا عبر جهود متواصلة إلى تقوية الروابط بين أوكرانيا وجامعة الدول الأوروبية، وذلك من خلال تقديم الدعم المتعدد المستويات الذي يشمل المساعدات العسكرية والإنسانية والاقتصادية والسياسية، وهذا الدعم يعكس حرص الاتحاد الأوروبي على إيجاد صلة وثيقة مع أوكرانيا رغم تعقيدات الوضع الراهن. ميرتس أكد أن هدف هذه الاستراتيجية هو تقريب أوكرانيا قدر المستطاع من الاتحاد وربطها بالمجتمع الأوروبي بما يمكنها من التقدم لاحقاً على طريق الانضمام، مع الإشارة إلى أن حصول أوكرانيا على صفة الدولة المرشحة في عام 2022 شكل نقطة انطلاق رسمية نحو تحقيق ذلك الهدف على المدى البعيد.

يبقى انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي مرتبطًا بشكل وثيق بوضعها الأمني والسياسي، حيث يبرز الاستقرار والأمان كعاملين رئيسيين في إمكانية التقدم الفعلي، جنبًا إلى جنب مع تفعيل البرامج الإصلاحية وبرامج الدعم الأوروبي التي ترفع من جاهزية كييف للانضمام. بالتالي، الطريق نحو الانضمام يتطلب مزيداً من الوقت والجهود المستمرة، مع الحفاظ على الدعم الأوروبي وتثبيت السلام كأولوية لا يمكن تجاوزها لأي خطوة مستقبلية.