فيليكس باومغارتنر.. مغامر الفضاء الذي تحدى الجاذبية وودّع العالم في صمت

توفي المغامر النمساوي فيليكس باومغارتنر، صاحب القفزات الحرة الأسطورية، في حادث مأساوي أثناء تحليقه بطائرة شراعية بمحرك في إيطاليا، مما أحدث صدمة في أوساط محبي الرياضات الخطرة حول العالم، واشتهر فيليكس بكونه أول إنسان يكسر حاجز الصوت سقوطًا حرًا من طبقة الستراتوسفير، في مغامرة لا تُنسى تابعها الملايين مباشرة

تفاصيل وفاة فيليكس باومغارتنر أثناء الطيران الشراعي

لقي فيليكس باومغارتنر مصرعه عن عمر ناهز 56 عامًا، أثناء تجربة طيران شراعي في بلدة بورتو سانت إلبيديو الساحلية بإيطاليا، ووفق تقارير محلية، فقد تعرض لأزمة صحية مفاجئة خلال التحليق، مما أدى إلى فقدان السيطرة على الطائرة وسقوطها داخل حوض سباحة تابع لأحد الفنادق، وقد توفي فيليكس باومغارتنر على الفور نتيجة الحادث، كما أُصيب أحد موظفي الفندق بجروح في الرقبة ونُقل إلى المستشفى

وقبل ساعات من وفاته، نشر فيليكس تحذيرًا ضمن قصصه على إنستغرام جاء فيه: “الرياح شديدة للغاية”، في تلميح أثار القلق لاحقًا بعد وقوع الحادث المأساوي، وتناقلت وسائل الإعلام هذا التصريح على نطاق واسع، معتبرةً أنه قد يكون مؤشرًا على الظروف الصعبة التي واجهها في رحلته الأخيرة

محطات بارزة في حياة فيليكس باومغارتنر الرياضية

عرف العالم فيليكس باومغارتنر من خلال مغامراته غير المسبوقة في عالم القفز الحر والرياضات القصوى، فقد حقق أرقامًا قياسية عدة، كان أبرزها في عام 1999 عندما قفز من أعلى مبنى في العالم آنذاك، برجي بتروناس في ماليزيا، بارتفاع 1,483 قدمًا، كما قام في العام ذاته بأدنى قفزة “BASE” في العالم من ذراع تمثال المسيح الفادي في ريو دي جانيرو

وفي عام 2003، دخل فيليكس باومغارتنر التاريخ مجددًا عندما أصبح أول من يقفز بالمظلة عبر القناة الإنجليزية باستخدام جناح طيران مصنوع من ألياف الكربون، حيث حلق من طائرة على ارتفاع ستة أميال تقريبًا قبل أن يهبط بسلام في الأراضي الفرنسية

قفزة فيليكس باومغارتنر الخارقة من الفضاء وكسر حاجز الصوت

وصلت شهرة فيليكس باومغارتنر إلى ذروتها في عام 2012، عندما نفّذ قفزته الأشهر من حدود الغلاف الجوي على ارتفاع 38 كيلومترًا، مرتديًا بدلة خاصة مكنته من التحليق بسرعة تجاوزت 1,343 كلم/ساعة، ليصبح بذلك أول إنسان يكسر حاجز الصوت في سقوط حر دون استخدام مركبة

استمرت قفزته التاريخية من طبقة الستراتوسفير لأكثر من أربع دقائق و19 ثانية قبل أن يفتح مظلته ويهبط بسلام على الأرض، وقد دعمت شركة ريد بُل هذه المغامرة الفريدة، وقامت بتوثيقها في فيلم وثائقي تم تصويره بكاميرا مثبتة على خوذته، وحقق الفيديو حينها متابعة قياسية على يوتيوب تجاوزت 8 ملايين مشاهد خلال البث المباشر

وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع نبأ وفاة فيليكس باومغارتنر بكثير من الحزن، حيث عبّر العديد منهم عن أسفهم لفقدان أحد أبرز رموز الشجاعة في العصر الحديث، وكتب أحدهم: “ارقد بسلام يا فيليكس، ستظل دائمًا مصدر إلهام”، بينما قال آخر: “لن يُنسى أبدًا الرجل الذي كسر حاجز الصوت بجسده”