ثورة طبية.. أول دواء مصنع من براز الإنسان لمواجهة العدوى هل نجح العلاج الجديد؟

الدواء الفموي المصنوع من براز الإنسان يمثل طفرة علاجية حديثة في مكافحة عدوى المطثية العسيرة المتكررة، حيث وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) رسميًا على هذا العلاج الجديد المعروف بـ “فوست” (Vowst)، ليكون من أولى العلاجات التي تستغل البكتيريا الحية المستخلصة من براز متبرعين أصحاء؛ ما يفتح آفاقًا جديدة لمواجهة هذه العدوى التي تعتبر من أخطر المشاكل الصحية في المستشفيات.

الدواء الفموي المصنوع من براز الإنسان ودوره في مكافحة عدوى المطثية العسيرة

عدوى المطثية العسيرة تشكل خطرًا صحيًا كبيرًا، حيث تسبب وفاة ما بين 15 إلى 30 ألف شخص سنويًا في الولايات المتحدة وحدها، وفقًا لإحصائيات إدارة الغذاء والدواء الأمريكية؛ وغالبًا ما تحدث العدوى عند استخدام المضادات الحيوية التي تخل بتوازن البكتيريا النافعة داخل الأمعاء، فتتيح لبكتيريا المطثية العسيرة بالانتشار وتؤدي إلى أعراض مؤلمة ومضاعفات صحية خطيرة مثل الإسهال الشديد، وآلام البطن، والحمى، إلى جانب التهاب القولون الذي قد يتطور إلى فشل في الأعضاء أو الوفاة.

كيف يعيد الدواء الفموي المصنوع من براز الإنسان التوازن الطبيعي للأمعاء ويمنع العدوى؟

يعتمد دواء “فوست” على تجديد ميكروبيوم الأمعاء، وهو النظام البيئي الطبي الدقيق للكائنات الحية الدقيقة التي تتعايش بشكل طبيعي داخل الجهاز الهضمي، حيث تُتناول أربع كبسولات يوميًا لمدة ثلاثة أيام متتابعة، في فترة تتراوح بين يومين وأربعة أيام بعد إنهاء علاج المضادات الحيوية؛ ليتم استعادة التوازن البكتيري الذي يمنع تكاثر بكتيريا المطثية العسيرة. أظهرت التجارب السريرية أن نسبة تكرار العدوى انخفضت إلى 12.4% عند الأشخاص الذين استخدموا الدواء مقارنة بنسبة 39.8% في المجموعة التي لم تتلق العلاج، مما يعكس فعالية كبيرة في تقليل الالتهابات المتكررة.

المخاطر والآثار الجانبية للدواء الفموي المصنوع من براز الإنسان وتسهيل استخدامه

رغم الفوائد الصحية للدواء الفموي المصنوع من براز الإنسان، إلا أن هناك ضرورة لإجراء فحوص دقيقة للتأكد من خلو المادة المنتجة من مسببات الأمراض المعدية؛ نظرًا لطبيعة مكوناته التي تعتمد على براز بشري، وتشمل الآثار الجانبية المحتملة انتفاخ البطن، الإرهاق، الإمساك، القشعريرة، والإسهال، وهي أعراض لوحظت بنسب متفاوتة خلال التجارب السريرية. وفي سياق تسهيل علاج المرضى، أشار الدكتور بيتر ماركس، مدير مركز تقييم وأبحاث المواد البيولوجية في إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، إلى أهمية توفير الدواء على شكل كبسولات فموية بدلاً من الحقن الشرجية سابقًا، مما يسهل استخدامه ويزيد من إمكانية الوصول إلى العلاج للمرضى المعرضين لمخاطر الإصابة.

• تناول أربع كبسولات يوميًا لمدة ثلاثة أيام
• بدء العلاج بعد يومين إلى أربعة أيام من إنهاء المضادات الحيوية
• استكمال الفحوصات لضمان جودة وسلامة الدواء
• مراقبة أعراض الآثار الجانبية المحتملة والمتفاوتة

يمثل الدواء الفموي المصنوع من براز الإنسان خطوة نوعية في تطوير العلاجات الطبية التي تعتمد على تجديد ميكروبيوم الأمعاء، ما يوسع آفاق الطب الميكروبي ويتيح إمكانية ابتكار علاجات جديدة تعتمد على مكونات مأخوذة من جسم الإنسان لعلاج أمراض معقدة وتهدد الحياة.