التهاب اللفافة الناخر.. مرض خطير يهدد الحياة وكيفية التعامل معه بفعالية

التهاب اللفافة الناخر هو مرض بكتيري خطير معروف بـ”مرض آكل اللحم” يتسبب في تدمير سريع للأنسجة العميقة تحت الجلد، وقد يؤدي إلى بتر الأطراف أو الوفاة إذا تأخر العلاج. يصيب هذا الالتهاب الطبقة المسماة “اللفافة”، المحيطة بالعضلات والأعصاب، وهو من أخطر أنواع التهابات الأنسجة الرخوة التي تتطلب سرعة التدخل الطبي.

أنواع التهاب اللفافة الناخر وأسباب الإصابة به

ينقسم التهاب اللفافة الناخر إلى نوعين أساسيين: النوع الأول متعدد الميكروبات، حيث تتضافر عدة أنواع من البكتيريا اللاهوائية والهوائية لإحداث العدوى، بينما النوع الثاني يكون أحادي الميكروب، وغالبًا ما تنتج العدوى عن بكتيريا المكورات العقدية من المجموعة (أ) أو المكورات العنقودية الذهبية. تدخل هذه البكتيريا الجسم عبر جروح الجلد المختلفة كالخدوش، الحروق، لدغات الحشرات، أو من خلال استخدام أدوات حادة تخترق الجلد، بالإضافة إلى احتمالية انتقال العدوى بعد العمليات الجراحية أو عبر المياه الملوثة. تتنوع أسباب الإصابة بما يشمل تعرض الجلد لظروف تتيح للبكتيريا دخول الجسم بسهولة، مما يزيد خطر الإصابة بالتهاب اللفافة الناخر.

الفئات الأكثر عرضة للإصابة وأعراض التهاب اللفافة الناخر الخطيرة

تتضاعف فرص الإصابة بالتهاب اللفافة الناخر لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو ضعف جهاز المناعة، ومن أبرزهم مرضى السكري، الأفراد ذو الوزن الزائد بشكل مفرط، المدرجون ضمن اضطرابات تعاطي الكحول، بالإضافة إلى مرضى السرطان، النساء الحوامل، والأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الجهاز الوعائي. في مراحله المبكرة، قد تتشابه أعراض التهاب اللفافة الناخر مع أعراض الإنفلونزا، مثل آلام العضلات، الحمى، القشعريرة، الغثيان، والإسهال، فضلاً عن ألم شديد في مكان الإصابة. مع تطور العدوى، تصبح الأعراض أكثر خطورة وتشمل احمرار الجلد وتغير لونه، تورم الأنسجة، ظهور بثور مملوءة بالسائل، انخفاض ضغط الدم، وأعراض تسمم الدم، مما يستوجب التوجه السريع إلى الطبيب لتجنب تفاقم الحالة.

كيفية تشخيص التهاب اللفافة الناخر والعلاج اللازم والمخاطر المحتملة

يتطلب تشخيص التهاب اللفافة الناخر فحوصات طبية دقيقة تتضمن تحاليل الدم، زراعة عينات الأنسجة، الخزعات، والتصوير المقطعي المحوسب، بالإضافة إلى إجراء جراحات استكشافية في بعض الحالات لتحديد مدى انتشار العدوى بشكل دقيق. يعتمد العلاج على إزالة الأنسجة الميتة جراحيًا، واستخدام المضادات الحيوية القوية مع تعويض السوائل عن طريق الوريد، وقد تستدعي الحالة إجراء عمليات جراحية متعددة لضمان استئصال كامل للأنسجة المصابة، يليها غالبًا عمليات ترقيع الجلد وجراحات تجميلية. يحمل التهاب اللفافة الناخر مخاطر كبيرة أهمها بتر الأطراف، ندوب دائمة، الإصابة بمتلازمة الصدمة السمية، تعفن الدم، والموت؛ حيث تشير الإحصاءات إلى وفاة شخص واحد من بين كل ثلاثة مصابين حتى مع تلقي العلاج.

• تنظيف الجروح بالماء والصابون جيدًا
• تغطية الجروح بضمادات معقمة ونظيفة
• تجنب السباحة في المياه المفتوحة حال وجود جروح
• الحفاظ على نظافة اليدين بانتظام
• مراجعة الطبيب بسرعة عند ظهور أي تغيرات جلدية أو آلام شديدة

ينمو التهاب اللفافة الناخر بسرعة فائقة، ولا يحتمل أي تأخير في بدء العلاج، فكل لحظة تمر قد تقرر إنقاذ حياتك أو خسارتها، أو ربما فقدان أحد أطرافك؛ لذا يبقى التوعية بالمرض والتصرف السريع عند ظهور الأعراض السبيل الوحيد للحد من آثاره المدمرة.