خسائر أسبوعية في أسعار النفط وسط ضغوط الضرائب والمخاوف الاقتصادية والجيوسياسية.. فكيف تأثر السوق؟

أسعار النفط في عام 2025 تواجه تقلبات ملحوظة نتيجة تداخل عوامل اقتصادية وجيوسياسية متشابكة، حيث يُضيف التضخم، وسياسات البنوك المركزية، ومستجدات الحرب التجارية والعقوبات على روسيا المزيد من التعقيد إلى توقعات السوق العالمي للنفط مع استمرار المخاوف بشأن نقص المعروض وتأثير الرسوم الجمركية على الطلب.

تحليل تقلبات أسعار النفط في عام 2025 amid عوامل اقتصادية وجيوسياسية

شهدت أسعار النفط مؤخرًا تراجعًا طفيفًا في العقود الآجلة لكل من خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، حيث انخفض برنت بمقدار 24 سنتًا أو ما يعادل 0.3% عند 69.28 دولار للبرميل، فيما انخفض خام غرب تكساس بمقدار 20 سنتًا بنسبة مماثلة لتبلغ 67.34 دولارًا للبرميل؛ هذا الانخفاض اللافت يعكس حالة من الحذر الحذر في الأسواق، خاصة بعد تراجع الخامين القياسيين بقرابة 2% خلال الأسبوع الحالي. ويُعزى هذا التذبذب إلى تقارير اقتصادية أميركية متباينة تشير إلى شدة التردد والشكوك لدى المستثمرين حول اتجاهات الطلب المستقبلي على النفط والطاقة عموماً.

تأثير الاقتصاد الأميركي على توقعات أسعار النفط في عام 2025

تأتي بيانات الاقتصاد الأميركي غير الموحدة لتلقي بظلالها على محيط الطلب على النفط؛ ففي يونيو، انخفض معدل تشييد المنازل الخاصة إلى أدنى مستوى له في أحد عشر شهرًا، وهذا الأمر يعكس تأثير ارتفاع أسعار التمويل العقاري وغياب اليقين الاقتصادي بشكل عام، الأمر الذي يعرقل نشاط قطاع البناء ونمو الاقتصاد بصورة عامة، وبالتالي يتباطأ الطلب على النفط. في المقابل، شهِد مؤشر ثقة المستهلك الأميركي تحسنًا ملحوظًا في يوليو، مع استمرار التوقعات بانخفاض معدلات التضخم، مما يعزز قدرة المستهلكين على الإنفاق وينعكس إيجابًا على استهلاك الطاقة بشكل مباشر. هذا التباين بين مؤشرات الإسكان وثقة المستهلك يثير حالة من التعقيد في تقييم معدل النمو الاقتصادي والطلب على النفط في الفترة المقبلة.

تداخل التضخم، أسعار الفائدة، والعقوبات في رسم خريطة مستقبل أسعار النفط في 2025

يُعد انخفاض معدل التضخم عنصرًا حاسمًا في إحياء سياسة خفض أسعار الفائدة التي قد تنتهجها البنوك المركزية، وخاصة مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، ما يؤدي إلى تحفيز النمو الاقتصادي عبر تقليل تكلفة الاقتراض على الشركات والمستهلكين، ومن ثم زيادة الطلب على الطاقة بأنواعها، لا سيما النفط الذي يستخدم في القطاعات الصناعية والنقل. في هذا الإطار، تُراقب أسواق النفط بتركيز بالغ قرارات السياسة النقدية للبنوك المركزية الكبرى، حيث تلعب دورًا حيويًا في تحديد حركة الطلب العالمي.

إلى جانب العوامل الاقتصادية، تُثقل التوترات الجيوسياسية كاهل سوق النفط؛ فقد أشارت تقارير إلى مساعي الإدارة الأميركية لفرض رسوم جمركية بين 15% و20% على واردات الاتحاد الأوروبي ضمن أي اتفاق تجاري، مع احتمال فرض رسوم مضادة فوق 10% حتى في حال التوصل لاتفاق، ما قد يُؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي العالمي ويحد من الطلب على النفط. في المقابل، أدت حزمة العقوبات الثامنة عشرة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا إلى استهداف قطاع النفط والطاقة بشكل مباشر، مما أثار مخاوف جدية بشأن نقص المعروض النفطي في الأسواق العالمية في حال سدّد تصدير النفط الروسي بشكل أوسع، وهو ما يزيد من ضغوط الارتفاع على الأسعار.

  • انخفاض أسعار العقود الآجلة لخام برنت وغرب تكساس الوسيط
  • تباين البيانات الاقتصادية الأميركية بين ركود الإسكان وتحسن ثقة المستهلك
  • دور السياسة النقدية في تعزيز أو كبح الطلب على النفط
  • تأثير الرسوم الجمركية والحرب التجارية على النمو الاقتصادي العالمي
  • عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا وأثرها على إمدادات النفط العالمية
الخام سعر التسوية (دولار للبرميل) نسبة التراجع
خام برنت 69.28 0.3%
خام غرب تكساس الوسيط 67.34 0.3%

يزداد مستقبل أسعار النفط في عام 2025 تعقيدًا وسط تداخل مستمر بين العوامل الاقتصادية والسياسات النقدية والتوترات التجارية والعقوبات السياسية، إذ قد يُعزز انخفاض التضخم وخفض أسعار الفائدة الطلب على النفط، في حين يثقل الحذر الناتج عن الحروب التجارية وجملة العقوبات المفروضة على روسيا كاهل الأسواق، مما يحتّم متابعة دقيقة لحركة الأسعار في الأسواق العالمية خلال الفترة القادمة.