فيتامين ب وخطر ألزهايمر.. هل يمنح هذا الفيتامين أملًا جديدًا لمكافحة الخرف؟

فيتامين ب وألزهايمر وتأثيره المحتمل في الوقاية من الخرف قد يصبح نقطة تحول في مواجهة هذا المرض المعقد، حيث تزداد أعداد المصابين بالخرف مع التقدم في العمر بشكل ملحوظ، إذ تصل نسبة الإصابة بين كبار السن إلى مستويات مقلقة. مرض ألزهايمر، المسبب الأساسي لمعظم حالات الخرف، يرتبط بتكون تكتلات بروتينية وتشابكات ليفية عصبية تهاجم خلايا الدماغ، مما يجعل البحث عن دور فيتامين ب في الوقاية محور اهتمام متصاعد.

دور فيتامين ب وألزهايمر في توازن مستويات الهوموسيستين وتأثيره على الدماغ

إن العلاقة بين فيتامين ب وألزهايمر أصبحت محور بحث أساسي بعد اكتشاف تأثير الهوموسيستين على الصحة الدماغية؛ إذ يُمثل ارتفاع هرمون الهوموسيستين خطراً كامناً يزيد من احتمالية تطور الخرف. الهوموسيستين، وهو حمض أميني يؤدي ارتفاعه إلى تلف الأوعية الدموية، يؤثر بشكل مباشر على الدماغ عبر ربطه بانكماش حجمه وتراكم التشابكات الليفية العصبية المرتبطة بمرض ألزهايمر. وقد برز فيتامين ب كمفتاح رئيسي في خفض مستويات هذا المركب الضار، مما يفتح آفاقاً جديدة لفهم كيفية تأثير فيتامين ب وألزهايمر معاً في تطور أو منع الخرف.

كيف يعزز فيتامين ب الوقاية من ألزهايمر عبر تقليل خطر ارتفاع الهوموسيستين

فيتامين ب12 وحمض الفوليك عنصران حيويان للجسم لتحويل الهوموسيستين إلى مركبات غير ضارة، ويُعد نقصهما سبباً رئيسياً في ارتفاع مستوى الهوموسيستين، وهذا ما يضع الدماغ في حالة من الخطر الصامت. تجربة “VITACOG” السريرية قدمت أدلة على أن مكملات فيتامين ب تساعد في إبطاء تقلص حجم الدماغ المرتبط بالخرف، خصوصاً في المناطق التي تتعلق بالذاكرة والوظائف المعرفية. تلك النتائج تُبرز أهمية الحفاظ على مستويات فيتامين ب ضمن الحدود الصحية كجزء من المجابهة الفعالة لألزهايمر.

الجدل العلمي حول فعالية فيتامين ب وألزهايمر يفتح الباب لمزيد من البحوث

تختلف الآراء في الوسط العلمي حول قدرة فيتامين ب على الوقاية من ألزهايمر، إذ أظهرت تحليلات تلويّة عدة تجارب عدم وجود أثر كبير لمكملات فيتامين ب في تحسين الوظائف المعرفية، خاصة عند استخدام هذه المكملات بشكل عام من دون مراعاة مستويات الهوموسيستين لدى الأفراد. إلا أن هذه الدراسات قد لا تكون مصممة بدقة لدراسة التأثير المباشر للتقليل من الهوموسيستين، مما يجعل النتائج غير حاسمة تمامًا. ومن هنا، يُبرز أهمية التركيز على التشخيص المبكر للأشخاص المعرضين للخرف عبر فحوصات جينية ومستويات الهوموسيستين، مع الانتباه إلى أن الوقاية من الخرف لا تقتصر فقط على تناول المكملات، بل تشمل أيضاً تعديل نمط الحياة وتجنب عوامل الخطر مثل إصابات الرأس.

• الفحص الطبي المبكر للأشخاص الأكثر عرضة للخرف
• رصد مستويات الهوموسيستين بشكل منتظم
• اتباع نمط حياة صحي وتعليمي موازن
• الحد من عوامل الخطر البيئية مثل إصابات الرأس

رغم تعدد الدراسات وتباين النتائج، يجمع عدد كبير من الخبراء على أن إهمال دور فيتامين ب في خفض مستويات الهوموسيستين قد يعني فقدان فرصة فعالة في إبطاء تطور الخرف؛ لذا هناك حاجة ملحة لتجارب بحثية موسعة تركز على هذه الفئة بشكل خاص بهدف التحقق من مدى قدرة فيتامين ب على تحسين مقاومة الدماغ لألزهايمر وتأخير أعراضه، مما قد يمهّد الطريق لنهج وقائي جديد يخفف من العبء العالمي لهذا المرض المزمن.