دراسة حديثة تحذر من أضرار شرب كمية كبيرة من القهوة يومياً.. فكم هي الكمية الآمنة؟

القهوة وفوائدها لكبار السن: تناول 4 إلى 6 أكواب يوميًا يعزز الصحة الجسدية والنفسية بشكل ملحوظ

أثبتت نتائج دراسة حديثة أن شرب 4 إلى 6 أكواب من القهوة يوميًا يحمل تأثيرًا إيجابيًا كبيرًا على الصحة الجسدية والنفسية لدى كبار السن؛ حيث يُسهم في تقليل معدلات الهشاشة وتعزيز النشاط الذهني والبدني، مما يعزز جودة حياة هذه الفئة العمرية بشكل ملحوظ.

تأثير شرب 4 إلى 6 أكواب من القهوة يوميًا على معدلات الهشاشة لدى كبار السن

أظهرت الدراسة التي أُجريت ضمن مشروع “الشيخوخة الطولية في أمستردام” والتي استمرت لأربع سنوات، بمشاركة 1161 شخصًا يتجاوز عمرهم 55 عامًا، أن شرب 4 إلى 6 أكواب من القهوة يوميًا مرتبط بانخفاض كبير في الإصابة بالهشاشة لدى كبار السن؛ فقد ركز الباحثون على العديد من المؤشرات الصحية مثل فقدان الوزن والضعف العام والإرهاق، إلى جانب بطء المشي وقلة النشاط البدني، حيث تبين أن المشاركين الذين تناولوا القهوة بانتظام كانوا أقل عرضة للإصابة بهذه الأعراض مقارنةً بمن قيد استهلاكهم القهوة أو امتنعوا عنها. هذه النتائج تفتح آفاقًا جديدة لفهم دور القهوة في دعم صحة كبار السن والمساعدة في تقليل مشاكل الشيخوخة المرتبطة بالضعف والهشاشة.

العناصر الطبيعية في القهوة وتأثيرها الإيجابي على الصحة الجسدية والنفسية للبالغين الأكبر سنًا

يرجع الباحثون الفضل في الفوائد التي أظهرتها الدراسة إلى المكونات الطبيعية المتوفرة في القهوة، وعلى رأسها الكافيين، المعروف بخصائصه المنشطة التي تخفف من الشعور بالإرهاق وتُحسن اليقظة والتركيز، كما يعزز الكافيين حركة العضلات ويساعد على تحسين قدرة الجسم على التنقل، مما يدعم النشاط البدني اليومي. إلى جانب الكافيين، تحتوي القهوة على البوليفينولات، وهي مركبات مضادة للأكسدة تعمل على مكافحة الالتهابات وحماية خلايا العضلات والأنسجة من التلف، مما ينعكس إيجابًا على صحة الجسم بشكل عام. إضافةً إلى ذلك، كشف الباحثون عن أهمية مركب التريغونيلين، وهو مركب أقل شهرة، يلعب دورًا بارزًا في دعم الوظائف الإدراكية وتحسين الذاكرة والقدرات المعرفية عند كبار السن، ما يعزز من الصحة النفسية والعقلية لهذه الفئة.

المواظبة على شرب 4 إلى 6 أكواب من القهوة يوميًا بين النصائح والاحتياطات الصحية لكبار السن

اعتبرت الدكتورة ماريا هوفمان، من الباحثين الرئيسيين في الدراسة، أن القهوة تتعدى كونها مجرد مشروب منبّه، فقد تصبح جزءًا لا يتجزأ من النظام الغذائي لكبار السن لتعزيز صحتهم الجسدية والعقلية، مما يشجع على دمجها ضمن خطط التغذية الخاصة بهم. مع هذا، حذر الباحثون من الإفراط في استهلاك القهوة دون الانتباه للحالة الصحية العامة، خاصةً للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم، مؤكدين على ضرورة استشارة الطبيب قبل تغيير كمية القهوة في النظام الغذائي. خلال الدراسة، تم التعرف على عوامل مهمة يجب مراعاتها عند تناول القهوة، منها:

  • مستوى تحمل الفرد للكافيين وأي حالات صحية مزمنة
  • توقيت تناول القهوة لتجنب التأثير على النوم
  • الكمية المعتدلة التي تراعي الفوائد دون مضاعفات صحية
الفئة العمرية عدد المشاركين مدة الدراسة
55 سنة فما فوق 1161 شخصًا 4 سنوات

تكشف هذه الدراسة عن إمكانية استخدام القهوة كوسيلة طبيعية لتعزيز الصحة وتقليل الأعراض المرتبطة بالشيخوخة؛ مما يفتح المجال لاستكشاف أفضل الطرق لتحقيق المنافع المثلى منها، مع ضرورة مراعاة التوازن والاعتدال للحفاظ على صحة كبار السن جسمًا وعقلًا بشكل مستدام