الشيخ ناصر القطامي يقلد تلاوة النبي محمد ﷺ بأسلوبه الخاص.. تعرف على الطريقة والأثر الروحي

الشيخ ناصر القطامي يكشف أسرار طريقة تلاوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم للقرآن الكريم، مشيرًا إلى أن هذه التلاوة كانت تتميز بجمال عميق وتأثير روحي لا يُضاهى، رغم أن صوت النبي الشريف معجز ولا يُمكن تقليده، إلا أن البعض من القراء المعاصرين يقتربون من هذا الهدي المبارك بدرجات مختلفة، مما يعكس سحر التلاوة النبوية في أدائهم.

صفات صوت النبي محمد وتأثير البُحة في تلاوته القرآنية

أوضح الشيخ ناصر القطامي أن صوت النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان من أجمل الأصوات، وهو مزيج بين الحلاوة والبحّة الخفيفة التي تسمى بـ”الصحل”، كما وردت في وصف أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها؛ حيث أضفت هذه البحة نوعًا من العذوبة والوقع النفسي في نفوس السامعين، إذ لا يمكن أن يُصنع هذا الصوت أو يُتكلف، وإنما هي نعمة إلهية فريدة. وأشار القطامي إلى أن كثيرًا من القراء والمنشدين يمتلكون هذه النعومة الصوتية التي تغذي القلب وترفع من تأثير التلاوة، ويُعد الصوت الطبيعي الذي يحمل هذه السمات علامة من علامات الجمال القرائي المستحبة.

معالم تلاوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأثرها في قراءة القرآن

عرض الشيخ ناصر القطامي خمس خصائص رئيسية تميزت بها تلاوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مؤكّدًا أن اتباع هذه المعالم يحقق للمسلم لذة روحية وأجرًا عظيمًا، وهذا تلخيص للمعالم التي تميّز بها هدي النبي في القراءة:

  • المد في نهاية الآية: كان النبي عليه الصلاة والسلام يمّد الصوت عند نهاية الآيات، مثل قوله: “بسم الله الرحمن الرحيم”، مفسحًا المجال للتمعن في المعاني والتفكر في حكمة الآيات
  • الوقوف على رؤوس الآيات: من السنن النبوية التي تهدف لإعطاء القارئ والمستمع فرصة تأمل عميق، ما يعزز حضور القلب وتأثير الآيات في النفس والعقل
  • التفسير الحرفي للكلمات: كان النبي يقرأ القرآن بتأنٍ دقيق، مفسرًا لكل كلمة حرفًا حرفًا دون إسقاط أو تسريع، مبتعدًا عن أسلوب القراءة السريع المنتشر
  • التحزين في القراءة: يشير إلى الصوت الذي يحمل حزناً وتأثرًا، خاصة في آيات الوعظ والموعظة مثل قوله تعالى: “كل نفس ذائقة الموت…”، مما يعمّق أثر الآيات على القلوب
  • الابتعاد عن التكلف والمبالغة: تلاوة النبي كانت بسيطة طبيعية، خالية من التصنع، ما يجعلها أقرب إلى قلوب السامعين وأكثر خشوعًا وتأملاً

هذه المعالم لا تقتصر على تحسين صياغة الصوت فقط، بل تشكل تجربة روحية متكاملة تُحيي القلب وتُقرب القارئ من هدي النبوة في الخشوع والتدبر.

أقرب القراء المعاصرين لهدي تلاوة النبي محمد وأهمية تقليد طريقة التلاوة

في مقابلة مع الشيخ ناصر القطامي، أشار إلى أن أقرب الأصوات إلى هدي النبي في التلاوة هو الشيخ محمد صديق المنشاوي، الذي يُعرف بقراءته المرتلة التي تتميز بوضوح التفسير الحرفي، والوقوف على رؤوس الآيات، والصوت الحزين المؤثر، إلى جانب خلو التلاوة من التكلف، مما يجعلها نموذجًا يُحتذى به في تحقيق لذة التلاوة النبوية.

كما ذكر القطامي أن الشيخ سعد الغامدي يمثل صوتًا ممتازًا يتميز بالهدوء والتركيز، وبعيدًا عن التصنع، وهو ما يستحضر بقوة صورة التلاوة النبوية في الأداء والتأثر، إذ يحاكي جمال النداء والتدبر.

وحول إمكانية تقليد صوت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أكد القطامي أن هذا غير ممكن بسبب كونه صوتًا معجزًا يتفرد به النبي الشريف، ولكن يستطيع المسلم الاقتراب من هذا الفن من خلال محاكاة طريقة التلاوة، والالتزام بمعالمها الأساسية، الأمر الذي يجعل التلاوة تجربة روحية حقيقية تُحيي القلب، وترتقي بمهارة القراءة وفق هدي النبي.

يختتم الشيخ ناصر القطامي حديثه بالقول إن القرآن الكريم ليس مجرّد نص يُتلى، بل رسالة حياة تبقى ذات تأثير حتى بعد فناء الإنسان، مستشهدًا بصوت الشيخ المنشاوي الذي ما زال يتردد بين بيوت المسلمين رغم رحيله منذ عقود، مؤكدًا أن التمسك بالقرآن والاقتداء بتلاوة النبي يرفع أقوامًا ويُحيي الذكر إلى يوم الدين.