عضو هيئة كبار العلماء يوضح موقف التعبير عن شدة الحر ويحذر من التفسيرات الخاطئة

التعبير عن شدة الحر لا يُعتبر سبًا للدهر إذا تم بطريقة تراعي ضوابط الشرع ولا تتضمن سب الزمن أو المكان، كما أوضح عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله المطلق؛ حيث شدد على أهمية التمييز بين التعبير الطبيعي عن الأحوال الجوية، والتحذير من عبارات قد تقع في المحظور الشرعي كسب الدهر، لما لها من تأثير سلبي على العقيدة وبيان الجهل بحكمة الله في أقداره.

التعبير عن شدة الحر وأحكامه الشرعية في ضوء فتاوى كبار العلماء

أكد الشيخ عبدالله المطلق أن التعبير عن شدة الحر أو التذمر من حالة الطقس لا يعني بالضرورة الوقوع في الحرام، طالما كان الهدف بيان الحال دون الاعتراض على قضاء الله وقدره، أو سب الزمان والمكان الذي هو من خلق الله. فالشرع أجاز للمسلم أن يذكر حاله ويعبر عن معاناته من الحر الشديد أو الظروف الجوية القاسية، مع الالتزام بضوابط عدم تجاوز التعبير إلى السب أو اللعن لما خلقه الله تعالى. وقد أوضح المطلق أن ما يُعد بيانًا للحال يسقط عنه حكم التحريم، وهو أمر يعترف به الشرع ولا يخالف أصول التوحيد، بل هو من مظاهر التعلق بقضاء الله والرضا به.

الفرق بين التعبير المشروع وعبارات سب الدهر الممنوعة شرعًا

يوضح عضو هيئة كبار العلماء الفرق الجوهري بين التعبير الطبيعي عن ارتفاع درجات الحرارة، مثل “كيف هذا الحر؟”، أو “اشتدت الحرارة اليوم”، وبين العبارات التي تحمل في طياتها لعنًا أو سبًا كـ”الله يلعن الصيف” أو “الله يلعن الجو في هذه المنطقة”، فالعبارات الأخيرة تدخل تحت مفهوم “سب الدهر” الذي حرمته الشريعة وحذر منه النبي صلى الله عليه وسلم، وأكد العلماء حرمته بشدة. ويرجع ذلك إلى أن السب يتضمن استنكارًا لقضاء الله، وعدم قبوله، ولو كان بسبب معاناة حقيقية، وهذا يؤثر سلبًا على العقيدة وشدة العلاقة بالله، ويظهر نوعًا من الجهل بحكمة الخالق والرضا بما قسمه لعباده.

نصائح ضبط اللسان والتحلي بالصبر عند التعبير عن الحر الشديد

حث الشيخ المطلق المسلمين على الحرص في اختيار الكلمات والتعبير بشكل متزن يعكس الرضا بقضاء الله وقدره، خصوصًا في مثل ظروف الحر الشديد، منوهاً إلى ضرورة الابتعاد عن العبارات العاطفية التي قد تجر الإنسان إلى الوقوع في الحرام، سيما في مسألة سب الدهر. وأكد على أن ضبط اللسان من أعظم الواجبات التي يجب أن يعتني بها المسلم، لما له من تأثير مباشر على دينه وعقيدته. ودعا إلى التوجه نحو الشكر والصبر عند مواجهة البلاء، وفهم أن ما يحدث هو من تدبير الله وحكمته، مما يعزز الثقة بالله ويزيل الشكوك والتذمر غير المشروع.

  • التعبير عن شدة الحر مقبول بشرط عدم احتوائه على سب أو لعن.
  • التفرقة بين البيان الشرعي وعبارات سب الدهر المحرمة.
  • التحلي بالصبر والرضا بقضاء الله في جميع الأحوال.
  • ضبط اللسان وعدم الانجرار وراء العواطف الموجعة للحرمان.
نوع التعبير الحكم الشرعي
عبارات بيان الحال مثل “اشتدت الحرارة” جائز
عبارات سب الدهر مثل “الله يلعن الصيف” محرم

توضيح هذا التمييز يساعد المسلمين على التعامل مع التعبير عن شدة الحر بمسؤولية وروح دينية صحيحة، مع مراعاة أن سب الدهر يجر إلى فساد العقيدة ويُعد من الأمور المنهي عنها في الإسلام؛ لذا على كل مسلم الاهتمام بكلامه، ومراعاة أحكام الشرع في كل كلمة ينطق بها، خصوصًا في المواقف التي تتطلب ضبط النفس والتسليم لحكم الله، فاللسان هو مفتاح الدين، والتفريط فيه قد يقود إلى الوقوع في غضب الله عز وجل، ويتم بذلك تأكيد الحكمة الإلهية في كل ما يحدث للمسلم مهما بلغت شدة الظروف.