اكتشاف جسم سماوي غامض يندفع بسرعة هائلة نحو الشمس.. تعرف على تفاصيل التحركات الأخيرة

اكتشاف جسم سماوي غامض يندفع بسرعة هائلة نحو الشمس يُعرف باسم “3I/ATLAS” يشكل ظاهرة فلكية نادرة، إذ يمر هذا الجرم الغريب من الفضاء البيني داخل النظام الشمسي بسرعة مذهلة تتجاوز 210,000 كيلومتر في الساعة، وهو ثالث جسم من نوعه بعد “أومواموا” و”بوريسوف”؛ ومن المتوقع أن يبلغ أقرب نقطة له من الشمس في أكتوبر 2025، مما يفتح أمام العلماء فرصاً مميزة لفهم أعمق لتركيبة الأجسام غير الشمسية.

الخصائص الفريدة لجسم “3I/ATLAS” الغامض وسرعته الهائلة

الجسم السماوي الغامض “3I/ATLAS” يظهر ككائن متميز بحجمه المقدر بنحو 24 كيلومتراً مع هالة غازية تحيط به، أكبر بكثير من أقرانه السابقين مثل “أومواموا” و”بوريسوف”، وهو ما يجعله في مقدمة الأجسام القادمة من خارج النظام الشمسي سرعةً وحجماً؛ هذا المذنب يكتنفه غبار وجليد، ومن المتوقع أن يظهر ذيله بوضوح عند اقترابه من الشمس، الأمر الذي يميز سلوكه كأحد المذنبات.

يمر “3I/ATLAS” بمسار فريد من نوعه، يتقاطع مع مستوى مدار الشمس بزاوية شبه عمودية تم وصفها بأنها “استثنائية” من قبل علماء الفلك، مما يعني أن حركته غير تقليدية ومختلفة عن معظم الأجسام داخل النظام الشمسي، ويُعتقد أن هذه الزاوية تفسر سرعة اندفاعه الفائقة داخل النظام، وهو يقطع مسافة كبيرة في وقت قصير.

أهمية اكتشاف “3I/ATLAS” في دراسة الأجسام القادمة من الفضاء البيني

توفير نافذة بحثية استثنائية هو ما يميز ظهور جسم “3I/ATLAS” بالنسبة لعلماء الفلك، إذ يعد هذا الكائن ثالث زائر من خارج نظامنا بعد “أومواموا” عام 2017 و”بوريسوف” عام 2019؛ أعلنت ناسا في وقت سريع منذ رصد الجسم أنه لا ينتمي إلى النظام الشمسي، مما أثار اهتمام العلماء لفهم مكوناته، وأصله الذي يُرجح أن يكون من القرص السميك لمجرة درب التبانة الغنية بالنجوم، وبذلك يفتح المجال لتحليل طبيعة المذنبات البعيدة وتاريخ نشأتها.

تميّز هذا الاكتشاف بدخول جسم “3I/ATLAS” للنظام الشمسي في منتصف 2023، مع احتمالية بقائه لعقود قبل أن يغادر النظام تمامًا، وهو ما يتيح فرصة طويلة للدراسة والرصد، إضافة إلى تقديم بيانات قيّمة حول الأجسام العابرة للنظام الشمسي التي قد تساعد في استكشاف أسرار تكوين المذنبات وتطورها في الفضاء.

مدى خطورة جسم “3I/ATLAS” وطرق رصده المستقبلية

رغم السرعة الهائلة التي يتحرك بها “3I/ATLAS”، أكدت وكالة ناسا أن هذا الجسم لا يشكل أي تهديد لكوكب الأرض، حيث سيمر على مسافة آمنة تصل إلى 1.6 وحدة فلكية، أي نحو 240 مليون كيلومتر، ما يعادل حوالي 1.5 ضعف المسافة الفاصلة بين الأرض والشمس، وهذا يعطي أطمئنانًا بخصوص سلامة النظام الأرضي؛ ومع ذلك، فإن اقتراب الجسم من الشمس سيتيح فرصة لمراقبته بسهولة باستخدام تلسكوبات بسيطة، وربما حتى رؤية الجزء المرئي بالعين المجردة خلال الفترة القادمة، الأمر الذي يعد حدثاً نادراً لعشاق الفلك.

• سرعة جسم “3I/ATLAS” تفوق 210,000 كيلومتر في الساعة
• حجم الجسم يبلغ حوالي 24 كيلومتراً مع هالة غازية كبيرة
• مسار الجسم يتقاطع بزاوية شبه عمودية مع مدار الشمس
• مرور الجسم عند مسافة آمنة تبلغ 1.6 وحدة فلكية من الأرض

هذا الجسم السماوي الغامض “3I/ATLAS” لا يكتفي بإثارة اهتمام العلماء فقط، بل يمنح جمهور مشاهدي السماء فرصة نادرة للتعرف على ظاهرة فلكية نادرة تتضمن أجرامًا من خارج نظامنا خاصًة مع قرب موعد اقترابه من الشمس، حيث يسعى الباحثون إلى توسيع قاعدة بياناتهم ومعلوماتهم حول الأجسام العابرة والنادرة التي تحمل مفاتيح لفهم أعمق للكون من حولنا.