حرب الأسعار ترفع تنافسية سوق السيارات الكهربائية الصينية وتؤثر على المستهلكين

السباق في حرب الأسعار يشعل سوق السيارات الكهربائية الصيني وسط دعوات للمنافسة العقلانية، إذ يطالب كبار المسؤولين والشركات الصينية بوضع حد لتخفيضات الأسعار المتتالية التي تهدد توازن السوق وتؤثر في الربحية والاستدامة، وسط تحذيرات من المضاربات غير المنطقية في القطاع.

المنافسة العقلانية في صناعة السيارات الكهربائية الصينية ضرورة ملحة

أكد مسؤول صيني رفيع المستوى أن شركات صناعة السيارات الكهربائية في الصين ملزمة بالسعي نحو المنافسة العقلانية، خاصة في ظل الحرب الحادة التي تشهدها أسعار السيارات الكهربائية، والتي أدت إلى انخفاض مستمر في أسعارها بشكل قد يضر بالسوق على المدى الطويل، وذلك في تصريحات نقلتها وكالة رويترز مؤخرًا ضمن بيان وزارة الصناعة المنشور يوم الجمعة. تأتي هذه التصريحات لتدعّم مطلب ضبط الأسعار وتحجيم النزعة إلى المنافسة غير العقلانية التي قد تؤدي إلى اضطرابات في سوق السيارات المحلية، حيث يضغط كبار المصنعين من أجل الحفاظ على استقرار الأسعار لضمان استدامة الاستثمارات والتطوير التقني.

جهود تنظيمية مكثفة لكبح حرب الأسعار في سوق السيارات الكهربائية الصينية

جاءت تصريحات تشي جون، رئيس المجموعة القيادية المركزية للحزب الشيوعي، عقب تعهدات مجلس الوزراء الصيني بتنظيم المنافسة «غير العقلانية» في سوق السيارات الكهربائية وتعزيز مراقبة الأسعار، وذلك ضمن اجتماع ضم مسؤولي وزارة الصناعة وممثلين عن كبرى شركات السيارات مثل BYD وبايك. وقد حثّت السلطات الشركات الصينية على وقف التنافس المفرط الذي يجرّ السوق نحو مستويات سعرية غير مستدامة، ما يعكس رؤية حكومية لضبط ديناميكية السوق حفاظًا على التوازن الاقتصادي، خصوصًا مع عقد اجتماع منفصل بين وزارة الصناعة ومنظم السوق ومخطط الدولة مع ممثلين عن 17 شركة رئيسية وجمعية صناعة السيارات ومسؤولين محليين بهدف تطوير صناعة السيارات الكهربائية بكفاءة وتنظيم أفضل للأسعار.

تأثير حرب الأسعار الصينية على سوق السيارات الكهربائية العالمية

تشكل حرب الأسعار الشرسة التي تشهدها صناعة السيارات الكهربائية في الصين تحديًا مباشرًا لشركات صناعة السيارات الأجنبية التي تكافح للحفاظ على حصصها في السوق المحلية والعالمية، حيث أدت المنافسة الحادة إلى خفض أسعار العديد من الموديلات الأجنبية مثل Tesla وGM وVolkswagen، مما أثر سلبًا في أرباحها وميزانياتها التسويقية. على سبيل المثال، خفّضت شركة BYD سعر السيارة الكهربائية المبدئية إلى أقل من 8000 دولار، فيما تظل أرخص سيارة تيسلا في الصين أغلى بثلاثة أضعاف، مما يعكس تأثير التخفيضات الحادة في الأسعار. وأوضحت صحيفة وول ستريت جورنال أن هذه الأسعار المنخفضة تتحقق من خلال ضغوط على الموردين لخفض الأسعار وإطالة فترات السداد، مما يشكل عبئًا إضافيًا على سلسلة التوريد.

• مراقبة وتوثيق الأسعار من الجهات الحكومية
• تنظيم اجتماعات دورية لكبار المصنعين لتوحيد معايير المنافسة
• تشجيع الابتكار بدلًا من خفض الأسعار كآلية تنافسية

تظل دعوات المنافسة العقلانية محورًا رئيسيًا لاحتواء أثر حرب الأسعار المشتعلة، بهدف توفير بيئة مستقرة يدعم فيها المصنعون الابتكار والتطوير بدلًا من الانحصار في نزعة خفض الأسعار على حساب الجودة والربحية، وسط توقعات باستمرار تدخل السلطات الصينية للحفاظ على توازن سوق السيارات الكهربائية المحلي والعالمي.