«توقعات قوية» اليورو في طريقه إلى 1.23 دولار كيف يؤثر ذلك على المستثمرين

اليورو يتصدر مشهد العملات كملاذ آمن للمستثمرين الراغبين في تقليل اعتمادهم على الدولار الأميركي وسط توقعات متفائلة لبنك يو بي إس الذي رفع تقديراته بقوة للعملة الأوروبية، مع استمرار تراجع الدولار خلال الفترة القادمة، ويبرز اليورو بقوة كخيار استثماري بفضل عدة عوامل مؤثرة تدعم ارتفاعه خلال عام 2025 وحتى 2026، مما يعكس تحولات بارزة في الأسواق المالية العالمية.

اليورو كملاذ آمن في ظل تراجع الدولار الأميركي

أعلن بنك الاستثمار السويسري يو بي إس عن تعديل توقعاته لليورو بحيث يتوقع ارتفاعه إلى مستوى 1.23 دولار خلال يونيو 2026 بعد تعديل توقعاته الأخيرة لنهاية 2025 من 1.16 إلى 1.21 دولار، ويأتي ذلك وسط مؤشرات مستمرة على تراجع الدولار الأميركي، مما يجعل اليورو محور اهتمام المستثمرين الراغبين في تنويع محافظهم بعيدا عن العملة الخضراء، حيث وصف الخبيران كونستانتين بولز ودومينيك شنايدر اليورو بأنه “خيار افتراضي” حقيقي للمستثمرين الدوليين الذين يسعون إلى تقليل اعتمادهم على الدولار.

وحتى لحظة كتابة هذا التقرير، التقطت أسعار اليورو دعما قويا حيث سجل سعر الصرف في بورصة لندن 1.1617 دولار، وكان قد رأى أعلى مستوياته منذ حوالي أربع سنوات عند 1.1829 دولار في بداية شهر يوليو، مما يعكس زخم الصعود الواضح في السوق.

موجة تراجع الدولار تعزز توقعات ارتفاع اليورو

ألقت بيانات التضخم الأمريكية بظلالها على تحركات الدولار حيث ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين السنوي إلى 2.7% في يونيو، مقارنة بشهر مايو الذي سجل 2.4%، مما دفع الاحتياطي الفيدرالي إلى تأجيل خفض أسعار الفائدة المحتمل في سبتمبر، وأدى ذلك إلى تقلبات في أداء الدولار الذي شهد ارتفاعا مؤقتا ثم عاد للانخفاض بنسبة 0.1%، كما أوضح المحلل فرانشيسكو بيسولي أن هذه الارتفاعات اللحظية تبدو ناتجة عن تغطية مراكز بيعية لكنها لم تغير الاتجاه العام الهابط، وبالتالي فإن المستثمرين يميلون لتفضيل شراء اليورو عند مستويات قريبة من 1.15 دولار، متوقعين أن يرتكز ضمن نطاق 1.20 إلى 1.25 دولار في العام التالي.

توقعات إيجابية من مورغان ستانلي مع استمرار قوة اليورو

في سياق متصل، رسمت مؤسسة مورغان ستانلي صورة مشجعة لمستقبل اليورو حيث أشارت إلى احتمال تحقيق العملة الأوروبية زيادة إضافية تصل إلى 9% مقابل الدولار، مع تأكيد المحللين على أن المرحلة المقبلة لارتفاع اليورو قد تكون مساوية أو تفوق الموجة السابقة، مؤكّدين على دور المستثمرين الذين يسعون للتحوط من مخاطر الدولار في دفع العملة الأوروبية للأمام، كما رجح بنك يو بي إس أن يبقى الدولار مقيدا خلال الفترة القادمة بفعل عوامل مثل الدعم المالي المبكر من ألمانيا وتراجع دورة التيسير النقدي للبنك المركزي الأوروبي، مما يدعم ميول السوق نحو اليورو ويزيد من فرص مكاسبه.

• توقع وصول اليورو إلى 1.23 دولار في يونيو 2026
• رفع تقديرات نهاية 2025 إلى 1.21 دولار
• دور المستثمرين في تقليل اعتمادهم على الدولار
• تثبيت الدولار تحت ضغوط سياسية واقتصادية
• تأثير مؤشرات التضخم وتأجيل خفض الفائدة

الضغوط السياسية وأثرها على الدولار وتعزيز فرص اليورو

أضاف كبار الاقتصاديين من بنك كومرتس الألماني أن المكاسب التي يسجلها الدولار في الأجل القصير تبدو محدودة للغاية بسبب الضغوط السياسية التي تتعرض لها قرارات الاحتياطي الفيدرالي، حيث أثرت الدعوات المتكررة لخفض أسعار الفائدة على استقلالية البنك المركزي الأمريكي، مما قد يزيد من ضعف الدولار ويحد من انتعاشه، خاصة مع وجود توقعات قوية بخفض أسعار الفائدة في سبتمبر، وهذا يفتح المجال أمام اليورو ليواصل مكاسبه ويمكن اعتباره خيارا أكثر استقرارا في وجه هذه التقلبات السياسية والاقتصادية.

في ظل هذه المعطيات، يبدو أن المستثمرين أمام فرص واضحة للانتقال نحو اليورو الذي يحتفظ بموقع جذاب في الأسواق ويعكس توجهات اقتصادية وسياسية متغيرة، ما يجعل الحركة القادمة للعملات مرتبطة بشكل وثيق بالتطورات الاقتصادية والنقدية العالمية.