«فرصة ذهبية» الذهب يفقد بريقه هل إقالة باول السبب في صعود الأسعار؟

الذهب يفقد بريقه في ظل تطورات متسارعة تتعلق بمستقبل رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول الذي أثار جدلاً واسعاً بين المستثمرين والمتداولين؛ هذا الانخفاض الحاد جاء بعد موجة من التوقعات التي أشارت إلى إمكانية الإطاحة بباول الأمر الذي دفع الذهب للصعود، لكن بعد نفي ترامب لهذه الخطوة تراجعت الأسعار، ما يثير تساؤلات هل ينتظر الذهب إقالة باول ليرتفع من جديد

تراجع الذهب وفكرة إقالة باول وتأثيرها على الأسعار

شهدت أسعار الذهب انخفاضًا ملحوظًا اليوم الخميس بمقدار يقارب 26 دولارًا في الأونصة الواحدة، الأمر الذي حول معظم المكاسب التي حققها المعدن الأصفر في جلسة الأمس إلى خسائر ملموسة واستقرّ السعر عند أدنى مستوياته خلال أسبوع كامل، وجاء هذا التراجع مدفوعًا بتطمينات بقاء جيروم باول في منصبه كرئيس لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، حيث يكمن العامل النفسي وراء تحركات الذهب في ميل المتداولين إلى التحوط بالأصول الآمنة عند وقوع الأزمات أو التوترات الاقتصادية، وبالتزامن مع رغبة الرئيس ترامب في الضغط على البنك المركزي لتخفيض أسعار الفائدة جعل ذلك شهية المشترين للذهب المقوم بالدولار تتزايد، لكن الوضع الفني لا يدعم ارتفاع الذهب طالما بقيت أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة مما يعكس موازنة دقيقة تتفاعل وفق المتغيرات الاقتصادية والسياسية المتصلة بمنصب باول.

الذهب اليوم بين صعود الأمس وهبوط اليوم بسبب جيروم باول

توضح البيانات التفصيلية لسوق الذهب اليوم أن المعاملات الفورية شهدت هبوطًا بمقدار 22 دولارًا أو ما يعادل 0.7% تقريبًا وصولًا إلى 3325.1 دولار للأونصة، أما العقود الأميركية الآجلة الخاصة بتسليم أغسطس فانخفضت بنحو 26 دولارًا أو بنسبة 0.8% تقريبا لتصل إلى 3332.7 دولار للأونصة، بينما سجل الذهب ارتفاعًا في نهاية جلسة الأمس بنسبة 0.72%، وهو ما يعكس حالة التذبذب التي يعانيها المعدن الأصفر نتيجة للتقلبات السياسية التي تحدد بشكل مباشر توقعات الأسواق بشأن السياسة النقدية وقرارات الاحتياطي الفيدرالي، وهذا التحول بين الصعود والهبوط يعكس بشكل واضح مدى حساسية تقلبات الذهب تجاه التطورات المرتبطة بإقالة أو بقاء باول وقد أثرت تصريحات ترامب المتضاربة بشكل مباشر على توجهات المستثمرين.

عوامل تقود سوق الذهب بين التضخم وقرارات الاحتياطي الفيدرالي

يعتبر استعادة الدولار لقوته بعد تراجع حالة الضبابية الذي أثير حول منصب باول عاملاً رئيسيًا في هبوط أسعار الذهب إلى جانب تصريحات ترامب التي أشار فيها إلى عدم نيته إقالة باول لكن ترك الباب مفتوحًا لذلك، مما أضاف العديد من علامات الاستفهام على المدى القريب، وفي سياق متصل كشفت البيانات الرسمية ارتفاع معدل التضخم السنوي في الولايات المتحدة إلى 2.7% في الشهر الماضي مقارنة بـ2.4% في مايو العام السابق، وأكدت لوري لوغان رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في دالاس استمرارية ارتفاع أسعار الفائدة لفترة أطول لمواجهة الضغوط التضخمية الناتجة عن الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب، وعادةً ما يرتفع الذهب خلال أوقات عدم اليقين الاقتصادي والتوترات السياسية وبيئة معدلات الفائدة المنخفضة، ويتراجع عندما تختفي هذه المحفزات، لذا فإن تحركات الذهب ستبقى مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بقراءات التضخم والسياسة النقدية.

• التقلبات السياسية والتوترات الاقتصادية تشكل عامل ضغط مباشر على أسعار الذهب
• تصريحات ترامب تدفع الأسواق إلى صعود وهبوط سريع بناء على احتمالات إقالة باول
• بيانات التضخم تلعب دورًا محوريًا في تحديد سياسات الفائدة التي تؤثر بشكل غير مباشر على الذهب
• ارتفاع الدولار يقابل هبوط الذهب نظرًا لتكلفة الفرصة المرتفعة على الاحتفاظ بالأصول غير المدرة للعائد
• التحوط بالذهب يظل خيارًا مفضلًا في أوقات عدم اليقين ومخاطر الركود الاقتصادي

لا يزال الذهب يتفاعل بحساسية مع كل تطور جديد بشأن إدارة الاحتياطي الفيدرالي ومستقبل جيروم باول مع ميل المتداولين لمراقبة الأجواء السياسية والاقتصادية عن كثب حتى تتضح الرؤية، ويبدو أن استمرار بقاء التوترات والتضخم المرتفع سيجعل من الذهب خيارًا متغيرًا يعكس المزاج العام للأسواق بين القلق والحذر.