بريكس تبدو اليوم محورًا أساسيًا في التحولات الاقتصادية العالمية مع تكتلات أخرى مثل رابطة الآسيان التي تعيد تشكيل النظام الاقتصادي بأدوات جديدة وتسويات إقليمية متعددة، فما بين توسع بريكس ونمو رابطة الآسيان تقف دول عديدة أمام فرص وإعادة ترتيب موازين النفوذ الاقتصادي في المستقبل القريب ضمن خريطة أكثر ديناميكية وتنوعًا
بريكس وآسيان.. رافدان متوازيان لإعادة رسم الاقتصاد العالمي
تمثل مجموعة بريكس نقطة انطلاق مهمة في تحول النظام العالمي الاقتصادي، حيث نشأت في 2009 كمجمع للدول النامية التي تسعى لمواجهة الهيمنة الغربية، ثم توسعت مؤخرًا لتصبح “بريكس بلس” التي تضم 20 دولة منها مصر والإمارات وإيران وإندونيسيا، وهو ما يعني تغطية نحو نصف سكان الكرة الأرضية وحوالي 40% من الناتج المحلي العالمي وفق تعادل القوة الشرائية، ويُعد هذا التوسع رسالة واضحة بأن بريكس وآسيان معًا يرسمون ملامح جديدة للنظام الاقتصادي العالمي، يعززها تأسيس بنك التنمية الجديد والتوجه نحو بورصة سلعية وعملة موحدة تتيح بدائل مالية مستقلة عن الدولار، وتصبح مثل هذه التكتلات دعامة قوية في مستقبل الاقتصاد العالمي المتعدد الأقطاب
رابطة الآسيان كقوة اقتصادية متزايدة في ظل تغيرات بريكس
تأسست رابطة دول جنوب شرق آسيا، الآسيان، في عام 1967 بخمس دول فقط ثم توسعت تدريجيًا لتضم 10 دول بحلول 2004، وتحولت إلى خامس أكبر تكتل اقتصادي عالمي يتجاوز عدده 680 مليون نسمة واقتصاده 3.6 تريليونات دولار، وتتميز بقاعدة استهلاكية ضخمة تتجاوز 400 مليون شخص من الطبقة الوسطى، مما يجعل السوق الآسيوية جاذبة للاستثمار والنمو مع تجارة داخلية تصل إلى 850 مليار دولار وتجارة خارجية تتعدى 3.9 تريليونات دولار في 2023، تثبت الآسيان مكانتها ذات العلاقة ببريكس على الساحة الاقتصادية متخطية مجرد تحالف إقليمي إلى لاعب رئيسي يواكب التطورات العالمية
اتفاقيات الشراكة مع بريكس وآسيان.. خطوات لتعزيز التكامل الاقتصادي
شهد نوفمبر 2020 توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة التي جمعت دول الآسيان مع الصين واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا، لتشكل أكبر اتفاقية تجارة حرة من حيث الناتج وعدد السكان، إذ تشمل أكثر من 2.3 مليار نسمة وتغطي 30% من الاقتصاد العالمي، وتركز الاتفاقية على خفض الحواجز الجمركية وتوحيد قواعد التجارة وتعزيز سلاسل الإمداد، مما يسهل عمليات التكامل الاقتصادي الإقليمي بقيادة التكتلات المنشقة عن بريكس وآسيان، فتسهم بشكل مباشر في تعزيز القوى الاقتصادية الآسيوية الصاعدة
- خفض الرسوم الجمركية بين الدول الأعضاء
- توحيد اللوائح والتشريعات التجارية
- دعم تطوير البنية التحتية لسلاسل الإمداد
- تعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا والصناعات الحديثة
- تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر عبر تدابير تحفيزية
منظمة شنغهاي وأفريقيا.. امتدادات جديدة لقوة التكتلات الاقتصادية
انطلقت منظمة شنغهاي للتعاون في 2001 كتحالف أمني، لكنها تحولت مع مرور الوقت إلى كيان اقتصادي ضخم يضم 10 دول من الصين إلى أوروبا الشرقية، تشمل 42% من سكان العالم وتمتد على 24% من مساحته، وتغطي مجالات الطاقة والتكنولوجيا والبنية التحتية، مع سيطرة على ممرات استراتيجية كالطريق الصيني للحزام والطريق والممر الشمالي-الجنوبي، بينما تشق أفريقيا طريقها كقارة قابلة للنمو والتكامل الاقتصادي رغم تأخر انخراطها، وتمتلك مقومات قوية مثل الثروات الطبيعية الهائلة والكتلة السكانية الكبيرة، وتتبنى خطوات جدية نحو بناء تكتل قارّي وريادي يعيد رسم خريطة الاقتصاد المستقبلي، ويضيف بعدًا جديدًا لتكتلات بريكس وآسيان مؤكدًا أن تنوع القارات والتكتلات يقود لعولمة أكثر توازنًا
التكتل | عدد الدول | تعداد السكان (مليار) | الناتج الاقتصادي (تريليون دولار) |
---|---|---|---|
بريكس بلس | 20 | حوالي 3.9 | أكثر من 40% من الاقتصاد العالمي |
الآسيان | 10 | 0.68 | 3.6 |
منظمة شنغهاي للتعاون | 10 | 2.9 | غير محدد بدقة لكن مؤثر اقتصاديًا |
أفريقيا (تكتل قاري) | 54 | 1.3 | نامي ومتطور بوتيرة متزايدة |
هذه الديناميكية في ظهور تكتلات مثل بريكس وآسيان ومنظمة شنغهاي وأفريقيا تؤسس لتحالفات اقتصادية جديدة تقوم على التكامل الحقيقي كم وجهة قريبة تسلط الضوء على مستقبل أكثر تعددية في عالم الاقتصاد، يقف فيه النفوذ متعدد الأطراف، مما يجعل حركة اقتصاديات العالم أكثر تنوعًا وتوازنًا، تتحرك بعيدا عن المركزية التقليدية التي سيطرت على مراحل سابقة، وتعطي فرصة لكل منطقة أن تتبوأ موقعها المناسب على خريطة القوى الاقتصادية الجديدة.
عصابة سرقة كابلات الكهرباء بمنشأة ناصر في قبضة الأمن
مدبولي يعلن تأجيل افتتاح “المتحف الكبير” ويكشف عن طرح أول مطار للتشغيل الخاص نهاية 2025
فرصة ذهبية: سعر ومواصفات تويوتا فورتشنر 2025 الجديدة في السعودية
مشروع توثيق البطولات: أكثر المتضررين من نتائجه يواجهون صدمة كبيرة
«تصريح صادم» لاعب تشيلسي جواو بيدرو يهاجم باريس سان جيرمان بعد الخسارة الكبيرة
«مفاجأة كبرى» رجال أعمال الإسكندرية يكشفون سر قانون العمل الجديد هل يلبي طموحات الجميع؟
صدمة كبرى: الإفراج رسمياً عن اللجنة الموضوعاتية لتقييم “كارثة” مخطط المغرب الأخضر
«تحذير عاجل» الطقس الأيام المقبلة موجة حر قاسية يعقبها انخفاض حاد ومفاجئ