«ارتفاع مفاجئ» الدولار يرتفع بفعل بدء سريان الرسوم الجمركية وتأثيرها على السوق

الدولار يبدأ في الارتفاع بشكل ملحوظ وسط تغيرات اقتصادية عدة تشمل ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، مما يضغط على الين الياباني ويؤثر على أسعار السلع المستوردة في الولايات المتحدة، خاصة بعد تطبيق رسوم جمركية جديدة من قبل الرئيس دونالد ترامب، مما أدى إلى تغير توقعات المستثمرين حول أسعار الفائدة خلال الأشهر القادمة وتذبذب العملات العالمية.

كيف يؤثر ارتفاع الدولار على السوق المالي العالمي

ازداد ارتفاع الدولار بشكل واضح في جلسة اليوم، خاصة مقابل الين الذي سجل أدنى مستوياته خلال أربعة أشهر، حيث بلغ سعر صرف الدولار 148.90 ين، كما هبطت قيمة اليورو والجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوياتها خلال ثلاثة أسابيع، ويرجع ذلك لعدد من الأسباب الاقتصادية أهمها ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، والتي وصلت إلى أعلى مستوى لها خلال شهر، مما يعكس اتجاه المستثمرين للاستثمار في الأصول الأمريكية على حساب العملات الأخرى، ويشكل ذلك ضغطًا متزايدًا على العملات الدولية ويعيد رسم خريطة التداول في الأسواق المالية.

الدولار وارتفاع التضخم: كيف تؤثر رسوم ترامب الجمركية على الأسعار

تكشف تقارير التضخم الأخيرة عن ارتفاع ملحوظ في أسعار بعض السلع مثل القهوة والأثاث المنزلي نتيجة الرسوم الجمركية التي أعلنتها إدارة ترامب، مما أدى إلى رفع معدل التضخم في يونيو بشكل غير مسبوق، واللافت هو ارتفاع أسعار السلع المستوردة بشكل خاص، وهذا الأمر دفع الدولار إلى الصعود أيضًا، لأن المستثمرين يرون أن البنك الاحتياطي الفيدرالي ربما يتراجع عن خفض أسعار الفائدة خلال السنة، ما يزيد من الطلب على الدولار كملاذ آمن، وهذا التفاعل بين ارتفاع الأسعار والرسوم الجمركية يعقد المشهد أكثر ويؤدي إلى تغييرات حاسمة في السياسات النقدية.

توقعات سعر الفائدة وتأثيرها على حركة الدولار

يبدو أن توقعات خفض أسعار الفائدة ليست كما كانت قبل عدة أيام، حيث كان المستثمرون يتوقعون خفضًا قدره 50 نقطة أساس، لكن الآن تراجع هذا التوقع إلى 43 نقطة أساس بحلول ديسمبر، وهذا يرجع إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية بشكل مستمر، ويبرز هذا التغير ضغوط الرئيس ترامب على رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الذي يرفض الاستجابة لتقليل الفائدة رغم الدعوات المتكررة للضغط على الأسعار، وهو ما ينعكس على تعزيز قوة الدولار مقابل العملات الرئيسية الأخرى، ويتضح هذا الاتجاه في قوة الدولار الأسترالي والنيوزيلندي اللذين عادا للارتفاع بعد تراجع سابق.

• ارتفاع عوائد السندات الأمريكية يدعم الدولار
• التضخم يرتفع بسبب رسوم جمركية جديدة
• تراجع توقعات خفض أسعار الفائدة هذه السنة
• ضغط سياسي على رئيس الاحتياطي الفيدرالي
• هبوط مستمر في قيمة الين واليورو والجنيه الإسترليني

تشير التطورات الحالية إلى أن السياسات الجمركية والنقدية الأمريكية تلعب دورًا مركزيًا في تحريك الدولار، بينما يواصل المستثمرون مراقبة التحركات القادمة للبنك الاحتياطي الفيدرالي، الذي يعترض على الضغوط السياسية ويواجه تحديات في ضبط معدل الفائدة بما يتناسب مع التضخم والظروف الاقتصادية المتغيرة. هذا كله يجعل الدولار مثالًا حيًا على تأثير السياسة الاقتصادية العالمية في السوق المالي وأداء العملات.