«ارتفاع قوي» سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار اليوم يشير إلى تحولات اقتصادية مهمة

الدينار العراقي هو العملة الوطنية التي تشهد تقلبات مستمرة في سعر صرفها مقابل الدولار، حيث ارتفع سعر صرف الدينار العراقي اليوم الخميس بصورة نسبية في السوق الموازية بينما بقي السعر مستقراً في السوق الرسمية مع توقف نشاط سوق صرف العملات في بغداد وبقية المحافظات، وهذا يعكس حالة من التوازن النسبي بين العرض والطلب وسط تأثيرات متعددة.

سعر صرف الدينار العراقي في السوق الموازية بين بغداد وأربيل والبصرة

بلغ سعر صرف الدينار العراقي بالدولار في السوق الموازية لكلٍ من بغداد وأربيل والبصرة مستويات متفاوتة اليوم الخميس؛ ففي بغداد كان سعر البيع 1425 دينارًا وسعر الشراء 1415 دينارًا، مقابل 1437.5 دينارًا للبيع و1427.5 دينارًا للشراء يوم أمس الأربعاء، أما في أربيل فكان سعر البيع 1425 دينارًا والشراء 1415 دينارًا بعد انخفاضه من 1430 و1425 دينارًا على التوالي، وكذلك في البصرة فقد بلغ سعر البيع 1425 دينارًا وسعر الشراء 1415 دينارًا، انخفاضًا عن 1430 و1425 دينارًا أمس، وهذا يوضح تقلص الفارق في أسعار السوق الموازية بين أيام متتالية مع تقلص نشاط السوق في المدن الرئيسية.

عوامل تراجع الطلب على الدولار وتأثيرها على سعر صرف الدينار العراقي

جاء تراجع الطلب على الدولار في السوق العراقية نتيجة لعدة عوامل مهمة ذكرها المستشار الاقتصادي لرئيس مجلس الوزراء مظهر محمد صالح، والتي ساهمت بشكل رئيسي في استقرار سعر صرف الدينار العراقي، وأبرز هذه العوامل:

• نجاح البنك المركزي العراقي في تمويل التجارة الخارجية للقطاع الخاص بالدولار والعملات الأجنبية من خلال مراسلين عالميين مصنفين مما يخفف الضغط على السوق المحلية
• تشجيع تمويل التجارات الصغيرة مباشرة بعد رفع القيود الاقتصادية ساهم في تقليل الحاجة لشراء الدولار بالسوق الموازية
• تسهيل حصول المسافرين على الدولار عبر البطاقات الإلكترونية والمطارات بأسعار الصرف الرسمية قلب موازين العرض والطلب لذا انخفض الطلب على الدولار من السوق الموازية

هذه العوامل توضح كيف أن تدخلات البنك المركزي والسياسات الحكومية تلعب دورًا حاسمًا في ضبط سعر صرف الدينار العراقي بصورة عامة.

سعر صرف الدينار العراقي في التعاملات الرسمية والعوامل المؤثرة

سعر صرف الدينار العراقي في السوق الرسمية لا يتأثر عادة بتقلبات السوق الموازية بل يتم تثبيته من قبل البنك المركزي الذي يبيع الدولار عبر منصة خاصة؛ فاليوم بلغ سعر البيع في الحوالات والاعتمادات المستندية والتسويات الدولية 1310 دنانير للدولار، بينما سعر البيع للتداول العادي كان 1305 دنانير، وسعر البيع في المصارف 1310 دنانير، وكل هذه الأسعار ثابتة وملزمة للمصارف حسب قرارات البنك المركزي التي تقتصر على فئة المسافرين، وهذا يوضح كيف يحافظ البنك المركزي على استقرار سعر صرف الدينار العراقي رغم تقلبات السوق غير الرسمية

أما العوامل المؤثرة على سعر صرف الدينار فهي متنوعة وتتراوح بين صفقات مزاد بيع العملة التي تؤثر بشكل كبير على العرض، إلى اجراءات البنك المركزي في معالجة التحويلات المالية الخارجية مما يعزز استقرار السعر؛ كما أن الحاجة المستمرة للدولار لاستيراد بضائع من دول تخضع لعقوبات أميركية تلعب دورًا محوريًا في ارتفاع سعر الدولار في السوق الموازية، خاصة لدى التجار المتعاملين مع إيران التي تواجه صعوبات في الحصول على العملة الأميركية.

• أثر مزاد بيع العملة على حجم المبيعات اليومية وانعكاسه على سعر صرف الدينار العراقي
• دور إجراءات البنك المركزي في حفظ استقرار سعر الصرف عبر التعاملات الخارجية
• الحاجة المتزايدة للدولار بسبب العقوبات الاقتصادية وما ينتج عنها من اختلال بين العرض والطلب
• تجارة الدولار من السوق الموازية إلى إيران لسد حاجات التعاملات رغم العقوبات الأميركية
• تهريب الدينار العراقي إلى دول أخرى للاستفادة من الفوارق السعرية بين السوق الرسمية والموازية
• مضاربات تجار العملة عبر التعامل بمعلومات مسربة أو شائعات تؤدي إلى تحركات سعرية غير حقيقية مؤقتة

يمكن ملاحظة أن هذه العوامل مجتمعة تشكل ديناميكية معقدة تؤثر في سعر صرف الدينار العراقي بشكل يومي، وتعكس التداخل بين السوق الرسمية والسوق الموازية والتحديات الاقتصادية التي تواجهها العملة العراقية في ظل الأوضاع المحلية والدولية.