«انخفاض ملحوظ» ختان الإناث كيف تفسر دراسة الإحصاء الفرق بين المناطق؟

انخفاض نسبة ختان الإناث رغم الفروق بين المناطق الجغرافية يُعد مؤشرًا هامًا يعكس تغير المواقف الاجتماعية والثقافية في مصر، حيث أظهرت دراسة حديثة للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تراجعًا ملحوظًا في هذه الممارسة مع اختلافات واضحة بين المحافظات الحضرية والريفية، وتبيّن أن التعليم يلعب دورًا رئيسيًا في تقليل انتشار الختان بين الأسر المصرية.

رصد اتجاهات وخيارات الأسرة المصرية بشأن ختان الإناث في 2021

تُعد ظاهرة ختان الإناث من أبرز القضايا الاجتماعية المثيرة للجدل في المجتمع المصري نظرًا لتفاوت المعتقدات والتقاليد التي تحكمها، حيث أوضحت الدراسة أن الأسر المصرية تحمل اتجاهات متباينة حول هذه الممارسة بناءً على الخلفيات الثقافية، الدينية، والتعليمية، وينطبق ذلك على فئات متعددة بينها السيدات المتزوجات (15-49 سنة) والشباب غير المتزوجين (15-29 سنة) اللذين يمثلون أمهات وآباء المستقبل.

كذلك أظهرت النتائج انخفاضًا في نسبة ختان الإناث معتبرة ذلك مؤشرًا إيجابيًا رغم وجود فجوات جغرافية واضحة، فريف الوجه القبلي سجل أعلى النسب فيما يخص هذه الممارسة، ويُلاحظ أن النساء والشباب الأكثر تعليمًا يميلون إلى رفض الختان بشكل أكبر، ما يؤكد تأثير التعليم بشكل مباشر على تغيير السلوكيات والتوجهات الاجتماعية، بينما يظل الاعتقاد الديني عند بعض الذكور من الفئة العمرية 15-29 عام عاملاً محفزًا لاستمرار هذه العادات، إذ يعتقدون أن الختان جزء من التعاليم الدينية ويعزز من العفة الزوجية.

العوامل الاجتماعية والاقتصادية المؤثرة في انخفاض نسبة ختان الإناث رغم الفروق الجغرافية

تُبرز الدراسة أن هناك عدة عوامل اجتماعية واقتصادية تؤثر على انتشار ختان الإناث، منها:

  • التعليم وهو العامل الأكثر تأثيرًا في رفض أو قبول الختان بين أفراد الأسرة
  • الموقع الجغرافي حيث تميل المناطق الحضرية إلى تسجيل نسب أقل مقارنة بالمناطق الريفية والحدودية
  • الدور الطبي حيث لوحظ ارتفاع نسبة الطاقم الطبي القائم على الختان في المدن مقارنة بالأرياف
  • المعتقدات الدينية والثقافية التي تشكل دافعًا قويًا لاستمرار هذه العادة خصوصًا بين الشباب الذكور

وتشير البيانات إلى أن الحملات التوعوية والتشريعات القانونية أصبحت تلعب دورًا مهمًا في الحد من هذه الظاهرة، كما أن مشاركة الأسرة والمجتمع في دعم حقوق الفتيات والنساء توفر بيئة صحية ونفسية داعمة لمكافحة ختان الإناث.

مقارنة نسب ختان الإناث بين المناطق المختلفة في مصر 2021

المناطقنسبة ختان الإناث (15-49 سنة)نسبة الطاقم الطبي القائم بالختان
ريف الوجه القبليأعلى نسبة44.3%
المناطق الحضريةنسبة أقل48.1%
الشباب الإناث (15-29 سنة) في الريف76.8%نسبة الطاقم الطبي
الشباب الإناث (15-29 سنة) في الحضر82.3%نسبة الطاقم الطبي

مقترحات التوعية ودور الأسرة والمجتمع في مواجهة ختان الإناث

مواجهة ختان الإناث تحتاج إلى استراتيجيات متعددة الأبعاد تُراعي الجوانب الصحية والاجتماعية والثقافية، حيث يتطلب الأمر:

  • إطلاق حملات توعية مستمرة تشرح الأضرار الصحية والنفسية لهذه الممارسة وتُبرز حقوق النساء والفتيات
  • تعزيز التشريعات التي تحظر الختان وتوفير آليات لمتابعة تنفيذ القوانين
  • التركيز على مشاركة الشباب والشابات في برامج التوعية باعتبارهم أمل المستقبل
  • تشجيع دور الأطباء والممرضين في رفض المشاركة في الختان والترويج للسلوكيات الصحية
  • دعم الأسرة والمجتمع في تبني ثقافة تعزز من كرامة الفتيات وتحفظ حقوقهن

تلك الخطوات تفتح الطريق نحو تحوّل ثقافي يعزز صحة ورفاهية الفتيات ويقلل تدريجيًا من انتشار ختان الإناث بين الأجيال القادمة.