«تثبيت الأسعار» أسعار القهوة دون توجه وسط تصاعد التوتر التجاري الأميركي البرازيلي وهل يتأثر السوق العالمي؟

أسعار القهوة دون اتّجاه واضح وسط تصاعد التوتر التجاري الأميركي البرازيلي تستقر اليوم بعد قفزة قوية شهدتها في جلسة أمس، حيث تحكمت حالة التذبذب وضعف سيولة السوق في تحديد مسارها بدقة، وهذا كله جاء كرد فعل على تهديد أميركي بفرض رسوم جمركية تبلغ نسبتها 50% على معظم الواردات من البرازيل ابتداءً من الأول من أغسطس، وهو ما أثار قلق المتداولين حول مستقبل سوق القهوة العالمي

تأثير التوتر التجاري على أسعار القهوة وتقلباتها

تُعتبر البرازيل أكبر مصدر للقهوة في العالم، وهذه المكانة تجعلها لاعبًا رئيسيًا في تحديد أسعار القهوة، بما أن الولايات المتحدة تمثل أكبر مستهلك عالمي تستورد حوالي 33% من حاجتها من القهوة البرازيلية، لذا فإن التهديد بفرض رسوم جمركية أثار توتراً حاداً وأدى إلى موجة من عدم اليقين في السوق، إلا أن الأسعار اليوم لم تتضح معالمها وظهرت في حالة تذبذب، إذ ارتفعت أسعار البن العربي في جلسة الاثنين بنسبة 5.4%، لكنه تراجع لاحقًا بنحو 0.9%، كذلك تراجع البن الروبوستا بنسبة 2.1% بعد قفزة بلغت 9.4%، مما يعكس حالة عدم الاستقرار الناتجة عن المخاوف من تصاعد النزاع التجاري بين البلدين

هذا التوتر دفع شركات التحميص الأميركية إلى التفاعل بشكل فعّال مع السوق عبر عمليات شراء مكثفة، لكن المحللين يحذرون من استمرار حالة الغموض التي قد تقلص حجم التعاملات، مما يعني بقاء أسعار القهوة عرضة للتقلبات الشديدة دون إمكانية للاستقرار في المستقبل القريب

ردود الفعل البرازيلية ودور الشركات التصديرية في مواجهة النزاع التجاري

رفضت البرازيل التهديدات الأميركية وأعلنت عزمها الرد بإجراءات مماثلة لإحياء التوازن التجاري، حيث تحرص الحكومة البرازيلية على فتح قنوات تواصل مباشرة مع الشركات الأميركية المتأثرة بهدف تقليل الضغوط، هذا إلى جانب تشجيع مؤسسات التصدير البرازيلية على التنسيق مع نظيراتها الأميركية لتفادي فرض الرسوم الجمركية التي قد تؤدي إلى أضرار بالغة للقهوة البرازيلية

يُذكر أن تعقيد الأزمة قد يؤدي إلى توقف شبه كامل لشحنات القهوة من البرازيل إلى الولايات المتحدة، حيث يستحيل توفير بدائل بنفس الكميات والأسعار، مما يسلط الضوء على أهمية التعاون بين مؤسسات البلدين لتخطي تلك العقبات التجارية التي تضر السوق والجميع بشكل مباشر

الآثار المحتملة لتصاعد النزاع على أسعار القهوة العالمية وأوجه الضغوط

يبقى السؤال المطروح: كيف ستتفاعل أسعار القهوة مع الانعكاسات طويلة المدى للنزاع التجاري؟ من المتوقع أن يرفع النزاع الأسعار في السوق الأميركية التي تعاني من ارتفاعات سابقة، وهذا الأمر قد يضغط على الطلب المحلي ويؤثر سلبًا على الأسعار العالمية التي قد تنخفض نتيجة توجه الفائض البرازيلي إلى أسواق تصدير أخرى، حيث يمكن تخزين هذه الكميات في مخازن «آي سي إي» المعتمدة، ما يزيد شفافية بيانات المخزون ويؤثر في حركة الأسعار

هذه التحولات تعكس الأهمية الكبيرة للسوق الأميركية والقهوة البرازيلية في تشكيل ملامح أسعار القهوة عالمياً، مع وجود عوامل أخرى تلعب دوراً موازنًا، من بينها زيادة أسعار بعض السلع الزراعية الأخرى كمؤشر يشير إلى تحركات الأسواق العالمية في ظل الأزمات والتوترات الحالية

  • الرسوم الجمركية الأميركية المرتقبة بنسبة 50% على واردات القهوة من البرازيل
  • رد البرازيل باتخاذ إجراءات مماثلة لحماية صادراتها
  • توجيه مؤسسات التصدير البرازيلية للتنسيق مع الشركات الأميركية
  • تذبذب أسعار القهوة وتراجعها عقب ارتفاعات حادة جراء الأزمة
  • استمرار حالة الغموض التي تقيد حركة التداولات في السوق
نوع القهوةالنسبة المئوية للتغيرالسعر الحالي
البن العربي-0.9% بعد قفزة +5.4%2.9885 دولار للرطل
بن الروبوستا-2.1% بعد صعود +9.4%3446 دولار للطن
السكر الخام+1.3%16.51 سنت للرطل
السكر الأبيض+1.6%476.40 دولار للطن
الكاكاو (لندن)-1.5%5278 جنيه إسترليني للطن
الكاكاو (نيويورك)-2.1%8110 دولار للطن

في ظل هذه التطورات يبقى مراقبو سوق القهوة والعاملون فيه متيقظين لمستجدات النزاع الأميركي البرازيلي التي تنتظر تأثيراتها العملية؛ إذ تتداخل عوامل متعددة تجعل من أسعار القهوة موضوعًا حساسًا يتطلب متابعة دقيقة في كافة الاتجاهات.