«جدل مثير» من هو الذبيح إسماعيل أم إسحاق تعرف على الحسم القرآني في القصة

الكلمة المفتاحية: من هو الذبيح

من هو الذبيح سؤال يثير الاهتمام ويشغل بال الباحثين وطلاب العلم على مر العصور، فقد اختلفت الروايات وتناقلت الأجيال بين من يرى أنه إسماعيل عليه السلام ومن يؤكد أنه إسحاق، هذا الخلاف ينبع من تباين المصادر بين التوراة والقرآن الكريم مع شروح المفسرين، ويظل القرآن يقدم بصيرة أعمق حول هذه القصة العظيمة التي تعبر عن الإيمان والتضحية وتجارب الأنبياء.

تسلسل قرآني يكشف من هو الذبيح الحقيقي

في سورة الصافات يُذكر أن إبراهيم بُشّر بداية بطفل ﴿بِغُلَامٍ حَلِيمٍ﴾ دون تحديد اسمه، ثم تأتي قصة الذبح ﴿فلمّا بلغ معه السعي…﴾ حتى فداه الله بذبح عظيم، يليها مباشرة بشرى أخرى بإسحاق نبي من الصالحين؛ هذا الترتيب يوضح أن الغلام الحليم المقصود بالذبح هو إسماعيل عليه السلام، الابن البكر من هاجر، أما إسحاق فكان بعد نجاح إبراهيم في اختبار الطاعة الكبرى، مما يؤكد أن الابتلاء وقع مع إسماعيل لا مع إسحاق.

آراء المفسرين حول من هو الذبيح وكيفية فهم القصة

كثُر المفسرون الذين وقفوا عند هذه الآيات، منهم ابن كثير وابن القيم والسهيلي والقرطبي، حيث أكدوا أن القرآن يريد التفريق بين بشارتين؛ واحدة بلا تسمية خاصة بهدف إسماعيل، والأخرى معلنة صراحة بإسحاق بعد عبور الاختبار، بينما تفاسير أخرى كالكشاف للزمخشري ومفاتيح الغيب للرازي تعزو الذبح إلى إسحاق، وغالبًا استندوا إلى روايات خارجية مثل تلك التي سببتها كعب الأحبار ووهب بن منبه، أما علماء الحديث فاقترحوا أن هذه المصادر غير مقبولة أمام نصوص القرآن التي تؤكد أن الذبيح هو الابن البكر فجاءت البشرى بإسحاق بعدما ظهر النسل المبارك بحفيده يعقوب.

التحريف وتأثيره على فهم من هو الذبيح عبر التاريخ

أشار ابن القيم وغيرهم إلى أن التوراة المحرّفة غيرت موقع الذبح من إسماعيل إلى إسحاق لأسباب قومية، إذ أن اليهود ينسبون النبوّة والبركة إلى نسل إسحاق دون إسماعيل، وبهذا تغيرت القصة في المصادر اليهودية، بينما يتفق معظم العلماء والباحثين على أساس القرآني والتاريخي أن الذبيح الذي فداه الله بذبح عظيم هو إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام، وهذا التمييز يدعم فهمنا للقصة ضمن السياق الإسلامي الأصيل.

النص/المصدرالذكر في القصة
القرآن الكريمالذبيح هو الغلام الحليم (إسماعيل)
التوراة العبرية الحاليةالذبيح هو إسحاق
روايات مفسرين إسلاميينالقرآن يفرّق بين بشارتين: الأولى إسماعيل، الثانية إسحاق
روايات يهودية/مغلوطةالإسناد لإسحاق بناء على تحريف
  • إبراهيم بُشر بغلام حليم بدون تسمية اسمه مما يشير لإسماعيل
  • قصة الذبح جاءت مع الغلام الحليم مما يجعل إسماعيل هو الذبيح
  • بعد الذبح مباشرة جاء التبشير بإسحاق كطفل صالح نبي
  • التفاسير الإسلامية تدعم أن الذبيح هو إسماعيل بتأكيد لغة القرآن وترتيب الإنجاز
  • الروايات غير القرآنية التي تقول إنه إسحاق تحمل أسباب تحريفية

حتى إذا اختلفت الروايات حول من هو الذبيح، يبقى إسماعيل وإسحاق نبيين كريمين من ذرية إبراهيم عليه السلام وفق ما يؤكد القرآن، ولا يجوز في الإسلام التقليل من مكانة أي منهما لأن القصة تحمل دروسًا عن الطاعة والإيمان والتضحية، فهي تراث روحي خالد يجمع بين الأجيال ويشد القلوب إلى معاني الإخلاص.