«تراجع ملحوظ» أسعار النفط اليوم كيف يؤثر تقييم سياسات ترمب على السوق العالمي

انخفضت أسعار النفط للجلسة الثانية على التوالي وسط تراجع ملحوظ في تداول خام “برنت” دون حاجز 69 دولاراً للبرميل، ويقترب خام “غرب تكساس الوسيط” من 67 دولاراً، رغم الإجراءات التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لدعم أوكرانيا وتهديده بفرض رسوم جمركية مشددة على روسيا، إلا أن السوق لم تتأثر مباشرةً على صادرات الطاقة الروسية.

انخفاض أسعار النفط للجلسة الثانية: ضغوط متعددة ترجح كفة السوق

أسهمت عوامل عدة في انخفضت أسعار النفط للجلسة الثانية على التوالي، يأتي على رأسها تداعيات الحرب التجارية المستمرة التي يشنها ترمب، بالإضافة إلى قرار “أوبك+” بتخفيف قيود الإنتاج، مما عزز المخاوف من وجود فائض في المعروض خلال النصف الثاني من العام؛ إذ يُتوقع أن يتجاوز الإنتاج مستوى الاستهلاك، رغم وجود دعم مؤقت في الأسعار على المدى القريب وفقاً لمؤشرات الفوارق الفورية لعقود “برنت”؛ ففي تصريحات لوارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في بنك “آي إن جي غروب”، أشار إلى غياب الإجراءات الفورية ضد روسيا، وتصاعد الاعتقاد بعدم تنفيذ التهديدات الثانوية في فرض تعريفات جمركية، كأسباب رئيسية لتفاعل السوق الحالي، إلا أنه نبّه إلى احتمال بدء تراجع ملحوظ في الأسعار خلال الربع الأخير من العام على أثر تصاعد الضغوط النزولية.

التوترات الجيوسياسية وانخفاض أسعار النفط للجلسة الثانية على التوالي

عرضت خطة الرئيس ترمب لتعزيز الدعم العسكري لأوكرانيا والتهديدات بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على روسيا خلال 50 يوماً، نوعاً مختلفاً من العقوبات التي تركز على الدول التي تستورد النفط الروسي، خاصة الهند والصين؛ حيث برزت الهند كمشتري رئيسي للخام الروسي بعد إعادة توجيه تدفقات الطاقة إثر الصراع، في حين ظلت الصين تمثل شرياناً اقتصادياً ودبلوماسياً لروسيا مع استمرار عمليات التكرير في استيراد الخام. وبذلك، لم تُثمر هذه الخطة في إحداث تحرك سريع في الأسعار، ما يفسر استقرار أسعار النفط مع الضغط النزولي المستمر.

الصين ومؤشرات الطلب في ظل انخفضت أسعار النفط للجلسة الثانية على التوالي

يلعب الطلب الصيني دوراً محورياً في فهم ديناميكيات السوق، حيث شهدت معالجات النفط الخام في الصين زيادة ملحوظة بلغت 15.2 مليون برميل يومياً في يونيو، وهو أعلى معدل منذ سبتمبر 2023، حسب بيانات “بلومبرغ” الحكومية التي يُقاس من خلالها اتجاهات الطلب الظاهر؛ بالإضافة إلى ذلك، رفعت مؤسسة “غولدمان ساكس” توقعاتها لأسعار الديزل وخام “برنت” للنصف الثاني من العام إلى 66 دولاراً، مستندة إلى انخفاض غير متوقع في مخزونات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، لا سيما في الولايات المتحدة، رغم تمسكها بتوقعات لعام 2026 عند 56 دولاراً للبرميل. من جهة أخرى، يرى محللون أن أسعار النفط مرشحة لهبوط كبير في السنوات القادمة.

• التوترات الجيوسياسية تحاصر سوق النفط وتأثيرها على الأسعار
• تخفيف قيود الإمدادات من “أوبك+” ومخاوف فائض المعروض
• دور الصين والهند كمشترين رئيسيين يدعم الطلب بشكل متنوع
• توقعات متباينة من المؤسسات المالية الكبرى لأسعار النفط مستقبلاً

انخفضت أسعار النفط للجلسة الثانية على التوالي بفعل تداخل عدة عوامل، من الحرب التجارية إلى عوامل العرض والطلب، مع بروز دور الهند والصين في الحفاظ على استقرار نسبى في تدفقات النفط الروسي رغم التهديدات، ما يعكس حالة من التعقيد في سوق الطاقة العالمية تستدعي مراقبة دقيقة مع اقتراب الربع الأخير من العام.