تحذير أثيوبيا تغامر بسلامة السد والسودان يواجه خطرًا كبيرًا التفاصيل كاملة

تتابع الكثير من المهتمين أخبار سد النهضة، حيث تظل التغيرات في مستوى المياه وتشغيل التوربينات من أبرز المؤشرات التي تكشف عن تطورات العمل في السد، ويظهر من آخر الصور الفضائية لسد النهضة انخفاض كمية المياه في البحيرة بشكل ملحوظ خلال الشهور الماضية، مما يثير تساؤلات حول السيناريوهات القادمة لإدارة هذا المشروع الضخم، خاصة مع اقتراب موسم الأمطار.

ماذا تعني بيانات الصور الفضائية الحديثة لسد النهضة؟

بحسب تصريحات الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، فإن الصور الفضائية لسد النهضة في يونيو أظهرت تشغيل التوربينين المنخفضين فقط، مع وجود تشغيل ضعيف لأحد التوربينات العلوية على الجانب الأيمن، وهذه التفاصيل تعطي انطباعًا عن متغيرات في طريقة توليد الطاقة والاحتفاظ بالمياه، إذ انخفضت كمية المياه في البحيرة من 60 مليار متر مكعب عند اكتمال التخزين في سبتمبر 2024 إلى 54 مليار متر مكعب منتصف يونيو 2025، مع بدء استعادة حجم المياه المتناقص، ومن المتوقع أن تصل لحجم التخزين الكامل خلال يوليو الجاري.

السيناريوهات المحتملة لإدارة المياه في سد النهضة

هناك مقابلتين رئيسيتين لإدارة المياه في سد النهضة، الأولى تتعلق بفتح بوابات المفيض، بحيث يتم فتح بوابة أو اثنتين للحفاظ على منسوب المياه عند 638 متر، وهو ما يوازي حوالي 60 مليار متر مكعب من الماء، أما السيناريو الثاني فهو استمرار التخزين حتى منسوب 640 متر، مما يرفع حجم البحيرة إلى 64 مليار متر مكعب، وسيجعل السد يبدأ الإفراج عن المياه عبر الممر الأوسط بشكل طبيعي بدون الحاجة لفتح البوابات، وهذا يعتبر اختبارًا عمليًا لكفاءة الممر كمفيض، يليها فتح البوابات العلوية بكميات تتناسب مع الإيراد القادم إلى السد خلال الفترة القادمة.

• فتح بوابات المفيض للحفاظ على منسوب متوسط
• استمرار التخزين للوصول لمنسوب أعلى وبدء تشغيل الممر الأوسط كمفيض
• التزام إثيوبيا بالموازنة بين كمية المياه المخزنة وتفادي مخاطر الفيضان
• مراقبة تأثير هذه الإجراءات على دول المصب خاصة السودان

تشغيل التوربينات وعددها في سد النهضة

فيما يخص تشغيل التوربينات، لا توجد بيانات مؤكدة حول العدد النهائي بعد، ولكن المؤكد هو تركيب توربينين في 2022، وتوربينين إضافيين في 2024، وقد تم افتتاح الأربعة رسمياً من قبل رئيس الوزراء الإثيوبي، وهناك تصريحات إثيوبية تتحدث عن تركيب توربينين آخرين، بينما قال وزير الري المصري إن العدد وصل إلى 8 توربينات، مما يشير إلى وجود اختلافات في الرؤية حول حالة التشغيل، وفي تصريحات أخرى أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي عن موعد افتتاح السد رسمياً في سبتمبر المقبل، ما يعكس تحركات استراتيجية تثبت عزم إثيوبيا على استكمال تشغيل السد بالكامل رغم المخاطر المحتملة خاصة خلال موسم الأمطار.

بالطبع، مع تزايد المخاطر جراء اقتراب موسم الأمطار، تزداد أهمية متابعة البيانات بشكل دقيق، فإثيوبيا أمام قرار حساس إما أن تحافظ على مستويات المياه ببوابات المفيض المفتوحة جزئياً أو تستمر في التخزين مع مخاطرة الفيضان، وهذه الخطوات تؤثر بشكل مباشر على دول المصب وعلى العلاقات الإقليمية، لذا يبقى مراقبة هذه الأوضاع أمرًا حاسمًا.

لمن يريد فهم أعمق لتأثيرات سد النهضة على مستوى مياه نهر النيل، يمكنك قراءة المزيد في مقالنا عن تأثير سد النهضة على المياه المشتركة بين الدول.

الأحداث الجارية حول سد النهضة تظل متغيرة باستمرار، ومع كل إجراء جديد يصبح من المهم متابعة التطورات عن كثب، فالموازنة بين الأمن المائي والتنمية الاقتصادية هدف يصعب الوصول إليه، ولكن بالتحليل الدقيق والوعي المشترك يمكن تحقيق إدارة أفضل لمصادر المياه الحيوية.