«انخفاض مفاجئ» تعاملات الدولار بين البنوك بـ339 مليون كيف يؤثر ذلك على سعر الجنيه

تراجع تعاملات الدولار بين البنوك بـ339 مليونًا يشير إلى تغير هام في أسواق النقد المصري وسط تأثيرات مباشرة على سعر الجنيه الذي يشهد تحركات متسارعة أمام العملات الأجنبية المختلفة خلال الفترة الأخيرة، وتراجع حجم التداولات يعكس تقلصًا في الطلب على الدولار يوازيه تذبذب واضح في استقرار سعر الصرف، وهو ما يشغل المتابعين والمستثمرين على حد سواء من حيث توقعات الجنيه وأداء الاقتصاد الكلي.

تراجع تعاملات الدولار بين البنوك بـ339 مليونًا وأثره على السوق

شهدت معاملات الإنتربنك في مصر انكماشًا ملحوظًا حيث اقتصر حجم تعاملات بيع وشراء الدولار بين البنوك على 1.145 مليار دولار، بعدما كانت 1.484 مليار دولار في الأسبوع الذي سبقه، بتراجع قدره 339 مليون دولار، وهو التراجع الذي جاء متباينًا خلال أيام الأسبوع بدايةً من 65 مليون دولار يوم الأحد ووصولًا إلى 270 مليون دولار يوم الخميس، وسط أجواء اقتصادية تتسم بالحذر وعدم اليقين، وأدى هذا الانخفاض في التعاملات إلى زيادة طفيفة في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه ليصل إلى 49.44 جنيه بدلاً من 49.38 جنيه، ما يبرز حساسيات السوق أمام التغيرات في حجم المعاملات.

سوق الإنتربنك وتراجع تعاملات الدولار بين البنوك بـ339 مليونًا: كيف يعمل وما دلالاته؟

الإنتربنك هو السوق المشتركة بين البنوك التي تعرض أسعار بيع وشراء العملات المختلفة، ويتم احتساب متوسط السعر اليومي بناءً على أعلى وأدنى الأسعار المعروضة، وهو ما يعكس السعر الحقيقي لسوق النقد، وأكد الخبير المصرفي عز الدين حسانين أن تراجع التعاملات بالنقد الأجنبي يرجع إلى استقرار طلب المستثمرين الأجانب الذين يفضلون أدوات الدين الحكومية المصرية، وهو ما يعني أن انخفاض حجم التعاملات يُترجم إلى نزول في طلب الدولار الذي لا يكون مرتبطًا دومًا بمستوى السعر وحده بل بعوامل أخرى مثل الاستثمار والثقة في الاقتصاد المحلي.

الأموال الساخنة وتأثيرها في تراجع تعاملات الدولار بين البنوك بـ339 مليونًا وسعر الجنيه

تشير بيانات البنك المركزي إلى زيادة ملحوظة في استثمارات الأجانب في أذون الخزانة، التي وصلت إلى 1.914 تريليون جنيه نهاية مارس 2025، مقارنة بشهر فبراير حين شهدت 1.741 تريليون جنيه، وهذا النمو في استثمارات ما يسمى بالأموال الساخنة يحد من الضغط على سوق الدولار ويقلل من الحاجة لشراء العملة الخضراء عبر الإنتربنك، ووفقًا لتصريحات حسانين فإن سوق الإنتربنك التي تشهد تداولات تصل إلى 250 مليون دولار يوميًا هي مؤشر دقيق لحجم العرض والطلب، وبالتالي انخفاضها يمهد لارتفاع سعر الصرف.

تحويلات المصريين بالخارج ودورها في توازن سعر الصرف وسط تراجع تعاملات الدولار بين البنوك بـ339 مليونًا

يلعب تدفق تحويلات المصريين العاملين بالخارج دورًا محوريًا في توفير السيولة الدولارية التي تساند القطاع المصرفي، وقد سجلت هذه التحويلات ارتفاعًا بنسبة 77.1% لتصل إلى 29.4 مليار دولار خلال الأشهر العشرة الأولى من السنة المالية 2024-2025، بعد أن كانت 16.6 مليار دولار في العام المالي السابق، مما يجعلها رافدًا أساسيًا للحفاظ على استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه الذي يتأرجح بين 48 و52 جنيهًا، وبالرغم من تراجع تعاملات الدولار بين البنوك بـ339 مليونًا يبقى هذا الدعم الخارجي عاملاً مهمًا في ضبط السوق.

  • تراجع حجم تعاملات الإنتربنك يعكس انخفاض الطلب على الدولار
  • استقرار طلب المستثمرين الأجانب يخفف من ضغوط العملة الأجنبية
  • زيادة استثمارات الأجانب في أذون الخزانة تعزز من السيولة المحلية
  • تحويلات المصريين بالخارج تشكل مصدرًا قويًا للعملة الصعبة
  • تذبذب سعر الدولار بين 48 و52 جنيهًا يوضح حالة السوق المضطربة
اليومحجم التداول بالدولار (مليون دولار)
الأحد65
الإثنين280
الثلاثاء230
الأربعاء300
الخميس270

في ضوء كل هذه المتغيرات، تراجع تعاملات الدولار بين البنوك بـ339 مليونًا هو مؤشر على تحولات متعلقة بالسيولة والطلب داخل السوق المصري، هذه المعطيات لا تعني ضعفًا حادًا للجنيه بل تدل على تفاعل مع سياسات الاقتصاد الكلي وحجم الاستثمارات وتحويلات العاملين بالخارج التي تزود السوق بالدعم المطلوب لاستمرار الاستقرار.