«تأثير قوي» إزالة الدولرة على الذهب هل يتغير سعره بشكل كبير قريباً

الدولرة وتأثيرها على الذهب بات موضوعًا يحظى باهتمام عالمي متزايد، خاصة مع تسارع نزع الدولرة في عام 2025 الذي أطلَق محركات البحث حول تفاصيل ذلك التأثير، حيث بدأت اقتصادات جنوب شرق آسيا ومجموعة البريكس رسمياً في تسوية التجارة بالعملات المحلية، بينما تشهد البنوك المركزية ارتفاعًا ملحوظًا في شراء الذهب، مما يشير إلى تحولات جذرية في النظام النقدي الدولي ومستقبل الذهب كعملة احتياطية.

ما هي الدولرة وكيف تؤثر على الذهب في 2025

الدولرة تعني الاعتماد على الدولار الأمريكي كعمله رئيسية في التجارة والاحتياطي العالمي، لكن نزع الدولرة يُمثل التحول التدريجي نحو استخدام عملات أخرى أو الذهب لتلبية الاحتياجات المالية الدولية، ما يؤثر مباشرة على أسعار الذهب في الأسواق العالمية؛ حيث أن تراجع حصة الدولار في الاحتياطيات يعزز من الطلب على الذهب الذي يُعتبر ملاذًا آمناً ومخزنًا للقيمة، ويُشجع ذلك على تراكم الذهب من قِبل البنوك المركزية والمستثمرين الأفراد، ما يدفع الأسعار للارتفاع ويُعيد الذهب إلى مركزه كعملة احتياطية فعلية إلى جانب كونه سلعة ثمينة.

دور الاقتصادات الناشئة في تسريع إزالة الدولرة وتأثيرها على الذهب

اقتصادات جنوب شرق آسيا ورابطة آسيان إلى جانب دول مجموعة بريكس تتبنى سياسات لتعزيز تسوية التجارة بالعملات المحلية، حيث يهدف ذلك إلى تقليل الاعتماد على الدولار الذي يتعرّض لمخاطر سياسية وجيوسياسية عديدة، وخاصة بعد أحداث مثل تجميد احتياطات الدولار الروسية، وهذا يدفع البنوك المركزية لتكثيف شراء الذهب، ويُشجع المستثمرين على تنويع محافظهم الاستثمارية بعناصر أقل تعرضًا للتقلبات؛
وهنا قائمة بأبرز عوامل تسريع إزالة الدولرة وتأثيرها على الذهب:

  • ارتفاع المخاطر السياسية وتقلبات العملة
  • تنويع محافظ البنوك المركزية من الدولار إلى الذهب
  • التشجيع الرسمي لتسوية التجارة بالعملات المحلية
  • زيادة الطلب العالمي على الذهب المادي والاستثماري
  • ضعف الثقة في استقرار الدولار الأمريكي مستقبلاً

تطورات الطلب على الذهب وانعكاساتها مع إزالة الدولرة

الربع الأول من عام 2025 شهد شراء البنوك المركزية أكثر من 244 طنًا من الذهب، وهو معدل يفوق بكثير المتوسط الفصلي خلال خمس سنوات، بالإضافة إلى تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة التي جذبت نحو 30 مليار دولار في النصف الأول من نفس العام، مع تزايد إحجام القطاع الخاص عن الاستثمار بالدولار وميل الأسر في الهند والصين نحو الذهب كخيار ادخاري، ما يُتوّج الذهب كوجهة آمنة في ظل تغيّر سياسات الاحتياطي العالمي؛

البندالبيانات لعام 2025
كمية شراء الذهب من البنوك المركزية244 طن متري بالربع الأول
تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة بالذهبحوالي 30 مليار دولار في النصف الأول
نسبة الذهب من الاحتياطيات العالميةنحو 20%
نسبة الدولار من الاحتياطيات العالميةأقل من 47%
توقع تقليل الفواتير بالدولار داخل آسيانبنسبة 15% خلال خمس سنوات

وقد أكد موقع «إنفيستوبيديا» أن الذهب ليس مجرد تحوط من تراجع الدولار فقط، بل يمثل أيضًا مخزونًا لقيمة ملموسة تُبني عليه ثقة المستثمرين والجغرافية المتنوعة لعمليات الشراء، بينما يظل ارتباط السعر بين الذهب والدولار سلبيًا تقليديًا، مما يعكس دلالة على تقلبات العملات وبدائل الادخار؛

دون الدولرة تعيد تشكيل النظام المالي العالمي ببطء ولكن بثبات، والذهب يظهر كالرابح الأبرز لأنه يملك هوية مزدوجة تجمع بين كونه سلعة حقيقية وآلية تحوط طبيعية؛ مما يدفع المستثمرين والحكومات إلى إعادة التفكير في توزيع أصولهم بعيدًا عن الدولار، مع تحول واضح نحو التوازن الجديد الذي قد يشمل الذهب بشكل أوسع وأعمق.