«تأثير قوي» سعر القهوة يرتفع بسبب رسوم ترامب ماذا يعني ذلك للمستهلكين؟

رسوم ترامب تعكر المزاج العالمي وترفع أسعار القهوة بنحو مفاجئ، حيث شهدت أسعار العقود الآجلة للقهوة ارتفاعًا مستمرًا بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات القهوة البرازيلية اعتبارًا من أغسطس، ما تسبب في موجات قلق حول الاستقرار في سوق القهوة العالمية وتأثيرها على المستهلكين والمزارعين على حد سواء.

رسوم ترامب تعكر المزاج العالمي للقهوة وتؤثر على أسعار أرابيكا

شهدت أسعار قهوة أرابيكا في بورصة نيويورك ارتفاعًا وصل إلى 1.52%، مع تصاعد المخاوف من أن فرض رسوم جمركية على القهوة البرازيلية قد يعطل سلاسل الإمداد ويؤثر سلبًا على الأسواق، خاصة أن أرابيكا تُعتبر من أنواع القهوة الراقية التي تعتمد عليها الأسواق الأمريكية بشكل كبير، وهو ما يجعل خطوة ترامب تهديدًا مباشرًا لقطاع تجارة القهوة، لأن الولايات المتحدة تعتمد بشكل أساسي على البن البرازيلي في استهلاكها، وأي ضرائب إضافية قد تؤدي إلى زيادة الأسعار وتقليص ثقة المتعاملين في السوق. وفي سياق متصل، حذر جوزيبي لافاتزا، رئيس مجموعة “لافاتزا”، من أن الرسوم الأمريكية المحتملة على البرازيل وفيتنام، أكبر الدول المصدرة للبن، قد تدفع الأسعار إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، مؤكدًا أن عبء هذه الزيادة في التكلفة سينعكس بشكل مباشر على المستهلك الأمريكي.

رسوم ترامب تعكر المزاج العالمي وتلقي بظلالها على المستهلك الأمريكي

قبل إعلان ترامب، أشار جوزيبي لافاتزا إلى أن الضرائب المتبادلة بين الولايات المتحدة وأوروبا لا تشكل تهديدًا كبيرًا للسوق، لكن أي تصعيد في النزاع التجاري مع كبار منتجي القهوة قد يغير قواعد اللعبة بالكامل، مما يعرض المستهلك الأمريكي لخطر تكاليف أعلى على القهوة التي يعتاد عليها. خلال الأعوام الماضية، كانت أسعار القهوة تتأرجح بشكل حاد بسبب ضعف الإنتاج في البرازيل وفيتنام، مما أدى إلى اختناقات في الإمدادات وارتفاعات متتالية في أسعار العقود الآجلة. فعقود قهوة روبوستا، المعتمدة في بورصة لندن، سجلت أرقامًا قياسية تخطت 5700 دولار للطن في مطلع العام الجاري، بينما ارتفع سعر أرابيكا بنسبة 70% ليتجاوز 4.20 دولارات للرطل، ورغم تراجع الأسعار مؤخرًا بسبب توقعات تحسن المحاصيل، إلا أن التصعيد التجاري الأمريكي قد يعيد تعكير الأجواء ويزيد الضغوط السعرية.

رسوم ترامب تعكر المزاج العالمي.. كيف يمكن للسوق التعامل مع الأزمة؟

في ظل هذه التطورات، يتم التساؤل عن الخطوات التي يمكن أن تتخذها الأسواق والمستهلكون لمواجهة هذه الأزمة المحتملة، وتشمل الإجراءات التالية:

• تنويع مصادر القهوة لتقليل الاعتماد على هيمنة البرازيل وفيتنام
• تشجيع الاستثمارات في زراعة البن في مناطق جديدة لضمان استمرارية الإنتاج
• تطوير عقود تجارية مرنة تسمح بالتكيف السريع مع تغيرات الرسوم الجمركية
• رفع وعي المستهلك حول تأثير الضرائب على تكلفة القهوة وأهمية البحث عن بدائل
• تعزيز التعاون الدولي لتجنب تصاعد النزاعات التجارية التي تؤثر على السوق العالمية

من خلال متابعة تطورات الرسوم المفروضة على واردات القهوة والبن، يتضح أن القرارات التجارية الأمريكية تمثل عاملًا رئيسيًا في تغيرات السوق، وعليه يبقى مراقبة مدى تعقل الأطراف المعنية والتفاوض لتفادي ارتفاع الأسعار المفاجئ ضرورة ملحة، خاصة أن قهوة الصباح بالنسبة للكثيرين أصبحت أكثر من مجرد مشروب، فهي جزء من الروتين اليومي الذي قد يتأثر بشكل كبير جراء هذه الرسوم.