حصريًا لقان عيد الرسل ودعوة السيد المسيح لغسل أرجل التلاميذ

يحتفل المسيحيون حول العالم بطقس مميز يُعرف باسم لقان عيد الرسل، وهو من الطقوس الثلاثة التي تُقام سنويًا إلى جانب لقان عيد الغطاس وخميس العهد، ويُذكر في هذا الطقس دعوة السيد المسيح لتلاميذه بغسل أرجل بعضهم بعضًا، كرمز للتواضع والخدمة، حيث يقول في إنجيل يوحنا: “فإن كنتُ وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض” (يو 13: 14).

أهمية لقان عيد الرسل في الكنيسة

لقان عيد الرسل يحتل مرتبة خاصة في نفوس تلاميذ المسيح والمسيحيين عامة، إذ تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في 12 يوليو بهذا الطقس الذي يخلد ذكرى استشهاد القديسين بطرس وبولس، اللذين يُعتبران من أعمدة الرسالة المسيحية. يأتي احتفال لقان عيد الرسل كتجسيد حي لروح الخدمة والمحبة التي دعانا إليها السيد المسيح، حيث تذكير دائم بأن الخدمة الحقيقية مبنية على التواضع، تمامًا كما فعل المسيح بغسل أرجل تلاميذه. ويُعزز هذا الطقس روابط المحبة بين أبناء الكنيسة، إذ يشير لغسل الأرجل إلى تطهير النفس والمساهمة في بناء الجماعة.

طقوس لقان عيد الرسل ودلالتها الروحية

الطقوس التي تُقام في لقان عيد الرسل تبدأ بصلاة رفع البخور، وهو رمز لبدء الخدمة الكرازية التي احتضنتها الكنيسة منذ تأسيسها، ويتلو ذلك غسل الأرجل أو رشها بالماء المقدس على يد الكاهن، مشاهد تُعبر عن خدمة المسيح التي تُزرع في قلوب المؤمنين وتُترجم أفعالًا. يقول المؤمنون في طقس لقان عيد الرسل إن هذه اللحظات تعيد تذكيرهم بقيمة التضحية والمحبة التي قدمها الآباء الرسل في سبيل نشر الإيمان، وتنقلهم من مجرد تقاليد دينية إلى تجربة روحية تنعش المثال المسيحي في حياتهم اليومية. وكل خدمة كنسية تنطلق من المعمودية، ثم تستمر بغسل الأرجل كرمز للمتابعة والعمل على التطهير الداخلي والخدمة المتبادلة.

ما المقصود بكلمة لقان وكيفية تنظيم الطقس

كلمة لقان تعود جذورها للغة اليونانية، حيث تعني “الوعاء” أو “الإناء”، وهو مكان مخصص داخل الكنيسة، غالبًا يقع في الجهة الغربية من صحن الكنيسة، ويُستخدم لتقديم المياه المقدسة التي تُستعمل في الطقوس المختلفة. هذا الوعاء لا يرمز فقط إلى الماء، بل يحمل في طياته التعبير عن الطهارة والتجديد. عند الحديث عن تنظيم لقان عيد الرسل، يمكن توضيح خطوات الطقس الأساسية التي تُبرز طبيعة الخدمة والمحبة، مثل:

• رفع بخور باكر لتطهير المكان وتهيئته
• انتقال الكاهن لغسل أرجل المؤمنين أو رش الماء المقدس
• تلاوة الصلوات التي تركز على الخدمة والتواضع
• تذكير الشعب بتضحيات الرسل وأعمالهم التبشيرية

إذا كنت مهتمًا بفهم أعمق للتقاليد القبطية وأهميتها الروحية، يمكنك قراءة مقالنا عن الصوم الكبير في الكنيسة القبطية والذي يعرض الجانب الروحي والطقوسي بشكل مفصل ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بأسلوب العبادة والحياة المسيحية.

طقس لقان عيد الرسل يغير نظرتنا للخدمة في حياتنا اليومية، ويُذكرنا بأن المحبة تتجلى بالأفعال وليس بالكلمات فقط، فغسل الأرجل الذي دعا إليه السيد المسيح يشكل نموذجًا عمليًا لكيفية العيش في محبة وتواضع، وهذا الشعور ينساب إلى تفاصيل حياة المؤمنين، فيسعون ليكونوا أداة سلام وخدمة في محيطهم. الاحتفال بهذا الطقس لا يرتبط فقط بإقامة طقوس تقليدية، بل هو فرصة للشعور بتجديد الالتزام بالرسالة التي ألهمت نشر المسيحية في العالم وصدّتها عن طريق المحبة والتقوى.