«زيادة مقلقة» تكلفة تأمين السفن في البحر الأحمر ترتفع بعد هجمات الحوثيين

تكلفة تأمين السفن في البحر الأحمر تقفز إلى 1% بعد هجمات الحوثيين، ما يعكس توقعات بارتفاع مخاطر حركة الملاحة في هذه المنطقة الحيوية، حيث تتجدد الهجمات الحوثية التي تهدد خطوط التجارة العالمية بشكل مباشر، وتشير التقارير إلى زيادة ملحوظة في أقساط التأمين مقارنة بالفترات السابقة، مما يضع ضغوطًا إضافية على شركات الشحن.

تطورات تكلفة تأمين السفن في البحر الأحمر بعد هجمات الحوثيين

تضاعفت تكلفة تأمين السفن في البحر الأحمر بشكل غير مسبوق، حيث ارتفعت أقساط التأمين ضد مخاطر الحرب لتصل إلى 1% من قيمة السفينة، بعدما كانت لا تتجاوز 0.4% قبل الهجوم الذي استهدف سفينة شحن يونانية حديثًا، وهذا يعني أن السفينة ذات القيمة المقدرة بـ 100 مليون دولار تحتاج إلى تأمين بقيمة مليون دولار لكل رحلة، بدلًا من 300 ألف دولار سابقًا، حسب بيانات شركة مارش ماكلينان الوساطة البحرية. في ظل تصاعد الهجمات، أشار ماركوس بيكر، رئيس قسم الشحن البحري، إلى تغيرات جذرية في أسعار التأمين التي أجبرت العديد من الجهات على تعديل مساراتها من المرور عبر البحر الأحمر إلى استخدام طريق رأس الرجاء الصالح، تماشيًا مع المخاوف المتزايدة من تصعيد لعمليات الاستهداف التي تؤثر على سلامة السفن وحركة التجارة.

استهداف السفن في البحر الأحمر وأثره على تكلفة تأمين السفن في البحر الأحمر

شهد هذا الأسبوع هجومين متتاليين خطيرين استهدفا سفينتين تجاريتين، أولاهما سفينة Magic Seas المملوكة لشركة ستيم شيبينج اليونانية، والثانية ناقلة البضائع Eternity C التي ترفع علم ليبيريا وتديرها شركة كوسموشيب، حيث أسفر الهجوم الأخير عن مقتل ثلاثة من البحارة إثر قصف السفينة بأنواع متعددة من الأسلحة من زوارق مجهزة بطائرات مسيرة، حسب ما نقلته وكالة “رويترز”. وأكدت جماعة الحوثي مسؤوليتها عن الهجوم الأول، واعتبرت أن الاستهداف جاء كجزء من رد فعل على انتهاكات الشركة المالكة بفرض حظر دخول الموانئ الإسرائيلية، وهو ما أدى إلى تحرك إسرائيلي هادف لاستهداف مواقع حوثية في موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، رداً على الاعتداء، حيث كانت السفينة مزودة برادارات لتعقب الحركة البحرية.

تداعيات ارتفاع تكلفة تأمين السفن في البحر الأحمر على التجارة العالمية

يبقى البحر الأحمر محورًا حيويًا يمر عبره الجزء الأكبر من التجارة العالمية، إذ تشكل هذه الممرات شريانًا أساسيا للاقتصاد الدولي، وارتفاع تكلفة تأمين السفن في البحر الأحمر يعكس توقعات بعدم الاستقرار، ويثير مخاوف شركات الشحن بشأن ارتفاع أسعار الوقود وتأجيل الإمدادات، مع تباطؤ في سلاسل التوريد وتزايد التحديات الاقتصادية على الصعيد العالمي. وتتعدد أسباب ارتفاع تكلفة التأمين وتغير مسارات السفن، نذكر منها:

  • التصعيد العسكري والهجمات المتكررة التي تستهدف السفن التجارية
  • الخسائر البشرية والمادية الناتجة عن الاستهدافات المتكررة
  • زيادة مخاطر المرور عبر قناة البحر الأحمر بدلاً من الطُرق البديلة
  • ردود الفعل العسكرية التي تزيد من التوترات وتؤثر على أمن الملاحة
  • تنامي المخاوف بشأن تأخير حمولات البضائع وارتفاع تكاليف تشغيل السفن
الفترة الزمنيةنسبة تكلفة التأمين من قيمة السفينة
قبل الهجوم الأخير0.4%
بعد هجمات الحوثيين1%

مع تزايد الضغوط الأمنية والاقتصادية، تسعى شركات الشحن إلى اتخاذ إجراءات وقائية تستهدف تقليل المخاطر، بما فيها تغيير المسارات أو زيادة الأقساط التأمينية لسفنه تمتثل لشروط التغطية الجديدة، وهو ما ينعكس على أسعار الشحن بشكل مباشر ويؤثر على جميع حلقات التجارة العالمية التي تعتمد على مرور البضائع عبر البحر الأحمر.

هذا الوضع الجديد يفرض ضرورة مراقبة مستمرة للمخاطر الأمنية وتأثيراتها على سوق النقل البحري، خاصة مع تزايد الأعمال العدائية في المنطقة، إذ يمثل البحر الأحمر نقطة تقاطع لا يمكن تعويضها بسهولة في مسارات السلع بين الشرق والغرب، والتأمين يعكس درجة القلق من استمرار الاضطرابات.