«تراجع قوي» الذهب يهبط دون 3300 دولار مع صعود الدولار وقلق المستثمرين

أسعار الذهب هي عنوان حركة المعدن الثمين الذي تراجع في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم الأربعاء وذلك تحت ضغط ارتفاع الدولار الأمريكي وصعود عوائد سندات الخزانة الأمريكية وسط ترقب المستثمرين لمحضر اجتماع الفيدرالي الأمريكي الذي قد يكشف مستقبل السياسة النقدية، وهو ما انعكس على أسعار الذهب التي فقدت قيمتها متأثرة بعدة عوامل اقتصادية وسياسية شهدها السوق مؤخرًا.

تحديثات أسعار الذهب وتأثير الصعود الحاد للدولار الأمريكي

شهدت أسعار الذهب تراجعًا واضحًا في السوق المحلية، حيث فقد سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 10 جنيهات ليصل إلى 4610 جنيهات، كما انخفضت الأوقية بنحو 13 دولارًا لتسجل 3290 دولارًا، وفق تصريحات المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة” سعيد إمبابي؛ ويرجع هذا التراجع إلى صعود الدولار الأمريكي الذي وصل إلى أعلى مستوياته خلال أسبوعين مما قلّص الطلب على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا، بالإضافة إلى ارتفاع عوائد السندات الأمريكية التي جعلت الأصول ذات العائد الجذاب أكثر إغراءً للمستثمرين، لذا تأثرت أسعار الذهب بهذا المناخ الاقتصادي المتقلب والضغوط التجارية المستمرة.

أسعار الذهب بأنواعها المختلفة خلال تعاملات اليوم وتأثير العوامل العالمية

سجل جرام الذهب عيار 24 سعرًا يصل إلى 5269 جنيهًا، بينما بلغ سعر عيار 18 نحو 3951 جنيهًا، وكذلك وصل سعر عيار 14 إلى 3074 جنيهًا، كما بلغ سعر جنيه الذهب 36880 جنيهًا، ويرجع التفاوت في الأسعار إلى اختلاف مستويات العيارات وقدرتها على التفاعل مع التغيرات الاقتصادية؛ والجدير بالذكر أن أسعار الذهب على المستوى العالمي واصلت انخفاضها مسجلة خسائر حادة مبتعدة عن حاجز 3300 دولار للأوقية لأول مرة خلال أكثر من عشرة أيام، نتيجة استمرار تصاعد الدولار الأمريكي وارتفاع العوائد على السندات التي حملت علامات تصاعد مخاوف الأسواق من التضخم والرسوم الجمركية التي تلوح في الأفق.

تداعيات خطوات الفيدرالي الأمريكي وسياسات ترامب الجمركية على أسعار الذهب

ينتظر المتعاملون صدور محضر اجتماع لجنة السوق المفتوحة للفيدرالي الأمريكي لشهر يونيو الذي قد يستعرض التباين داخل البنك المركزي حول توقيت خفض أسعار الفائدة بعد إبقائها ضمن نطاق 4.25% – 4.50%، معتمداً على قوة سوق العمل واستمرار ضغوط الأسعار؛ كما أظهر تقرير الوظائف الأخير أن سوق العمل لا تزال قوية مما قلّل احتمالات خفض الفائدة، وهذا ما أدى إلى ارتفاع عوائد السندات وجعل الذهب أقل جاذبية لأنه لا يدر عائدًا مباشرًا، في نفس الوقت، يعد التقدم في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي دعمًا إضافيًا للدولار وقيدًا للطلب على الذهب كملاذ آمن؛ ويأتي في مقابل ذلك إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الاستعداد لفرض رسوم جمركية جديدة ابتداءً من أغسطس تشمل نقاط مهمة كالآتي:

• رسوم بنسبة 50% على واردات النحاس
• رسوم تصل إلى 200% على الأدوية المستوردة
• إرسال 14 رسالة رسمية حتى الآن إلى دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية
• خطة لإرسال 15 إلى 20 رسالة إضافية خلال الأيام المقبلة
• تهديد بفرض رسوم إضافية بنسبة 10% على دول مجموعة “بريكس”

هذه الإجراءات تزيد من تعقيد المشهد التجاري والاقتصادي العالمي مما يؤثر على حركة أسعار الذهب ويرسم ملامح جديدة لسوقه.

تتباين تحركات أسعار الذهب بين التأثيرات الاقتصادية والسياسية المتسارعة، فبينما يكتسب الدولار قوة وجاذبية عند المستثمرين، يتراجع الذهب بعد أن بات أقل جاذبية بسبب عدم تحقيقه لعوائد مباشرة، وتظل السياسة المالية الأمريكية والحروب التجارية أحد أبرز محددات سعر المعدن الأصفر في الأسواق المحلية والعالمية.