«تراجع حاد» الذهب يهوي لأدنى مستوى أسبوعي مع صعود الدولار وعوائد السندات

الذهب يواجه تراجعًا ملحوظًا اليوم في أدنى سعر له خلال أكثر من أسبوع بسبب تأثير ارتفاع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأمريكية، مما أثر على حركة السوق بشكل واضح حيث أثرت تهديدات الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية جديدة على المعادن الأساسية والأدوية وأشباه الموصلات على الاستقرار الاقتصادي العالمي المؤقت، وسجلت المعاملات الفورية للذهب انخفاضًا بنسبة 0.4 بالمئة لتصل إلى 3286.96 دولار للأوقية، في حين انخفضت العقود الأمريكية الآجلة بنسبة 0.7 بالمئة، مما يعكس حالة من القلق بين المستثمرين حول التغيرات الاقتصادية القادمة.

كيف يؤثر ارتفاع الدولار على أسعار الذهب؟

يرتفع مؤشر الدولار بنسبة ملحوظة ويتداول عند أعلى مستوى له خلال أسبوعين، وهذا يصنع ضغطًا سلبيًا على الذهب لأن ارتفاع قيمة الدولار يجعل شراء الذهب أكثر تكلفة للمتعاملين بعملات أخرى، علاوة على ذلك، يرتفع عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى مستويات قياسية منذ أكثر من ثلاثة أسابيع؛ الأمر الذي يزيد من كلفة الفرصة البديلة لاقتناء الذهب الذي لا يقدم عوائد، وتزيد هذه العوامل مجتمعة من تراجع الطلب على الذهب في الوقت الراهن، مما يرفع من احتمالات انخفاض سعر المعدن النفيس لفترات متقاربة نظرًا لحساسية الأسواق تجاه تغيرات الدولار.

التأثير المباشر لرسوم ترامب الجمركية على سوق الذهب

أعلنت الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب عن نيّتها فرض رسوم جمركية بنسبة 50 بالمئة على واردات النحاس، بالإضافة إلى رسوم محتملة على أشباه الموصلات والأدوية، هذا القرار يضيف حالة من عدم الاستقرار إلى الأسواق العالمية بفعل القلق من نزاعات تجارية محتملة؛ إذ ساهم إعلان ترامب أيضًا بفرض رسوم 10 بالمئة على مجموعة دول «بريكس» في توتر إضافي للأسواق، وبالعودة إلى الذهب نجد أن هذه التهديدات تؤثر في توجهات المستثمرين الذين يفضلون تقليل المخاطر المالية في ظل هذه البيئة المتقلبة، ولهذا أزعجت التوترات التجارية استقرار أسعار الذهب رغم كونه ملاذًا آمنًا في الأوقات العصيبة.

متابعة تحركات الذهب مع مؤشرات الاحتياطي الفدرالي والتضخم

يراقب المستثمرون بدقة محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي الجديد للبحث عن أية مؤشرات حول تغيرات محتملة في أسعار الفائدة، حيث تركز الأسواق على موقف البنك المركزي المتحفظ في قراراته تجاه تخفيضات الفائدة؛ إذ تظل تقديرات التضخم مستقرة حول 3% لسنة قادمة مع استقرار توقعات التضخم على المدى المتوسط والطويل، وهذه البيانات تلعب دورًا محوريًا في تحديد مستقبل أسعار الذهب بفعل تأثيرها المباشر على القيمة الحقيقية للعملة ومشتقاتها، ويساهم الاستقرار النسبي لتوقعات التضخم في الحد من تقلبات الذهب على المدى القريب، رغم المتغيرات المتلاحقة في الأسواق المالية.

• تأثير ارتفاع الدولار يضغط على أسعار الذهب سالبًا
• رسوم ترامب الجمركية تزيد من حالة عدم الاستقرار في السوق
• ارتباط أسعار الذهب بعوائد السندات الأمريكية وخيارات الفائدة
• استقرار التضخم يؤثر على توقعات المستثمرين تجاه الذهب

تراجع أسعار الذهب اليوم يشكل انعكاسًا مباشرًا للتوترات الاقتصادية والسياسية، مع مراقبة حثيثة لتحركات الدولار وعوائد السندات التي تمثل محركات أساسية لسوق الذهب، تبقى الأنظار مصوّبة نحو قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي ونتائج التقارير الاقتصادية القادمة التي ستحدد مسار الأسعار في الفترة المقبلة بشكل دقيق وجاذب للاهتمام.