«أنا مش شايف حاجة» المكالمة الأخيرة التي جابت مأساة وائل مرزوق في حريق سنترال رمسيس وصوت الوداع الموجع

في وسط ضجيج الحياة اليومية، غالبًا ما تمر بنا لحظات لا نتخيل حجم الألم والمأساة فيها حتى تحدث، وحريق سنترال رمسيس كان واحدة من تلك اللحظات التي هزت قلوب الجميع، خاصة بعد سماع المكالمة الأخيرة التي جمعته بوائل مرزوق، الموظف الذي وجد نفسه في قلب أزمة خانقة داخل مبنى الاتصالات وسط العاصمة، وجاءت تفاصيل المكالمة لتكشف القصة الإنسانية الحقيقية خلف الحريق.

المكالمة التي كشفت تفاصيل الحريق في سنترال رمسيس

تخيل أن تكون محاصرًا وسط دخان كثيف، لا ترى شيئًا سوى الظلام والمخاطر، وهذا ما عاشه وائل مرزوق الموظف في سنترال رمسيس الذي كان في غرفة الموارد البشرية حين اندلع الحريق، ومكالمته مع زميلته كانت تعكس الخوف والارتباك، حين قال بصوت مختنق: “أنا مش شايف حاجة.. لا بشر ولا قطط.. إحنا محبوسين في المكتب والدخان شديد”، وكانت تلك اللحظات صعبة لأنها لم تكن مجرد كلمة بل تعبر عن مأساة حقيقية امتزجت فيها الرهبة والإنسانية، إذ لم يكن وائل يخاف على نفسه فقط بل كان يشعر بالقلق على القطط التي كان يعتني بها يوميًا داخل المبنى، ويعطي هذا جانبًا إنسانيًا لقصة الحريق في سنترال رمسيس.

ما الذي جعل لحظة الخطر في حريق سنترال رمسيس أكثر مأساوية؟

تداخل الدخان الكثيف مع انقطاع التيار الكهربائي أدى إلى تعطيل عمليات الإخلاء، مما جعل فرق الإنقاذ تواجه صعوبة كبيرة في الوصول إلى الضحايا، خصوصًا وائل مرزوق وزملائه، وقد أضافت الموظفة التي كانت على الطرف الآخر من المكالمة: “كان إنسانًا هادئًا ومحترمًا، كل الناس بتحبه، وواقف جنب الكل، حتى في آخر لحظة ما فقدش إنسانيته”، وهذه الكلمات توضح كيف كان وائل مثالًا للتعاطف والتفاني رغم الخطر المحيط به. توضح هذه التفاصيل حجم المعاناة التي مر بها الموظفون أثناء الحريق في سنترال رمسيس، وهو ما يجعلنا نفكر في أهمية تجهيز أماكن العمل لمواجهة مثل هذه الطوارئ.

كيف يمكن تجنب مأساة مثل حريق سنترال رمسيس في المستقبل؟

من خلال القصة المؤلمة لحريق سنترال رمسيس، هناك خطوات واضحة يمكن أن تساعد في تقليل احتمالية وقوع مثل هذه الحوادث أو التقليل من أضرارها، مثل:

  • توفير أنظمة إنذار وكشف حريق متطورة داخل المباني الحيوية
  • ضمان وجود مخارج طوارئ واضحة ومفتوحة طوال الوقت
  • تنظيم دورات تدريبية دورية للموظفين على كيفية التصرف في حالات الطوارئ
  • تجهيز خطوط اتصال احتياطية لتجنب انقطاع التردد أو التيار الكهربائي
  • إجراء فحوصات دورية على الأجهزة الكهربائية وأنظمة التهوية لتقليل مخاطر الحريق

وبجانب هذه الإجراءات، تبقى الملابسات التي صاحبت حريق سنترال رمسيس مثل كثافة الدخان وانقطاع التيار الكهربائي أحد العوامل التي استدعت تحسين خطط الطوارئ في أماكن العمل.

العنصرالوضع قبل الحريقالإجراء المطلوب
الكشف عن الحريقأنظمة قديمة أو غير فعالةتركيب أجهزة إنذار حديثة ومتصلة بفريق الطوارئ
مخارج الطوارئمخارج محدودة أو مغلقةتوفير مخارج متعددة وواضحة
التواصل في الطوارئاعتماد على التيار الكهربائي فقطإضافة طرق اتصال احتياطية مثل الهواتف اللاسلكية
تدريب الموظفينغير منتظمة أو معدومةدورات تدريبية منتظمة على إجراءات السلامة

قصص مثل ما حصل مع وائل مرزوق تعيد إلينا الشعور بأهمية السلامة في أماكن العمل، كما تبرز تضحية الإنسان عندما يظل محافظًا على إنسانيته حتى في أصعب اللحظات، وبالرغم من الألم الذي تركه حريق سنترال رمسيس، إلا أن الوعي والطموح في تجنب تكرار مثل تلك الكوارث يبقى أمل الجميع. مشاركة هذه القصة تساعد في تذكيرنا جميعًا بضرورة الاهتمام بالتدابير اللازمة وحماية الأرواح قبل وقوع الكارثة.