«معنى خاص» ما الحكمة من تخصيص سيدنا إبراهيم بالذكر في الصلاة الإبراهيمية في التشهد الأخير؟

ما الحكمة من تخصيص سيدنا إبراهيم بالذكر في الصلاة الإبراهيمية في التشهد الأخير في الصلاة تثير تساؤلات كثيرة لدى المسلمين، خاصةً أن هذه الصلاة تحمل ذكرًا خاصًا بهذا النبي العزيز، والحقيقة أن هناك أسبابًا واضحة تتعلق بمكانة إبراهيم عليه السلام في الإسلام، حيث إنه نبي الله الذي يُنظر إليه كأب للأمة الإسلامية وواسطة برٍّ في دعائه وقربه من الله، مما يستحق هذا التخصيص في الصلاة التي تُعتبر من أفضل الأدعية وأشدها قبولًا.

ما الحكمة من تخصيص سيدنا إبراهيم بالذكر في الصلاة الإبراهيمية في التشهد الأخير في الصلاة؟ تأصيل الأسباب والدلالات

إن ذكر سيدنا إبراهيم عليه السلام في الصلاة الإبراهيمية يتصل بعدة معانٍ أبرزها أن إبراهيم عليه السلام كان يطلب من الله سبحانه وتعالى أن يجعل له لسان صدق في الآخرين، وهو بذلك رمز الصدق والحق، وبالتالي تخصيص ذكره في الدعاء يضيف بُعدًا من التأكيد على الصدق والإخلاص في العبادة، كما أن الله تسمية المسلمين نسبةً إلى إبراهيم عليه السلام يمنح الرسول وأمته منة كبيرة عليه، مثلما جاء في الحديث الشريف، إضافة إلى أن إبراهيم عليه السلام سلَّم على أمة النبي صلى الله عليه وسلم بصلاة وسلام مخصوصين دون الأنبياء الآخرين ليلة المعراج، ما يدل على مكانته الرفيعة وأن له شرفًا خاصًا عند الله.

لماذا صلاة الفجر مهمة وكيفية أداء سنة الفجر بعد إقامة الفريضة؟

في مواضيع أخرى تتناولها دار الإفتاء وأحكام الصلاة، نجد أن من دخل المسجد لصلاة الفجر وقد أقيمت الفريضة ولم يُصل سنة الفجر، يُنصح أن يلحق بالإمام في صلاة الفريضة مباشرة دون تأخير؛ لأن الصلاة المكتوبة لها الأولوية كما ورد في حديث أبي هريرة، وبعد الانتهاء من الفريضة يجوز له أن يُصلّي سنة الفجر؛ لما لها من أهمية في تثبيت النفس على الطاعة ولكي يكتمل به رضا الله، وهنا ضرورة معرفة توقيت إقامة الصلاة والمواقيت الدقيقة من أجل تنظيم وقت الصلاة بما يلاءم دوام العبادة.

المحافظةصلاة الفجرصلاة الظهرصلاة العصرصلاة المغربصلاة العشاء
القاهرة4:16 ص1:00 م4:36 م8:00 م9:32 م
الإسكندرية4:16 ص1:05 م4:44 م7:57 م9:42 م
الإسماعيلية4:10 ص12:56 م4:33 م7:57 م9:30 م
شرم الشيخ4:13 ص12:48 م4:19 م7:43 م9:11 م
أسوان4:32 ص12:53 م4:13 م7:40 م9:04 م

أبرز المواقف الشرعية التي توضح حكمة تخصيص سيدنا إبراهيم بالذكر في الصلاة الإبراهيمية في التشهد الأخير في الصلاة

من خلال تتبع المنهج الشرعي والفقهي نلاحظ أن الصلاة الإبراهيمية في التشهد الأخير تركز على أهمية ذكر إبراهيم عليه السلام تجسيدًا للمودة بين الأنبياء والصلة الوثيقة التي تمزج بين الماضي والحاضر، إذ يُذكر أن دعاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم يكونون مرتبطين أيضاً بدعاء إبراهيم لما له من منعة في الدعاء والولاية الروحية، ويمكن التفصيل في الحكمة من التخصيص فيما يلي:

  • طلب إبراهيم عليه السلام للسان صدق في الآخرين، وهو تحصين الدعاء بالصدق والحق
  • فضله في تسميتنا مسلمين، فمنحه الله علينا منة عظيمة، فكان التخصيص تقديرًا لهذا الإحسان
  • سلامه المخصوص على أمة النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج يعكس مكانته وقربه من الله
  • إبراهيم نموذج التضحية والإيمان الإرادي وغاية الخشوع لله، وهو القدوة التي نستلهمها في الصلاة والدعاء

الحكمة من تخصيص سيدنا إبراهيم بالذكر في الصلاة الإبراهيمية في التشهد الأخير في الصلاة تمثل امتدادًا تاريخيًا وروحيًا يربط بين مختلف أجيال المسلمين ونبي الله إبراهيم عليه السلام، من هنا تكتسب هذه الصلاة قدسية خاصة وروحانية مميزة بين صلوات الأذكار والنوافل الأخرى

بجانب ذلك، تجدر الإشارة إلى أن دار الإفتاء مستمرة في حملتها الهادفة لتصحيح المفاهيم المغلوطة المتعلقة بمسائل الصلاة وأحكامها، وتؤكد أهمية التزام المسلمين بالمواعيد الصحيحة للصلاة والسنة، مما يعزز من تأثير الصلاة في الحياة اليومية ويزيد من عمق الإيمان وروحانية العبادة دون تردد أو تخاذل، وهذا ما يتجلى في فهم آداب المسجد وأولوياته، مثل احترام الترتيب وصلاة الجماعة وأحكام قراءة الآيات التي تحتوي على سجدة دون إخلال بالسنة النبوية.

وبذلك تجد الحكمة من تخصيص سيدنا إبراهيم بالذكر في الصلاة الإبراهيمية في التشهد الأخير تظهر كمحور روحي رفيع يرتبط بالتاريخ الإسلامي العريق ويعزز الإحساس بالصلة بين الأنبياء والمسلمين عموماً، ويعكس معاني الصدق، والفضل، والتاريخ المشترك الذي يشكل نواة دعاء المسلمين في صلاتهم اليومية.