«صراع طويل» ريمة في مواجهة الإمامة الزيدية كيف أثرت على تاريخ اليمن؟

مقاومة ريمة للإمامة الزيدية تجسدت عبر تاريخ طويل من الصمود والتحدي، إذ تكررت الانتفاضات المسلحة ضد قمع الكهنة وتدخلاتهم، وتم تحويل تضاريس الجبال إلى خطوط دفاع متقدمة لنصرة الإرادة الشعبية، وفي مطلع القرن السابع عشر، واجه أبناؤها الدولة القاسمية برفض تسلطها، ما يعكس وعيًا مجتمعيًا مبكرًا بخطورة المشروع الإمامي

مقاومة ريمة للإمامة الزيدية في القرن السابع عشر: رفض التسلط وبداية وعي مجتمعي

بدأت مقاومة ريمة للإمامة الزيدية بشكل واضح في مطلع القرن السابع عشر حين رفض أبناء ريمة تسلط الدولة القاسمية، وفرضوا قيادة محلية بديلة بعد طرد عمال الكهنة من مناطقهم، حيث كانت هذه الخطوة بمثابة إعلان عن وعي مجتمعي مبكر بخطورة السلالة وقضيتها، ولم تخفِ هذه المقاومة تمردها المتكرر ضد حملات الكهنة القمعية التي كانت تحاول فرض السيطرة بالقوة، فجعلت من التضاريس الجبلية مسرحًا للمعارك ومواجهة متواصلة، وتمتد هذه المقاومة لتشمل مختلف العزل، كما أن الانتفاضات التي شهدتها ريمة لم تكن لحظية بل كانت ممتدة على مدار سنوات عدة تعبر عن روح رفض عميقة.

حملة 1698م وتأثيرها على مقاومة ريمة للإمامة الزيدية

تعرضت ريمة عام 1698م لحملة إمامية قادها الكاهن محمد بن أحمد صاحب المواهب، بعد تمرد السكان على عامل الدولة، وشهدت هذه الحملة جرائم موثقة تمثلت في القتل والنهب وتعذيب النساء بقطع الآذان لسرقة الحلي، إلا أن هذا الضابح لم يثنِ أهل ريمة عن مقاومتهم، بل بقيت القلعة التي تعبر عن عزيمة لا تلين، ومن خلال هذه الواقعة نرى حجم التحدي الذي واجهه أهل ريمة في سبيل رفض الإمامة الزيدية، التي لم تكن مجرد مشروع سياسي بل كانت تعبّر عن هيمنة دينية تستهدف قهر الإرادة الشعبية وقمعها، مما يجعل مقاومة ريمة للإمامة الزيدية نموذجًا فريدًا للثبات والتصدي في وجه الظلم.

قوة الانتفاضات المسلحة في عشرينيات القرن العشرين ودور ريمة في مقاومة الإمامة الزيدية

في عشرينيات القرن العشرين، بقيت مقاومة ريمة للإمامة الزيدية حية ومتقدة، حيث قادت واحدة من أشد الانتفاضات المسلحة ضد الكاهن الزيدي يحيى حميد الدين، تحت قيادة الشيخ محمد أمين أحمد، وقد فرضت ريمة حصارًا على قوات الإمامة في الجبين، واستمر الصراع لأكثر من عامين متواصلين، محققة انتصارات كبيرة أربكت السلطة المركزية وقوضت مشاريعها، وكان لهذه المرحلة أهمية بالغة في توضيح عمق التحدي الذي قدمته ريمة للإمامة الزيدية، وعكس صمود سكانها وتصميمهم على رفض الاستسلام رغم كل الظروف الصعبة والمخاطر الدامية.

  • رفض تسلط الدولة القاسمية وأعمالها القمعية في مطلع القرن السابع عشر
  • طرد عمال الكهنة وتأسيس قيادة محلية بديلة تعبر عن الوعي الجماعي
  • حملة 1698م بقيادة محمد بن أحمد صاحب المواهب والجرائم المرتكبة
  • تمرد القاطنين ورفض الخضوع المستمر للإمامة الزيدية
  • انتفاضة عشرينيات القرن العشرين بقيادة الشيخ محمد أمين أحمد وإرباك السلطة
العامالحدثالقائدالنتيجة
القرن السابع عشررفض تسلط الدولة القاسمية وطرد العمالأبناء ريمةتأسيس قيادة محلية ووعي مجتمعي
1698محملة إمامية ضد ريمةمحمد بن أحمد “صاحب المواهب”جرائم وحصار، مقاومة متواصلة
عشرينيات القرن العشرينانتفاضة مسلحة قويةالشيخ محمد أمين أحمدأربكت السلطة المركزية

مقاومة ريمة للإمامة الزيدية رسخت صورة شجاعة وإصرار أمام التحديات العاتية، واستمرت القلاع البشرية هذه رغم قسوة الحصار والاعتداءات القاسية، وكانت شواهد من النضال المستمر الذي لم يخْضع أو يتراجع أمام قوى السطوة، ولا تزال تفاصيل هذا التاريخ الغني مصدر فخر وشاهد حي على قوة الإرادة الجماعية في وجه الظلم والقهر