«توقعات مثيرة» سعر الدولار 47 جنيهًا هل يحقق هذا الرقم قبل نهاية 2025

الجنيه المصري الصعود أمام الدولار يشهد تغيرًا نوعيًا ومهمًا منذ مطلع عام 2025، وكسر الاتجاه التصاعدي الذي دام لسنوات طويلة، لتبدأ العملة المحلية في استعادة جزء من قيمتها، وهو ما يعكس تحوّلًا عميقًا في المشهد الاقتصادي مع بدأ انعكاس الإصلاحات على أداء الجنيه بشكل تدريجي، مما أثار تساؤلات عديدة حول مدى استمرارية هذا التحسن وما إذا كان بداية لمرحلة استقرار اقتصادية جديدة أم مجرد مؤقت.

توقعات الجنيه المصري الصعود أمام الدولار وأهم العوامل المؤثرة

توقع هاني جنينة، رئيس قطاع البحوث بشركة الأهلي فاروس، أن يستمر الجنيه المصري الصعود أمام الدولار بشكل متواصل خلال الفترة المتبقية من عام 2025، مدعومًا بعدة متغيرات إقليمية ودولية متزامنة تهيئ البيئة المناسبة لتحسن العملة المحلية؛ وأكد جنينة أن الاتجاه العام للجنيه يسير في مسار تصاعدي يترافق مع تراجع ملحوظ لقيمة الدولار عالميًا، حيث يصف الدولار الحالي بأنه في حالة ضعف شديدة أمام عملات رئيسية مثل اليورو؛ وهذا الانخفاض في قيمة الدولار أمام اليورو يعزز الاقتصاد المصري ارتباطًا بالعلاقات التجارية الوثيقة مع الاتحاد الأوروبي، الذي يمثل نحو ثلث التبادل التجاري في الصادرات والواردات، إلى جانب أن أعداد كبيرة من السياح الوافدين لمصر يأتون من هذه الدول.

هذا التحسن في سعر الصرف لا يؤثر فقط على التوازن التجاري، بل يعزز من تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق الأوروبية، لا سيما أن الجنيه المصري ما زال منخفضًا أمام اليورو بما يقارب 11%، ما يعطي ميزة سعرية هامة للصادرات المصرية؛ وصاحب ذلك تشجيع لتدفقات سياحية واستثمارية أكبر للدولة، مما ينعكس على واحتياطي النقد الأجنبي بدعم مباشر يمنح الجنيه دفعة قوية في مسار الاستقرار والتحسن؛ ويشير جنينة إلى أن هذا المسار الإيجابي يوفر فرصًا فعلية لتدفقات نقدية إضافية من السياحة والاستثمارات وتحويلات المصريين بالخارج، وهو ما يؤثر إيجابيًا على الطلب على الجنيه المصري، ويؤدي إلى ضغط على الدولار.

أسباب دافعة للجنيه المصري الصعود أمام الدولار في 2025

شهد الجنيه المصري موجة تعافٍ واضحة أمام الدولار في 2025، انعكست على القطاع المصرفي ومعدلات التضخم بشكل مباشر، حيث جاء هذا التحسن نتيجة عوامل متكاملة اقتصادية؛ من أهمها النمو الملحوظ في تدفقات العملة الصعبة، خاصة من المصريين العاملين بالخارج، إلى جانب ارتفاع الاحتياطي النقدي الأجنبي إلى مستويات غير مسبوقة، ما رفع قدرة الدولة في تلبية احتياجاتها التمويلية وخفّض الضغوط عن سوق الصرف؛ كما ساهم استقرار مناخ الاستثمار والإصلاحات الاقتصادية الهيكلية في تعزيز الثقة بالجنيه محليا وخارجيا.

• قفزة استثنائية في تحويلات المصريين بالخارج بنسبة 77.1% خلال العشرة أشهر الأولى من العام المالي 2024/2025، حيث وصلت إلى 29.4 مليار دولار مقابل 16.6 مليار العام السابق
• تعزيز الثقة في الجهاز المصرفي المصري كقناة مستقرة وآمنة لتحويل الأموال
• تزايد إيمان المصريين بالخارج بصلابة الاقتصاد المحلي وإمكانية تعافيه
• استقرار السياسات النقدية والمالية وتحفيز جذب رؤوس الأموال الأجنبية

نظرة مستقبلية: هل يستمر الجنيه المصري الصعود أمام الدولار؟

رغم التراجع الكبير في سعر صرف الدولار أمام الجنيه، يبقى مستقبل الجنيه المصري الصعود أمام الدولار مرتبطًا بعدة عوامل حيوية يجب الحفاظ عليها لتحقيق استدامة التحسن؛ ويرى محللون أن استمرار هذا الصعود مرهون بمدى تدفق الموارد الدولارية المستمر، وزيادة الإنتاج المحلي، واتباع سياسات نقدية صارمة ومضبوطة؛ وفي المقابل، لا يمكن استبعاد احتمال عودة الدولار إلى التعافي ولو جزئيا بسبب تقلبات الأسواق العالمية أو توترات جيوسياسية أو تغييرات مفاجئة في أسعار الفائدة العالمية؛ لكن الاتجاه السائد يشير إلى أن الجنيه المصري الصعود أمام الدولار الآن يعكس نتائج إصلاحات اقتصادية طويلة بدأت تؤتي ثمارها، ما يزيد من فرص تحقيق استقرار نقدي أفضل خلال المدى المتوسط.

بلا شك، الجنيه المصري الصعود أمام الدولار يعكس ديناميكية جديدة متفائلة ضمن الاقتصاد الوطني؛ لكن الانتباه مستمر للمتغيرات الخارجية والداخلية التي ستحدد مدى ثبات هذا المسار.