«تراجع ملحوظ» الذهب يهبط لأدنى مستوى في أسبوع بسبب قوة الدولار الأمريكي

الذهب على وشك فقد التداول فوق 3,300 دولارًا للأونصة بعد هبوط الأسعار في السوق الأوروبية، حيث سجل أدنى مستوى خلال أسبوع مع استمرار قوة الدولار الأمريكي في سوق الصرف، ويتزامن ذلك مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تمديد إعفاءات جمركية تهدف إلى تهدئة مخاوف الركود الاقتصادي، في ظل انخفاض توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية حتى سبتمبر المقبل.

الذهب يتراجع إلى أقل من 3,300 دولارًا للأونصة وسط قوة الدولار الأمريكي

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا في الأسواق الأوروبية، حيث انخفضت بنسبة 1.1% لتصل إلى 3,300.76 دولار للأونصة، وهو أدنى مستوى خلال الأسبوع، بعدما بدأت التعاملات عند 3,337.22 دولارًا وسجلت أعلى مستوى عند 3,342.70 دولارًا؛ ويعود تراجع الذهب في المقام الأول إلى صعود الدولار الأمريكي الذي قفز لمستوى قياسي خلال أسبوعين مسجلًا 97.43 نقطة في مؤشر الدولار، وهو ما يجعل السبائك الذهبية المسعرة بالدولار أقل جاذبية للمشترين حاملي العملات الأخرى، مما يؤثر سلبًا على الطلب ويخفض الأسعار تدريجيًا

العامل الرئيسي الذي يدعم الدولار في الفترة الحالية هو حالة التفاؤل التي أبدتها الإدارة الأمريكية حول الاتفاقيات التجارية، حيث أعلن الرئيس دونالد ترامب تقدم المحادثات وإعفاءات جمركية لعدد من الدول، مما يقلص المخاوف من ركود اقتصادي محتمل في الولايات المتحدة، ويعزز الثقة في اقتصاد البلاد، وهذا بدوره يوازن بين عدد من المؤشرات الاقتصادية القوية مثل الوظائف الجديدة التي أضافها سوق العمل الأمريكي وتراجع معدل البطالة إلى 4.1%، وهو ما دفع السوق إلى تقليل تقديرات خفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال اجتماع يوليو القادم

التطورات الاقتصادية وتأثيرها على أسعار الذهب وتوقعاته

مع استمرار التغيرات الاقتصادية الكبرى في الداخل الأمريكي، فقد انخفضت توقعات الأسواق لخفض أسعار الفائدة خلال اجتماع يوليو من 25% إلى 5%، بينما ارتفعت احتمالات بقاء الأسعار دون تغيير من 75% إلى 95%، ويستمر التراجع في تقبل خفض الفائدة حتى سبتمبر من 95% إلى 70%، ما يدل على قوة الثقة في أداء الاقتصاد الأمريكي، وهذا بدوره يؤثر على أسعار الذهب التي تميل إلى الانخفاض مع ارتفاع عوائد الدولار؛ من الجدير بالذكر أن زيادة الوظائف الجديدة تتجاوز التوقعات، وتعكس صحة سوق العمل الأمريكي، مما يقلل من الاحتياج لسياسات تخفيف نقدي، ومنها خفض الفائدة

بالإضافة إلى ذلك، أشار محلل السوق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في شركة أواندا “كلفن وونج” إلى أن الإصلاحات قصيرة الأمد والإعفاءات الجمركية الأمريكية تشكل ضغطًا قصير الأجل على أسعار الذهب، مشيرًا إلى توقع جولة أخرى من الحركة السعرية عند مستوى 3,320 دولارًا للأونصة وصولًا إلى المقاومة المؤقتة عند 3,360 دولارًا؛ ما يعكس حالة التذبذب التي يشهدها المعدن الثمين حاليًا مع استمرار الحذر من متغيرات الأسواق الدولية

صناديق الذهب وحركة السوق: رؤية حول الذهب على وشك فقد التداول فوق 3,300 دولارًا

أما على صعيد صناديق الاستثمار، فقد شهد صندوق ‏SPDR Gold Trust استقرارًا في حيازات الذهب عند 947.66 طن متري، وهو أدنى مستوى له منذ 18 يونيو، مع ثبات الحيازات ليومين متتاليين دون تغيير يذكر، ويُعد هذا مؤشرًا هامًا يعكس الطلب المؤسسي في السوق، حيث تشير بيانات الأسبوع الماضي إلى ماسبة حركة السعر مع خط اتجاه تصحيحي هابط؛ ويبين هذا أن الذهب يواجه مقاومة واضحة أمام القوى البيعية التي تدفع الأسعار للهبوط تدريجيًا

بالنظر إلى عوامل عدة تؤثر على سعر الذهب منها:

• تذبذب الدولار الأمريكي وصلابته أمام العملات الأخرى
• تغييرات السياسات الجمركية الأمريكية وميزان القوى التجارية
• تطورات سوق العمل والوظائف الأمريكية
• توقعات الأسواق لقرارات سعر الفائدة الأمريكي المقبلة
• نشاط صناديق الاستثمار الكبرى وحجم الحيازات

يظل الذهب يتحرك بحذر، مع ميل واضح للتراجع في ظل قوة الدولار والتوقعات الاقتصادية الأمريكية التي تفرض ضغوطًا على المعدن.

تتعدد العوامل التي تحدد اتجاه الذهب خلال الأيام القادمة، مع ضرورة متابعة تحركات الدولار وقرارات الفيدرالي التي تبدو أكثر تمسكًا بسياسة سعر الفائدة دون تعديل، ما يعزز احتمالات استمرار الذهب في مستويات دون 3,300 دولارًا، مع احتمالية حصول تصحيحات صعودية محدودة ضمن إطار المقاومة القريبة التي أشار إليها محللو السوق.