«ثبات ملحوظ» سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار هل يستمر الاستقرار الفترة المقبلة

سعر صرف الليرة السورية يشهد استقرارًا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء في السوق الموازية بعد أن ثبت مصرف سوريا المركزي السعر في التعاملات الرسمية بمستويات محددة عند 11 ألف ليرة للشراء و11 ألف و100 ليرة للبيع، ويأتي هذا بينما أشار البنك الدولي إلى توقع نمو الاقتصاد السوري بنسبة 1% عام 2025 بعد انكماش في 2024، وسط تحديات اقتصادية كبيرة ناجمة عن العقوبات وتجميد الأصول وتقييد الخدمات المصرفية الدولية التي تؤثر على إمدادات الطاقة والاستثمار والدعم الإنساني.

سعر صرف الليرة السورية بين السوق الموازية والتعاملات الرسمية

شهد سعر صرف الليرة السورية استقرارًا ملحوظًا في عدة مدن سورية مثل دمشق وحلب وإدلب عند 10 آلاف ليرة عند الشراء و10 آلاف و50 ليرة عند البيع، بينما كان السعر في الحسكة أعلى قليلًا عند 10 آلاف و125 ليرة للشراء و10 آلاف و200 ليرة للبيع، في حين حافظ مصرف سوريا المركزي على تثبيت سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي في نطاق 11 ألف ليرة للشراء و11 ألف و100 ليرة للبيع ويشير هذا الاستقرار إلى جهود البنك المركزي في محاولة ضبط السوق الرسمية والتقليل من الفروق الكبيرة بين أسعار السوق الموازية والرسمية.

سعر صرف الليرة السورية والسياسات النقدية وعدم اللجوء للاستدانة الخارجية

أكد حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية أن سوريا لن تلجأ إلى الاستدانة الخارجية من صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي، ونفى وجود نية لربط سعر صرف الليرة السورية بالدولار الأميركي أو اليورو كما أعلن عن خطة لاستحداث مؤسسة لضمان الودائع في البنوك السورية لتقوية الثقة المصرفية وذكر الحصرية أن التشوهات في سعر صرف الليرة ستنتهي خلال أشهر مع بلوغ سعر موحد، مشيرًا إلى تحسن بنسبة 30% في سعر الصرف مقارنة بالفترات السابقة مما يعكس توجهات واضحة نحو استقرار العملة الوطنية.

تطورات سياسية وتأثيرها على سعر صرف الليرة السورية

على الصعيد السياسي، شهدت العلاقات الدبلوماسية مع سوريا انفراجة من خلال قرار بريطانيا إعادة العلاقات الرسمية وقيام وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بزيارة دمشق مع تقديم دعم مالي يقارب 129 مليون دولار، وأعرب لامي عن تفاؤله بمستقبل أكثر استقرارًا وأمانًا للسوريين في ظل الحكومة الجديدة كما يبرز تأثر سعر صرف الليرة السورية بالإعفاءات والعقوبات التي وقّع عليها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والتي هدفت إلى رفع العزلة عن النظام السوري وتسهيل إعادة الإعمار، بالإضافة إلى إلغاء تصنيف هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية مما يخفف من القيود السياسية والتجارية.

• تثبيت سعر صرف الليرة السورية يعزز ثقة السوق المحلية
• عدم اللجوء للاستدانة الخارجية يدعم الاستقرار المالي
• دعم دولي بريطاني مالي وسياسي للسوريا يحسن من المناخ الاقتصادي
• تخفيف العقوبات الأميركية قد يسهل التدفق النقدي والتجارة

يساهم الاستقرار في سعر صرف الليرة السورية في تقليل التذبذب ورفع مستوى الثقة بين المواطنين والتجار، ويبدو أن الأبواب مفتوحة أمام تحسن تدريجي مع استمرار التحولات السياسية والدبلوماسية التي قد تغير الرؤية الاقتصادية في المستقبل القريب.