«تقلبات السوق» وول ستريت تتباين عند الافتتاح وسط آمال الاتفاقات التجارية

وول ستريت تتباين عند الافتتاح في ظل آمال التوصل إلى اتفاقات تجارية تسود حالة من الترقب بين المستثمرين الأميركيين الذين يتطلع معظمهم إلى تقدم ملموس في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها، في ظل تحذيرات الرئيس دونالد ترامب المتكررة من فرض رسوم جمركية جديدة قد تعيد تأجيج التوترات الاقتصادية العالمية، وتظل الأسواق تبحث عن إشارات واضحة تعزز التفاؤل أو تثير القلق بالأيام المقبلة.

تباين وول ستريت عند الافتتاح مع آمال اتفاقات تجارية

شهدت مؤشرات الأسهم الأميركية عند افتتاح جلسة الثلاثاء اختلافاً واضحاً بين مؤشرات «داو جونز» و«ناسداك»، حيث تراجع الأول بنسبة 0.1% مقابل ارتفاع الثاني بـ0.3%، في تعبير عن تقلبات الأسواق التي تعكس مخاوف من توترات تجارية مستقبلية وسط تقييم المستثمرين لآخر تطورات الحوار بين واشنطن وحلفائها التجاريين، غير أن هذا التباين ينبع أيضاً من تصريحات ترامب التي حذر فيها من فرض رسوم جمركية جديدة على شركاء رئيسيين مثل اليابان وكوريا الجنوبية في الأول من أغسطس، مع ترك الباب مفتوحاً أمام تأجيل هذه الإجراءات في حال تقديم عروض مرضية.

التفاعل مع هذه الأنباء كان سريعاً، حيث تأثرت جلسة الاثنين الماضية بتراجع ملحوظ، إذ أغلق مؤشر «داو جونز» منخفضاً بقيمة تقارب 1% بينما خسر مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» نسبة 0.8% وتراجع «ناسداك» بنسبة 0.9%، لكن رغم ذلك بدأت تظهر علامات تعافٍ مع ارتفاع العقود الآجلة لمؤشرات «ستاندرد آند بورز 500» و«ناسداك 100» بنسبة طفيفة تعزز التفاؤل بشكل نسبي؛ وهذا مؤشر على أن المستثمرين ما زالوا يميلون إلى اعتقاد أن التهديدات الجمركية قد تكون أكثر تأثيراً نفسياً من واقعها الفعلي.

كيف أثرت تصريحات ترامب على وول ستريت وتوقعات الاتفاقات التجارية؟

أثرت تحذيرات ترامب بشأن فرض رسوم جمركية إضافية على وول ستريت بشكل واضح، خاصة بعد تهديدات استهدفت دولاً مثل اليابان وكوريا الجنوبية، ونتج عن هذه التصريحات تراجع أسعار الأسهم في الجلسة السابقة التي شهدت خسائر لافتة، خصوصاً في مؤشرات الأسهم الكبرى، ووسط هذا المناخ ظهرت آمال السوق من خلال ارتفاع سهم «تسلا» بنسبة 1.1% بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدها يوم الاثنين، مما دل على طمأنة المستثمرين بانتظار نتائج ملموسة أكثر.

حتى الآن، حققت الولايات المتحدة بعض النجاحات في إبرام اتفاقات تجارية مع بريطانيا وفيتنام، وعقدت في يونيو اتفاق إطار عام مع الصين لوقف تصاعد الرسوم، وهو ما يشير إلى إمكانية استمرار المفاوضات في اتجاه التهدئة، وتماشياً مع هذه المعطيات، رفعت شركة «غولدمان ساكس» توقعاتها لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» على مدى الأشهر المقبلة مستندة إلى متانة أرباح الشركات وفرضية خفض أسعار الفائدة المرتقب، مما يضيف عنصراً إيجابياً إلى المشهد الاقتصادي وسط مزاج السوق المتقلب.

توقعات خفض الفائدة وتأثيرها على وول ستريت وظروف السوق الحالية

تشير أداة «CME FedWatch» إلى احتمالية شبه معدومة لخفض سعر الفائدة في يوليو، مع احتمال يبلغ 60% لخفض محتمل في سبتمبر، ويترقب المستثمرون صدور محضر اجتماع البنك الفدرالي لشهر يونيو هذا الأسبوع الذي من المتوقع أن يقدم مستجدات مهمة حول اتجاه السياسة النقدية وتأثيرها على الأسواق؛ وهو أمر متصل ارتباطاً وثيقاً بتحركات مؤشرات الأسهم في وول ستريت.

على صعيد قطاع الطاقة، تعرض الأسهم المرتبطة بالطاقة الشمسية لضغوط كبيرة بعد أوامر ترامب بتشديد تنفيذ قانون «One Big Beautiful Bill Act» الذي يقضي بإلغاء أو تعديل الحوافز الضريبية لمشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مما أسفر عن انخفاض كبير في أسعار أسهم شركات مثل «SunRun» بنسبة 6.9% و«SolarEdge Technologies» بنسبة 7.4%، وهو ما يسلط الضوء على التحديات التي تواجه هذه القطاعات في ظل السياسات الجديدة.

اقتصادياً يغيب الأسبوع الحالي عن البيانات الهامة، واكتفى السوق بترقب أرقام طلبات إعانة البطالة المنتظرة يوم الخميس، إلى جانب تصريحات محدودة لمسؤولي البنك الفدرالي الذين سيتحدث فقط اثنان من رؤساء الفروع الإقليمية، وهو ما يعكس حالة من الهدوء النسبي مع تأهب المستثمرين لأي مؤشرات قد تغير مسار حركة وول ستريت.

  • تباين كبير بين مؤشرات الأسهم عند الافتتاح مع ارتفاع ناسداك وتراجع داو جونز
  • تصريحات ترامب المتتابعة تؤثر على ثقة المستثمرين ومصير فرض الرسوم الجمركية
  • نجاحات واشنطن في اتفاقات مع بريطانيا وفيتنام إضافة إلى هدنة صينية مؤقتة
  • مخاوف وآمال ما بين خفض محتمل للفائدة في سبتمبر وتثبيت أسعار يوليو
  • تراجع واضح في أسهم قطاع الطاقة الشمسية نتيجة تشديد التشريعات الإدارية
المؤشرتغير الأداء عند الافتتاحتغير الأداء في الجلسة السابقة
داو جونز-0.1%-1%
ناسداك+0.3%-0.9%
ستاندرد آند بورز 500ارتفاع العقود الآجلة +0.12%-0.8%

مع استمرار حالة الترقب، تحافظ وول ستريت على ديناميكيتها بين التباين والآمال التجارية وسط أجواء سياسية وأدوات نقدية تتغير تباعاً، ما يجعل مراقبة تطورات السوق خلال الأيام القادمة أمراً لا غنى عنه لكل متابع للمشهد المالي واشنطن وبين شركائها.