«تأثير قوي» إعصار التعريفات كيف يؤثر ضجيج ترامب على الأسواق العالمية؟

الكلمة المفتاحية: التعريفات

التعريفات الجمركية التي فرضها دونالد ترامب على 14 دولة من شركاء التجارة في آسيا أحدثت ضجة كبيرة على الأسواق العالمية، لكن الأسهم بصمت على ذلك بارتفاع واضح رغم الفوضى والتوترات التي صاحبت هذه الرسوم، حيث أعاد المستثمرون تركيزهم على منح الولايات المتحدة والبلدان المعنية مهلة حتى الأول من أغسطس للتوصل إلى اتفاق مرضٍ، وسط إشارات ترامبية إلى إمكانية تمديد هذه المهلة.

التعريفات وتأثيرها على علاقات التجارية مع 14 دولة

في خطوة مفاجئة، فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسومًا جمركية متفاوتة على 14 دولة من شركاء واشنطن التجاريين، شملت اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا وغيرها، بنسب تراوحت من 25% حتى 40% حسب الدولة والمنتج، وكان قرار ترامب مصحوبًا بتأجيل موعد الهدنة التجارية التي كانت مقررة في 9 يوليو حتى الأول من أغسطس، وهو ما دفع المستثمرين إلى التطلع إلى فرصة التفاوض الجديدة، إذ بدا أن السوق ركز أكثر على التمديد الزمني المعتدل عوض الانشغال بالنسب الجمركية نفسها.

• اليابان وكوريا الجنوبية: 25%
• جنوب إفريقيا والبوسنة والهرسك: 30%
• لاوس وميانمار: 40%
• إندونيسيا وبنجلاديش وصربيا وتايلاند وكمبوديا: بين 32% و36%

الجدير بالذكر أن الخطابات الرسمية عبر منصة “تروث سوشيال” كانت موجهة مباشرة لقادة هذه الدول، مظهرة جدية وصرامة في فرض هذه الرسوم، لكنه مع ذلك فتح الباب للتفاوض المشروط إزاء المهل المقبلة.

التعريفات وتأثيرها على المفاوضات الاقتصادية مع اليابان وقطاع السيارات

وقف رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا على صعوبة التوصل إلى اتفاق مع واشنطن في ظل فرض رسوم 25% على الواردات اليابانية، خاصة في قطاع السيارات، وهو الأكبر تأثيرًا، حيث توقف التفاوض منذ أسابيع خصوصًا بعدما وصف ترامب المفاوضين اليابانيين بـ”غير المتعاونين”، وبحسب خبراء اقتصاديين مثل ماسايوكي كيشيكاوا، فإن تجاوز التعريفات الجمركية على السيارات سيظل تحديًا معقدًا، رغم توقعات خفض النسبة المُجحفة إلى مستوى مقبول يصل إلى 10% على المنتجات اليابانية بشكل عام.

يمثل ضعف الين عاملًا مساعدًا للمصدرين اليابانيين، حيث ارتفعت العملة الأميركية مقابل الين إلى 146.1 ين للدولار، مما حد من تأثير الرسوم بسرعة على الأسعار وجعل بعض القطاعات أكثر مرونة في التكيف مع التغييرات الجمركية.

كيف استجابت أسواق الأسهم العالمية لتعريفات ترامب وتأثيرها على مؤشرات آسيا وأميركا؟

المستثمرون في الأسواق الآسيوية لم يسمحوا لصخب التعريفات أن يقلقهم كثيرًا، بل سجلت أسواق الأسهم هناك ارتفاعًا ملحوظًا بمؤشرات شنتشن وشنغهاي وهانغ سنغ، فيما سجّل مؤشر نيكي الياباني ارتفاعًا بسيطًا وسط بيانات متباينة عن الإنفاق الاستهلاكي، تاركة الباب مفتوحًا أمام احتمالات رفع أسعار الفائدة، التي تثير قدرًا من الجدل.

في حين شهدت الأسهم الأميركية هبوطًا معتدلاً عقب إعلان فرض التعريفات الجديدة، حيث تراجع مؤشر داو جونز بنحو 0.95% ومؤشر إس آند بي 500 بنسبة 0.8%، وأشار محللون لبعض التباطؤ في رد فعل الاقتصاد الأميركي الذي قد يتكيّف مع حالة عدم اليقين المستمرة من دون توقف النمو الكامل.

في قطاع الأسهم المحددة، تصدرت قطاعات الرقائق وصناعة السيارات الارتفاعات، حيث ارتفع سهم “أدفانتست” بنسبة 2.7% وسهم “فوروكاوا إلكتريك” بنحو 7.7%، فيما شهد سهم “مازدا” ارتفاعًا بنسبة 2.5% بينما تراجع سهم نيسان بـ3.5% مأثرًا على ديناميكيات تلك الصناعة بفعل التعريفات الجديدة.

تبدأ الأسواق بتكييف استجابتها للتعرفات على الرغم من أجواء الغموض السياسي والاقتصادي، مع انتباه واضح للمهلة الممتدة وتلميحات ترامب بالمرونة في التفاوض، تؤكد أن زمن الصراعات التجارية المفتوحة قد يدخل في مرحلة جديدة، حيث تتعاظم الحاجة لإزالة العراقيل التجارية دون إيقاف الحركة الاقتصادية العالمية.