«تصاعد القلق» نزوح جماعي نحو الأبيض بسبب هجمات الدعم السريع وتفشي الكوليرا

نزوح جماعي نحو الأبيض مع تصاعد هجمات “الدعم السريع” وتفشي الكوليرا يثير قلق المؤسسات المحلية والدولية على حد سواء، إذ تشهد مدينة الأبيض مأساة إنسانية كبرى مع فرار عشرات الآلاف من المدنيين نتيجة العنف المتصاعد، بينما ينتشر وباء الكوليرا بشكل مقلق يفاقم الأزمة الصحية في المنطقة، وتعاني الولاية من نقص حاد في الخدمات الأساسية أدى إلى تأزم الأوضاع الإنسانية.

نزوح جماعي نحو الأبيض مع تصاعد هجمات “الدعم السريع” وتفشي الكوليرا وتأثيره على الوضع الإنساني

مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان أصبحت محور نزوح جماعي نحو الأبيض مع تصاعد هجمات “الدعم السريع” وتفشي الكوليرا مقارنة بفترات سابقة، إذ توفر المدينة ملاذًا مؤقتًا لأكثر من 600 أسرة نازحة، يعادل تعدادها نحو 30 ألف شخص، طبقًا لتصريحات محمد إسماعيل مفوض العون الإنساني في شمال كردفان، الذي أكد تزايد أعداد النازحين هربًا من هجمات ميليشيا الدعم السريع التي شنت ضربات متكررة على قراهم ما تسبب بنقص حاد في الموارد، واضطراب في حياة السكان المدنيين في قرى شمال مدينة بارا وما حولها.

تفشي الكوليرا زاد الطين بلة مع غياب البنية الصحية المناسبة، وأسفر عن مخاوف صحية كبيرة وسط موجة النزوح، حيث تزامن مع تفاقم الظروف الأمنية الصعبة التي تحاصر المدنيين في مناطقهم، ما يشي بنقص في الرعاية الطبية والمساعدات الإنسانية، وأسهم في انتشار المرض بشكل أسرع، مما أدى لتدهور الوضع الصحي مع ازدياد أعداد المصابين من الأطفال والعائلات النازحة، الأمر الذي يتطلب استجابة عاجلة من الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية.

الأسباب وراء نزوح جماعي نحو الأبيض مع تصاعد هجمات “الدعم السريع” وتفشي الكوليرا في المناطق المحيطة

أوضح مفوض العون الإنساني أن أسباب نزوح جماعي نحو الأبيض مع تصاعد هجمات “الدعم السريع” وتفشي الكوليرا متعددة ومتداخلة، فمن جهة تفرض ميليشيا الدعم السريع سيطرتها على مناطق استراتيجية حساسة مثل الخوي والنهود غرب الأبيض، إضافة إلى منطقة بارا شرق المدينة، وبلدات كازقيل والدبيبات جنوب الولاية، ما يحول دون وصول المساعدات الإنسانية ويفرض مناخًا مرعبًا للسكان الأصليين الذين يتعرضون للعنف المباشر والقصف المتكرر، وهذا دفع سكان العديد من القرى للفرار خوفًا على حياتهم.

هكذا تأثرت مناطق جنوب وشرق الأبيض بشكل خاص، لا سيما قرية أم زين حيث أجبر السكان على النزوح سيرًا على الأقدام أو باستخدام الدواب، ما يعكس حجم المعاناة التي تعرض لها السكان في ظل غياب القوات النظامية وأي حماية فعلية لهم، وازدادت موجات النزوح بصورة متواصلة تؤشر إلى إعلان منظمة الهجرة الدولية حول نزوح أكثر من 3,260 أسرة من 12 قرية في محلية بارا في غضون أيام قليلة، مع تفاقم معاناة النازحين بسبب انعدام الأمن والظروف الصحية المتردية.

آثار نزوح جماعي نحو الأبيض مع تصاعد هجمات “الدعم السريع” وتفشي الكوليرا على المجتمع وخدمات الدعم

تسبب نزوح جماعي نحو الأبيض مع تصاعد هجمات “الدعم السريع” وتفشي الكوليرا في ضغوط فريدة على المدينة التي تواجه تحديات خدمات إنسانية وصحية ضخمة فالوضع الإنساني المتدهور فرض شحًا واضحًا في خدمات الغذاء والماء والدواء، ونقصًا في الإمكانات الطبية لاستيعاب العدد الكبير من السكان الجدد، الذين لجأوا إلى المدينة هربًا من مناطق العنف

وبعد تفشي وباء الكوليرا، ازدادت الحاجة إلى سبل احتواء الوباء في بيئة محفوفة بالبؤس سياسياً واجتماعياً، حيث شكلت الوضع بمثابة اضطراب شامل في البيئة الصحية، ما أدى إلى زيادة معدلات الإصابة وتدهور صحة النازحين، رغم وجود جهود منظمات دولية ومحلية لتقديم المساعدة، إلا أن سوء الأوضاع الأمنية يعيق وصول تلك الجهود بالشكل المطلوب إلى المناطق المتضررة.

  • توفير المأوى الملائم للنازحين في المدينة
  • إمداد المناطق المصابة بخدمات صحية علاجية ووقائية
  • تعزيز الإجراءات الصحية لمكافحة مرض الكوليرا والحد من انتشاره
  • تأمين الغذاء والماء النظيف للسكان المتضررين
  • ضمان الحماية الأمنية للسكان في مناطق النزوح والريف
  • توحيد الجهود الإنسانية بالتنسيق مع الجهات الحكومية والمنظمات الدولية
المجالالوضع قبل النزوحالوضع بعد النزوح
عدد السكانمحدود ومستقرمزيد من الازدحام مع دخول 30 ألف نازح
الوضع الصحيخاضع للسيطرة نسبياًانتشار وباء الكوليرا وتدهور شديد للخدمات الصحية
الأمننسبي مع وجود القوات النظاميةانعدام الأمن وسيطرة ميليشيا الدعم السريع على مناطق واسعة
الخدمات الأساسيةمتوفرة ولكن بمحدوديةنقص حاد في المياه والغذاء والدواء

تتصاعد الأزمة الإنسانية في مدينة الأبيض وسط تحديات أمنية وصحية كبرى يجري مواجهتها بصعوبة بالغة، وتبقى الحاجة ملحة لإيجاد حلول فورية توقف نزيف النزوح وتحسن من الوضع الصحي الذي يتفاقم بفعل تفشي الكوليرا وانتشار العنف، وكل هذا يتطلب تضافر الجهود لتعزيز الدعم الإنساني وإنقاذ الأهالي من معاناة لا تنتهي.