«تراجع متوقع» روبية إندونيسية مقابل الدولار هل تتجاوز 16280 في الأسابيع القادمة

سعر صرف الروبية هو محور اهتمام المستثمرين اليوم بعد توقعات بضعفها مقابل الدولار الأمريكي يوم الثلاثاء 8 يوليو، حيث سجلت أسعار الروبية الفورية انخفاضًا ملحوظًا وصل إلى 16,240 روبية لكل دولار، وسط توقعات بتأثر الروبية بالرسوم الجمركية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو ما يزيد المخاوف في الأسواق المالية ويؤثر على تحركات العملات.

تداعيات سعر صرف الروبية على الاقتصاد الإندونيسي في ظل التعريفات الأمريكية

تظهر البيانات الأخيرة انخفاض سعر صرف الروبية بشكل متواصل مقابل الدولار الأمريكي، حيث أغلقت الروبية يوم الاثنين 7 يوليو منخفضة بنسبة 0.34% في السوق الفورية، فيما أظهرت بيانات بنك إندونيسيا انخفاضًا في سعر الصرف بنسبة 0.20% ليصل إلى 16,237 روبية لكل دولار؛ هذا التراجع يعكس التأثير المتنامي للتوترات التجارية الناجمة عن الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة التي ستبدأ في الأول من أغسطس، ويتوقع أن تتراوح هذه الرسوم بين 10% و70% على السلع المستوردة من عدة دول، بالإضافة إلى رسوم إضافية بنسبة 10% على الدول الداعمة لكتلة البريكس؛ كل ذلك يؤثر سلبًا على سعر صرف الروبية بسبب حالة عدم اليقين في الأسواق وعدم وضوح السياسة المستقبلية.

كيف تؤثر توقعات الاحتياطي الفيدرالي على سعر صرف الروبية

تأتي تقلبات سعر صرف الروبية أيضاً كنتيجة لتغير توقعات المستثمرين بشأن سياسات الفائدة الأمريكية، حيث يشير مراقب العملة إبراهيم أسوابي إلى انخفاض التوقعات بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة في الاجتماعين القادمين نتيجة قوة سوق العمل، مما يدعم الدولار ويزيد من ضغوط التراجع على الروبية؛ يضيف ذلك طبقة من التعقيد لأن الأسواق تتابع بشغف البيانات الاقتصادية القادمة ومنها نتائج اجتماعات اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة (FOMC)، والتي قد تؤثر بشكل مباشر على حركة العملة الإندونيسية؛ هذه العوامل مجتمعة تدفع المستثمرين لإعادة تقييم مراكزهم المتعلقة بالروبية، مما يخلق حالة من التقلب في سعر الصرف يتوقع أن تستمر.

الاحتياطات النقدية وتأثيرها على استقرار سعر صرف الروبية

على الرغم من التحديات، حافظ بنك إندونيسيا على وضع الاحتياطيات الأجنبية مستقراً مع زيادة طفيفة في نهاية يونيو 2025 لتصل إلى 152.6 مليار دولار، وهو ما يغطي أكثر من 6 أشهر من الواردات والديون الخارجية؛ يعود سبب هذه الزيادة إلى الإيرادات الضريبية، والخدمات، بالإضافة إلى إصدار السندات الحكومية العالمية، حيث يُستخدم هذا الدعم لتثبيت سعر صرف الروبية في مواجهة اضطرابات الأسواق العالمية؛ يبرز دور الاحتياطيات الأجنبية في الحفاظ على مرونة الاقتصاد الإندونيسي تجاه الصدمات وزيادة ثقة المستثمرين، وهو ما يعزز توقعات إيجابية لآفاق النمو الاقتصادي المستدام.

• زيادة الاحتياطيات تعزز قدرة البنك المركزي على التدخل في الأسواق للحفاظ على استقرار العملة
• السياسات الحكومية المتزامنة مع البنك المركزي تساهم في تعزيز مرونة الاقتصاد الخارجي
• التحكم في سعر صرف الروبية يقلل من التقلبات المفرطة ويساعد على استقرار الأسواق المالية
• الاحتياطات القوية تشجع المستثمرين على التوجه نحو السوق الإندونيسي بثقة أكبر

يتضح من المعطيات أن سعر صرف الروبية سيكون محركًا رئيسيًا لمتابعة الحركة الاقتصادية في إندونيسيا خلال المرحلة المقبلة، خصوصًا في ظل التحديات الدولية المكثفة والضغوط السياسية العالمية؛ ويظل استقرار الروبية ورصد تحركات أسعارها أولوية للبنك المركزي والحكومة في الوقت الذي تسعى فيه إندونيسيا إلى التأقلم مع السياسات الاقتصادية العالمية وحماية نموها الداخلي من تقلبات العملات الأجنبية.