«قوة وثبات» الدينار الكويتي أغلى عملة في العالم هل يستمر ارتفاع قيمته؟

الدينار الكويتي من أغلى العملات في العالم رغم محدودية حجم اقتصاد الكويت وسرعة نموه، حيث تُسجل قيمته نحو 3.28 دولار أمريكي تقريبا، الأمر الذي يجعله ينافس بقوة العملات العالمية مثل الدولار الأمريكي، والجنيه الإسترليني، والين الياباني، واليوان الصيني، كما يحافظ الدينار على استقراره وقيمته العالية ضمن بيئة اقتصادية تعتمد بشكل كبير على النفط.

تاريخ نشأة الدينار الكويتي وقيمته المميزة

ظهر الدينار الكويتي عام 1960 ليحل محل الروبية الخليجية التي كانت مرتبطة بالروبية الهندية، مسجلاً بداية جديدة عملت على ترسيخ مكانته العالمية، ومع مرور الوقت وصل الدينار الواحد إلى ما يقارب 281.36 روبية هندية؛ وهو ما يعكس قوته وتأثيره في أسواق الصرف الدولية خاصةً مع اقتصاد يعتمد بشكل كبير على النفط.

آلية تحديد سعر الدينار الكويتي وأسباب استقراره

اعتمدت الكويت في تحديد سعر الدينار الكويتي على نظام ربط العملة بعملات دولية عدة، إذ رُبط بالجنيه الإسترليني بدايةً ثم بيئة من العملات المختلطة التي اعتمدها مجلس النقد الكويتي بين عامي 1975 و2003، ثم بالدولار الأمريكي حتى 2007، وحتى الآن تستند السياسة إلى ربط الدينار بسلة من العملات، والسبب الرئيسي لاستقرار سعر الدينار هو اعتماد البنك المركزي نظام سعر صرف ثابت يضمن عدم تأثر سعر الدينار بحركات العرض والطلب، مع استقرار سعر الصرف عند 3.32 دولار أمريكي.

عوامل ارتفاع الدينار الكويتي واحتياطيات الدولة المالية

يرتفع الدينار الكويتي بسبب سياسات البنك المركزي وتوفير احتياطي مالي ضخم، حيث تملك الكويت احتياطيًا دوليًا ضخمًا يقدر بنحو 500 مليار دولار أمريكي في 2016، إلى جانب وجود رابع أكبر صندوق سيادي عالمي بأصول تبلغ 592 مليار دولار، كما تفوق صادراتها النفطية وارداتها ما يؤدي إلى فائض في الميزان التجاري، مما يلغي الحاجة إلى تخفيض قيمة الدينار لدعم الصادرات غير النفطية التي لا تتجاوز 5-10% من إجمالي الصادرات.

• اعتماد نظام سعر الصرف الثابت الذي يحافظ على استقرار الدينار
• ارتفاع الاحتياطي الدولي المالي الضخم والكبير
• تفوق الصادرات النفطية على الواردات بالتوازن الإيجابي الشعبي
• رؤية ذكية لمجلس النقد الكويتي في ربط الدينار بسلة من العملات
• امتلاك صندوق سيادي ذو أصول ضخمة يقوي الاقتصاد الكويتي

يبقى الدينار الكويتي من العملات القوية بفعل استراتيجيات مالية مدروسة استثمرت موارد البلاد بحكمة؛ إذ يوازن بين الاعتماد الكبير على النفط وضمان استقرار العملة مع عدم الحاجة لتحريك سعر الصرف لتحفيز قطاعات أخرى، فتظل قيمة الدينار علامة على قوة اقتصاد صغير لكنه غني بالفائض والاحتياطات النادرة.