«تاريخ مظلم» قتل معلمي القرآن هل استمر نهج الإمامة عبر ستة قرون؟

الكلمة المفتاحية: مأساة معلّم القرآن

مأساة معلّم القرآن تظهر عبر التاريخ عبر نماذج متعددة مثل ما كتبه المؤرخ زين الدين الزبيدي عن فقيه شافعي قُتل على يد الحاكم الإمامي بسبب تمسكه بالسنة وتحذيره من البدعة، وكذلك في قصة الشيخ أحمد بن زيد الشاوري في تهامة الذي اقتُلِب مع أبنائه وأتباعه على يد الإمام الهدوي بسبب دفاعه عن السنة، كما تجسدت هذه المأساة مؤخرًا باستشهاد الشيخ صالح أحمد حنتوس في ريمة بسبب رفضه إدخال طلابه في برامج التعبئة الحوثية، مما يعكس خوف القتلة من الضوء الذي ينبثق من معلّم القرآن.

مأساة معلّم القرآن بين التاريخ والواقع المعاصر

مأساة معلّم القرآن ليست حديثة العهد، بل مرّت بها أجيال عدة عبر التاريخ الإسلامي، وتوثّقها أحداث مثل تلك التي دوّنها المؤرخ زين الدين الزبيدي عن الفقيه الشافعي الذي عذّب وقتل نتيجة دعوته للسنة وتحذيره من البدعة، ما يدلّ أن تكرار المأساة على يد الحكام أو من يملكون السلطة أمر متكرر ولديه جذور عميقة، خصوصًا حين يُعتبر التعليم المستقل ورفع الصوت ضد سلطة السلالة تهديدًا مباشرًا لهم ويُجرّم بدافع الخوف والتحكم.

الإمام محمد بن علي الهدوي، الملقب بصلاح الدين، أرسل حملة عسكرية لتصفية الشيخ أحمد بن زيد الشاوري في تهامة، الذي كان يؤلف ويرسخ الدعوة إلى السنة، وراح ضحية ظلم لم يقتصر على القتل فقط بل شمل النهب والدمار، وقد انهار الإمام بعد حادثة القتل فجأة، وكُتب له الفقيه شرف الدين المقري قصيدة رثاء مؤلمة تدين القاتل وتخلّد الشهيد، وهو ما يبرز كيف أن تعليم القرآن ورفض الخضوع للبدع يظل خطرًا يستدعي القمع.

مأساة معلّم القرآن في ريمة واستدامة المعاناة عبر الزمن

في الأول من يوليو 2025 تأكد تكرار مأساة معلّم القرآن عندما استشهد الشيخ صالح أحمد حنتوس في إحدى قرى محافظة ريمة بعد رفضه استغلال طلابه في أنشطة الحوثيين التعبوية، ما جعل ميليشيا الحوثي تستهدفه بطريقة وحشية، فقد حاصرت بيته وأطلقت القذائف عليه، واغتيل مع أقاربه، وأصيبت زوجته بجراح خطيرة، كما تم اختطاف أبنائه وأبناء أخيه وسلب جثته من أهل القرية في محاولة لإخفاء أثره. هذا الحصار على الكلمة الحرة يرويه التاريخ ويعيد نفسه بأدوات عصرية لكن بنفس الفكر المنهجي.

هؤلاء القتلة لا يخافون السلاح فقط بل يهابون صوت المعلم الذي يعلم الأطفال أن الكرامة الحقيقية ليست في السلالة بل في التقوى، لذلك يستهدفون معلّمي القرآن الذين يزرعون الحصانة ضد السيطرة والاستبداد، إنهم يعاقبون التعليم المستقل وكل وعي يُشكّل خطرًا على سلطتهم، فهم يرون في المسجد الحر وفي المعلم المستقل عدوًّا ينبغي إسكات صوته وإخضاعه بأية وسيلة.

  • تاريخ مأساة معلّم القرآن يوثق أحداثًا بدءًا بمقتل الفقيه الشافعي في 793 هـ على يد الحاكم الإمامي
  • اغتيال الشيخ أحمد بن زيد الشاوري في تهامة بسبب دفاعه عن السنة ورفضه الانصياع للهيمنة السياسية
  • استشهاد الشيخ صالح أحمد حنتوس في محافظة ريمة عام 2025 جراء رفضه توظيف طلابه لبرامج ميليشيا الحوثي
  • نهب الأموال ودمار البيوت وقصف المنازل ضمن أساليب القمع ضد معلّمي القرآن عبر العصور

مقارنة بين مأساة معلّم القرآن عبر القرون

العنصرالقرن الثامن هجريًاالقرن الواحد والعشرين
المعلمفقيه شافعي يدعو إلى السنةالشيخ صالح حنتوس معلم قرآن
المعتديالحاكم الإمامي والسلطة السياسيةميليشيا الحوثي المسلحة
الأفعالقتل، ظلم، نهبقصف، قتل، اختطاف وسلب
النتيجةخلدها التاريخ وكتبها الزبيديتكررها الأحداث وذاكرة الأجيال

مأساة معلّم القرآن على مر العصور تعكس الخوف العميق من صوت الحرية والكلمة الصادقة التي تمثل تحدياً للسلاسل والهيمنة، فالتعليم المستقل يظل حجر الزاوية الذي يهدم سلطة الطغيان مهما تبدلت الأسماء والعصور، ومن يزرع حق المعرفة لا يمكن لقمع الدماء أن يكتم صوته مهما حاول القتلة إخفاء الأدلة أو تحريف التاريخ.

لا يزال السؤال يُطرح عبر كل جيل: لماذا تخاف السلطة من معلّم القرآن؟ الجواب يكمن في أن نور العلم والخير لا يمكن إطفاؤه مهما اشتدت المحن، فالدموع التي سُفكت والدم الذي سال سيبقى شاهداً على الحق، والمعلّم الذي وقف في وجوه الطغيان ألهم الأجيال ليحملوا رسالته ويصمدوا أمام الظلم بكل عزم وإيمان.