«تعسف واضح» الحوثيون يطردون إمام مسجد من مسجده ومسكنه في صنعاء ماذا حدث؟

طردت ميليشيا الحوثي إمام وخطيب جامع “مصعب بن عمير” في حي السنينة بمديرية معين، بالعاصمة صنعاء، الشيخ يوسف الشرعبي من مسكنه التابع للجامع بعد أيام قليلة من خروجه من السجن؛ تصعيد يستهدف أئمة المساجد الرافضين الانصياع لأجندة الجماعة الطائفية وتصل العقوبات إلى الطرد والاضطهاد، إذ اعتُقل لفترة تجاوزت عشرة أشهر بسبب رفضه أداء صلاة الغائب على حسن نصر الله، مما يعكس حملة ممنهجة ضد رموز الأمة الدينية الذين لا يتماشون مع التوجهات الحوثية في صنعاء وريفها.

تفاصيل طرد ميليشيا الحوثي إمام جامع “مصعب بن عمير” يوسف الشرعبي

نجح الشيخ يوسف الشرعبي في بناء جامع “مصعب بن عمير” في حي السنينة بدعم من متبرعين رغم الظروف الصعبة، إلا أن ميليشيا الحوثي لم تتردد في طرده من مسكنه التابع للجامع فور خروجه من السجن، حيث جرى اعتقاله لما يزيد عن عشرة أشهر إثر رفضه الامتثال لأداء صلاة الغائب على زعيم حزب الله؛ موقف الجماعة الذي وصفه بتمرد على أجندتها الطائفية أدى إلى تعريضه لتهديدات وضغوط مستمرة، مما فرض عليه مغادرة المسجد والمنزل بأمر تعسفي.

تقارير محلية تشير إلى أن الطرد جاء في سياق سياسة ممنهجة لتغيير أئمة المساجد وخطباءها للهيمنة التامة على الخطاب الديني، إذ قامت الجماعة بتعيين خطيب جديد موالٍ لما تصبو إليه من تأطير ديني يخدم أجندتها؛ هذا التصرف يزيد من تعقيد الوضع الديني والاجتماعي في صنعاء، في ظل تناقض واضح مع حرية المعتقد والفكر التي ينبغي أن تتحلى بها المؤسسات الدينية المستقلة.

استراتيجية ميليشيا الحوثي في السيطرة على الأئمة والخطباء في صنعاء

تسعى ميليشيا الحوثي في صنعاء إلى تغيير وجه المساجد وجعلها أدوات لخدمة أجندتها العقائدية والسياسية عبر إبعاد الأئمة الذين يمتنعون عن تنفيذ توجيهاتها، وتعيين بدلاء موالين؛ وتنطوي هذه الاستراتيجية على عدة خطوات واضحة تشمل:

  • اعتقال الأئمة الرافضين لأداء صلوات أو أفعال دينية محددة
  • الضغط النفسي والتهديدات المستمرة خلال فترة الاحتجاز
  • طرد الأئمة من مساكنهم ومقاعدهم الشرعية
  • تعيين خطباء جدد موالين للأجندة الحوثية
  • فرض خطاب ديني يخدم التوجه الطائفي ويستبعد الآخر

هذه الممارسات تشكل انتهاكًا صارخًا لحق إقامة الشعائر الدينية بحرية، مما يثير قلقًا واسعًا حول استقلالية المساجد ومستقبل الخطاب الديني في مناطق سيطرة الجماعة.

العلاقة بين طرد إمام جامع “مصعب بن عمير” وحالات اغتيال دعاة بارزين في اليمن

في سياق موازٍ لتصعيدها ضد أئمة المساجد، شهدت محافظة ريمة اغتيال الشيخ صالح حنتوس أحد أبرز دعاة القرآن الكريم، إذ قُتل في منزله بعد اقتحام مسلح نفذته ميليشيا الحوثي؛ لم تقتصر المأساة على القتل فقط، بل شملت إصابة زوجته وأقاربه بجروح واختطاف جثته وفرض دفنه في ساعات الليل وظروف قهرية بهدف التعتيم على الجريمة، وسط استمرار المداهمات والاختطافات، ما يظهر أن طرد الشيخ الشرعبي ليس حالة منفصلة بل جزء من حملة أوسع تستهدف قمع الأصوات الدينية المستقلة.

الواقعةالتفاصيل
طرد إمام جامع “مصعب بن عمير”طرد الشيخ يوسف الشرعبي من مسكنه بعد خروجه من السجن بسبب رفضه التوجهات الحوثية
اعتقال وتأثيرأكثر من عشرة أشهر في السجن مع تهديدات لإجباره على ترك العمل الدعوي
اغتيال الشيخ صالح حنتوسقتل داخل المنزل، إصابة عائلته، اختطاف الجثة ودفنها قسرًا
السياسات الحوثيةتغيير الأئمة وفرض خطاب ديني موالٍ لأجندتهم الطائفية والعقائدية

يبقى ما يجري من ممارسات تجاه أئمة وخطباء المساجد مؤشرًا خطيرًا على محاولات الحوثي فرض سيطرته على المشهد الديني، مستغلاً السلطة والعنف، في الوقت الذي يعاني فيه المواطنون تبعات الحياة القاسية والتدهور المعيشي، ما يجعل الأصوات المستقلة أكثر ضرورة وتحديًا لوقف هذا الانحراف الخطير.