«تأثير مباشر» تسلا هبوط أسهم حزب إيلون ماسك يضر بالاقتصاد كيف يؤثر القرار على السوق

السياسة تفسد الاقتصاد بدرجة واضحة في أحدث التقلبات التي شهدتها أسواق المال العالمية، فقد تراجعت بورصة وول ستريت في بداية الأسبوع وسط تزايد التوترات التجارية، بينما تأثر المستثمرون بالتصريحات السياسية التي أثارت حالة من القلق حول مستقبل العلاقات الاقتصادية الدولية، تزامنًا مع نزول حاد لأسهم شركة تسلا بعد إعلان إيلون ماسك إطلاق حزب سياسي جديد.

السياسة تفسد الاقتصاد وتوترات البورصة الأمريكية

افتتحت بورصة وول ستريت تعاملاتها هذا الأسبوع بانخفاضات ملحوظة، حيث تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 76 نقطة بنسبة 0.2%، بينما انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.3%، وخسر مؤشر ناسداك المركب نحو 0.5%، ويرجع السبب الرئيسي إلى تصاعد التوترات التجارية واشتداد المناوشات السياسية بين واشنطن وشركائها التجاريين، ما زاد من حالة عدم اليقين في الأسواق المالية؛ وأحدثت تصريحات وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، التي تحدث فيها عن “أيام حافلة بالإعلانات التجارية” دون توضيح، جملة من التكهنات وسط المستثمرين، هذا فضلًا عن إعلان وزير التجارة هوارد لوتنيك أن الرسوم الجمركية الجديدة ستدخل حيز التنفيذ في أغسطس القادم، مع التأكيد على دور الرئيس ترامب في تحديد الأسعار والصفقات، ما يعكس حالة من الغموض بشأن اتجاهات السياسة الاقتصادية الأمريكية.

السياسة تفسد الاقتصاد: تهديدات ترامب ورسوم جمركية على دول البريكس

ولم تقتصر التداعيات على الأسواق الأمريكية فقط، بل امتدت إلى الأسواق الناشئة أيضًا عقب التهديدات التي أطلقها الرئيس ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على دول مجموعة البريكس الرئيسية؛ البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب أفريقيا، بالإضافة إلى مصر، وذلك تحت ذريعة “السياسات المعادية لأمريكا” دون تفصيل لتلك السياسات، وهي خطوة أثارت قلق الدول المعنية التي تسعى لتقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي في تعاملاتها التجارية، في محاولة لتقويض الهيمنة الاقتصادية للولايات المتحدة، خصوصًا في ظل اجتماع البريكس الأخير في ريو دي جانيرو الذي شهد مناقشات حول هذا الموضوع الحساس.

• مجموعة دول البريكس تسعى لتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي
• ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على دول المجموعة
• الرسوم تهدف لمعاقبة السياسات المزعومة المعادية لأمريكا
• زيادة المخاوف من تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والأسواق الناشئة

السياسة تفسد الاقتصاد وتأثيرها على سهم تسلا وحزب إيلون ماسك الجديد

امتدت تأثيرات السياسة على الأسواق المالية بشكل مباشر إلى سهم شركة تسلا، الذي شهد هبوطًا حادًا بأكثر من 7% عقب إعلان إيلون ماسك إطلاق حزب سياسي جديد يحمل اسم “حزب أمريكا”، يطمح إلى التأثير في التشريعات الوطنية عبر السيطرة على مقاعد محدودة في الكونجرس، معلنًا أن الحزب سيعمل على ضمان تمثيل الإرادة الحقيقية للشعب في القوانين المثيرة للجدل، وهو ما أثار حفيظة المستثمرين الذين باتوا يخشون تشتت تركيز ماسك بين إدارة الشركة الجديدة والنشاطات السياسية، مما أضاف مزيدًا من الضبابية إلى المشهد الاقتصادي، حيث يتزامن هذا مع استمرار حالة عدم الاستقرار في الأسواق نتيجة تداخل السياسة والاقتصاد بشكل غير مسبوق.

وفي إطار متصل، أبقى بنك أوف أمريكا على توقعاته بعدم خفض أسعار الفائدة خلال عام 2025، مبررًا ذلك بأن البيانات الاقتصادية تظهر مرونة ملحوظة، وأوضح كبير الاقتصاديين في البنك، أديتيا بهاف، أن الاحتياطي الفيدرالي يميل إلى التريث في خفض الفائدة إلا في حال حدوث تدهور اقتصادي حاد، وهذا يعكس حالة من الاستقرار النسبي في السياسة النقدية رغم التوترات السياسية والاقتصادية المستمرة.

تتداخل السياسة والاقتصاد بشكل واضح في الآونة الأخيرة، ما يؤثر بالسلب على الأسواق المالية وخصوصًا على أسهم الشركات التقنية الكبرى مثل تسلا، كما يظهر أن تحركات المستثمرين أصبحت مرتبطة أكثر بالمناخ السياسي القائم، مع استمرار قلق المستثمرين من أن السياسة قد تفسد الاقتصاد إذا استمر هذا التوتر دون حلول جذرية.