«انخفاض ملحوظ» تراجع اسعار الذهب هل يستمر الانخفاض مع تقلص المخاوف التجارية

أسعار الذهب شهدت تراجعًا ملحوظًا في تعاملات اليوم الإثنين، بعد تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن خلالها عن إحراز تقدم في عدد من الاتفاقيات التجارية، بالإضافة إلى تمديد مهلة فرض الرسوم الجمركية على عدة دول، ما أثر على الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن وجعله يتراجع في الأسواق العالمية بشكل واضح.

تأثير تصريحات ترامب على أسعار الذهب في السوق العالمية

انخفاض أسعار الذهب جاء كرد فعل طبيعي لتصريحات ترامب التي أكد فيها قرب الانتهاء من اتفاقيات تجارية مهمة، حيث أدى هذا الخبر إلى تقليل الطلب على المعدن النفيس باعتباره ملاذًا آمنًا في ظل التقلبات الاقتصادية، فقد هبط الذهب في التعاملات الفورية بنسبة 0.8% ليصل إلى 3305.22 دولار للأونصة، بينما سجلت العقود الأمريكية الآجلة هبوطًا بنسبة 0.7% لتصل إلى 3317.40 دولار حسب ما نقلته “سي إن بي سي عربية”، ولا شك أن تمديد المهلة التي أعلنت عنها الإدارة الأمريكية لفرض الرسوم الجمركية حتى 9 يوليو يلعب دورًا بارزًا في هذا التراجع، إذ يعزز من توقعات الاستقرار التجاري مؤقتًا.

آلية فرض الرسوم الجمركية وتأثيرها على أسعار الذهب

في إبريل الماضي، أعلن ترامب فرض رسوم جمركية أساسية بمقدار 10% على معظم الدول، مع إمكانية تصاعد هذه الرسوم حتى حدود 50%، لكن الإدارة الأمريكية قررت تأجيل تطبيق هذه الرسوم التصاعدية، مع استمرار الرسوم الأساسية بنسبة 10% ومنح الدول المعنية مهلة حتى 9 يوليو، حيث من المتوقع أن تُعلن الولايات المتحدة المعدلات الجديدة للرسوم بحلول هذا التاريخ، لتصبح سارية بعد ذلك في الأول من أغسطس، الأمر الذي يُعطي السوق فترة مؤقتة للتكيف.

• فرض رسوم جمركية أساسية بنسبة 10%
• تأجيل تطبيق الرسوم التصاعدية حتى 9 يوليو
• إشعار الدول بمعدلات الرسوم الجديدة قبل 9 يوليو
• بدء تنفيذ الرسوم الجديدة في 1 أغسطس

ذلك كله أثار المخاوف حيال التضخم، وهو ما انعكس على توقعات الأسواق بالنسبة لتخفيض معدلات الفائدة.

ارتباط أسعار الذهب بتوقعات الفيدرالي الأمريكي لمعدلات الفائدة

المخاوف من التضخم بسبب زيادة الرسوم الجمركية جعلت المستثمرين يعيدون تقديرهم لتوقعات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، فقد أظهرت العقود الآجلة لأسعار الفائدة أن الأسواق لم تعد تتوقع أي خفض قريب لهذه المعدلات خلال الشهر الحالي، بل تسجل احتمال خفضين فقط بربع نقطة مئوية لكل منهما قبل نهاية العام، وهذا يمثل ضغطًا إضافيًا على سعر الذهب الذي يتأثر بشكل مباشر بتغيرات معدلات الفائدة، إذ يؤثر التضخم ومعدلات الفائدة على جاذبية الذهب كخيار استثماري.

من المهم متابعة التطورات المقبلة لمعرفة كيف ستؤثر هذه العوامل مجتمعة على أسعار الذهب خلال الفترة القادمة، خاصة في ظل مراوحة الأسواق بين عوامل تضخم متصاعدة واتفاقيات تجارية جديدة.

في ظل هذه المتغيرات المستمرة فإن أسعار الذهب تبقى متقلبة لكنها تستجيب بشكل واضح لأخبار السياسة التجارية والمصرفية الأمريكية، مما يعكس أهمية متابعة التطورات الاقتصادية عن كثب خاصة لمن يسعى للاستثمار في المعدن النفيس.