«غياب مفاجئ» شي جين بينج يتغيب عن قمة البريكس المدعومة من الصين فما السبب؟

شي جين بينج يتغيب عن قمة البريكس التي تدعمها الصين لأول مرة في حدث لافت يُثير التساؤلات حول أسباب الغياب وتأثيره على صورة الصين كقائد عالمي بديل للولايات المتحدة، رغم أن هذه القمة التي تعقد في ريو دي جانيرو تمثل حدثاً مهماً لمجموعة البريكس التي تضم كبرى الاقتصادات الناشئة وتوسعت مؤخرًا بأعضاء جدد يمثلون قوة اقتصادية وسياسية متزايدة

شي جين بينج يتغيب عن قمة البريكس: أسباب وتداعيات الغياب في اللحظة الحرجة

تنطلق قمة زعماء مجموعة البريكس في البرازيل وسط غياب بارز لشي جين بينج الذي أفتقده الجميع للمرة الأولى منذ أكثر من عقد، حيث اعتادت الصين على قيادة هذا التحالف الاقتصادي والسياسي، لكنه اختار إرسال نائبه لي تشيانغ بدلاً منه، الأمر الذي شكّل علامة تفاوت في اهتمام بكين حسب المتابعين، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية العالمية وتهديدات الرسوم الجمركية الأميركية التي تستهدف الأعضاء، وقد عزا البعض قرار الغياب إلى تركيز شي على الملفات الاقتصادية المحلية الصعبة والتحديات التي تواجه الصين داخليًا، ولم يستبعد المراقبون أن يكون هذا الغياب مؤقتًا مع ضعف ظهور اختراقات كبيرة متوقعة خلال قمة هذا العام.

شي جين بينج يتغيب عن قمة البريكس وتأثير ذلك على استراتيجية بكين تجاه الجنوب العالمي

غياب شي جين بينج يفتح باب التساؤل عن موقف الصين من بناء جماعة اقتصادية وسياسية موازنة للنفوذ الغربي، فبينما يرى البعض أن بكين لا تقليل من أهمية مجموعة البريكس، يؤكد آخرون أن الصورة التي تسعى الصين لدعمها كقائد بديل ومستقر للولايات المتحدة قد تتأثر سلباً، خصوصًا مع تصعيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في سياسات “أمريكا أولاً” ووقوف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل في قصف المنشآت النووية الإيرانية، وهذه الخطوات عززت أهمية البريكس كمنصة دعم للجنوب العالمي، لكنها لم تؤدِ إلى حضور شخصيات رئيسية على رأسها شي، وهو ما أفقد القمة جزءًا من بريقها وتأثيرها المحتمل في توازن القوى العالمي.

غياب شي جين بينج عن قمة البريكس 2024: مشاركة الأعضاء الجدد والتحديات المستقبلية

بجانب غياب شي، يغيب رئيس روسيا فلاديمير بوتين أيضًا عن الحضور المباشر بسبب التقيد بسياسة المحكمة الجنائية الدولية التي تلزم البرازيل باعتقاله، مما يجعل النطاق المناقش للقمة أكثر حساسية، ويبرز حضور رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا في تأكيد على التكتل المتنوع، كما ينتظر وصول وزير خارجية إندونيسيا بعد انضمام اقتصادها الكبير رسميًا، بينما يبقى مستقبل انضمام السعودية غامضًا، وهذا المشهد يعكس كيف تتغير ديناميكيات البريكس وتوسعها لتشمل مجموعة دول جديدة تواجه تحديات اقتصادية وسياسية أبرزها ما يلي:

• التهديد بالرسوم الجمركية الأميركية وتأثيراتها على التجارة
• عدم اليقين الاقتصادي العالمي وانعكاساته على الاستثمارات
• الانسجام السياسي بين أعضائها والتضامن في مواجهة الضغوط الخارجية
• التحولات الجيوسياسية وتأثير الغيابات القيادية على التواصل والتنسيق
• التحديات الأمنية والقانونية التي تواجه حضور بعض الأعضاء

يشير غياب شي جين بينج إلى أن مجموعة البريكس رغم توسعها وأهميتها الجيوسياسية تواجه تحديات داخلية وخارجية، أما عن الصورة التي تسعى الصين لتعزيزها، فهي لا تزال متماسكة رغم عدم حضور الزعيم شخصيًا، مما يؤكد أن المساعي نحو تعددية القطبية العالمية لا تقتصر على حضور شخصي بل تتعداه إلى استراتيجية أوسع بين أعضاء المجموعة والدول الشريكة، وهذا الأمر يعكس تعقيدات التوازنات الجيوسياسية المعاصرة التي تعتمد على أكثر من مجرد اجتماعات القمة التقليدية.