«تأثير ثقافي» محمد بوزداغ كيف غيرت مسلسلاته نظرة الأتراك لتاريخهم العثماني؟

ترك برس يمثل نقطة انعطاف مهمة في الدراما التركية بتقديمها تاريخ الدولة العثمانية عبر أعمال الكاتب والمخرج محمد بوزداغ، الذي استطاع إعادة تشكيل وعي المشاهدين وتقديم روايات جديدة تجمع بين الدراما والتاريخ بأسلوب غير مألوف كان له صدى كبير داخل تركيا وخارجها، مسلسلاته مثل قيامة أرطغرل وقيامة عثمان وسعت انتشارها لتشمل أكثر من 70 دولة عبر 25 لغة

ترك برس ودور محمد بوزداغ في سرد جديد لتاريخ الدولة العثمانية

تُبرز ترك برس جهود محمد بوزداغ في تقديم تاريخ الدولة العثمانية ليس فقط كحقبة زمنية بل كرواية تنبض بالحياة، إذ شكل مسلسل قيامة أرطغرل قاعدة تميز بوزداغ في الصناعة الدرامية، وبعدها توالت أعماله التي رسمت صورة مختلفة عن نشأة الدولة العثمانية، بعيدًا عن الروايات التقليدية التي سادت لعقود مع ذلك لم تخلُ أعماله من الجدل بين من يرى أنها منحازة وبين من يشيد بقدرتها على إعادة إحياء التراث بشكل مبسط ومؤثر

مسيرة محمد بوزداغ: من الطفولة إلى ترك برس والصناعة الدرامية

نشأ محمد بوزداغ في مدينة قيصري وسط الأناضول، حيث كان والده تاجرًا، ورافقته التجارة منذ الصغر لتكون له معرفة بطموحات الناس واهتماماتهم، كما أن شغفه للتاريخ بدأ منذ الطفولة بدعم من والديه وعمه الذين ساعدوه على التمسك بكتب التاريخ والروايات الإسلامية؛ وكان لما دراسته في التاريخ وعلم الاجتماع أثر كبير في فهمه للعلاقة بين المجتمع والتاريخ وقد غيّر مساره الدراسي من العلاقات الدولية إلى عالم الكتابة والإنتاج ليجد مستقبله ضمن ترك برس التي احتضنت أعماله

تعزيز الانتشار العالمي لتاريخ الدولة العثمانية عبر ترك برس

نجحت ترك برس بفضل محمد بوزداغ في جذب جمهور واسع من مختلف الدول؛ إذ تم دبلجة مسلسلاته إلى أكثر من 25 لغة وتم عرضها في أكثر من 70 دولة، ما زاد من انتشار قصة الدولة العثمانية وتبنيها كموروث ثقافي عالمي، ويحرص بوزداغ على توسيع دائرة المشاهدين خصوصًا في دول مثل إندونيسيا، وذلك من خلال محتوى يعكس فكرة إعادة إقامة العدل الإسلامي ويتخطى مجرد الترفيه ليكون رسالة تاريخية وثقافية، وقد ساهمت الدراما التاريخية في خلق حالة شبابية متعلقة بتاريخ أجدادهم بطريقة مشوقة

  • دمج بين تاريخ الدولة العثمانية والدراما عبر قصص مشوقة
  • تدريب الممثلين على طريقة العيش في الحقبة العثمانية
  • تصميم مدينة إنتاج تاريخية على الطراز العثماني لتجربة مشاهدة أكثر واقعية
  • استخدام خيول مدربة خصيصًا للمعارك التاريخية
  • تعاون مع فناني رسم من منغوليا لإحياء المشاهد التاريخية بدقة
العنصرالتفاصيل
لغة الأعمالأكثر من 25 لغة
عدد الدول التي عُرضت فيهاأكثر من 70 دولة
أشهر المسلسلاتقيامة أرطغرل، قيامة عثمان، أسد الفيافي
عمر المخرج عند بداية المشروع30 سنة
تخصص بوزداغ الأكاديميالماجستير في التاريخ وعلم الاجتماع

ولتطوير مشروعه الخاص كان بوزداغ يشدد على أن ترك برس لم يكن مشروعًا حكوميًا بحتًا رغم دعم الحكومة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان في آنٍ واحد، بل كان حلمًا شخصيًا تحول إلى قصة نجاح صارت علامة في الدراما التركية، حيث كان التجربة الأولى تتطلب مقومات غير عادية؛ فالكثير من الممثلين رفضوا العمل في البداية، لكن الروح التي صنعها المخرج مع الفريق وتدريبهم المكثف ساهم في تقديم تجربة واقعية تتناسب مع الحقبة التي عرضت بهذا الشكل

يحرص محمد بوزداغ حاليًا على استمرار تطوير ترك برس ودفع مسلسلاته التاريخية إلى أسواق جديدة، مع الإيمان بأن الرسالة الأهم تكمن في إعادة بناء قيم العدل التي شكلتها الدولة العثمانية، ويقول إن الناس في كثير من الأحيان يحكمون على التاريخ من نهايته دون أن يعيشوا تفاصيله، وبالتالي فإن تصورهم للحقيقة قد يتغير لو كانوا في قلب الحدث

تعكس ترك برس اليوم تاريخ الدولة العثمانية ليس مجرد سرد بل قصة حياة يشارك فيها المشاهد مع أحداث الماضي التي تتخطى الزمن والمساحات، لتبقى هذه الأعمال علامة بارزة في فن الدراما تجمع بين المتعة والتعليم وغرس القيم الإنسانية من خلال رؤية إنسانية مميزة.