«تغييرات ملحوظة» سعر جرام الفضة كيف يؤثر الاستقرار محليًا والارتفاع عالميًا على السوق

سجل استقرار سعر جرام الفضة محليًا توازنًا ملحوظًا خلال تعاملات الأسبوع الماضي، مع ثبات السعر عند 50.50 جنيه لعيار 800، في مقابل ارتفاع عالمي ملحوظ للأوقية بنسبة 2.6%، حيث صعدت من 35.92 إلى 36.86 دولارًا، في ظل مخاوف اقتصادية متصاعدة وتوترات جيوسياسية تهيمن على الأسواق العالمية.

كيف يشهد استقرار سعر جرام الفضة محليًا ورواتب الأوقية صعودًا عالميًا؟

يبقى سعر جرام الفضة في السوق المحلية مستقرًا نسبيًا، حيث بدأ عيار 800 الأسبوع عند 50.50 جنيه وأغلق عند نفس المستوى، بينما سجل عيار 999 قيمة 63 جنيهًا، وعيار 925 نحو 58.50 جنيهًا، كما بلغ سعر جنيه الفضة (عيار 925) نحو 468 جنيهًا. ويُفسر هذا الاستقرار في السوق المحلية بتوازن الطلب وثبات سعر صرف الدولار في مواجهة تقلبات الأسواق العالمية؛ إذ أن التوترات الجيوسياسية والقلق من أزمة الدين السيادي الأميركية دفعت الأوقية للارتفاع العالمي بحوالي 0.94 دولار خلال أيام قليلة. تعكس هذه الحالة نمطًا فريدًا يوضح مدى حساسية الفوركس العالمي للمؤثرات الاقتصادية الكبرى، بينما تحافظ الأسواق المحلية على استقرارها النسبي بفضل عوامل مثل سيطرة العرض والطلب.

توقعات واعدة مع استقرار سعر جرام الفضة محليًا وتصاعد الأسعار عالميًا

يرى كبار المستثمرين وأهل الأسواق أن الفضة مقبلة على مرحلة ارتفاع كبير قد تدفع سعر الأوقية نحو 40 دولارًا بحلول 2026، وهذا بفضل عوامل قوية تشمل:

• الارتفاع المتواصل في أسعار الذهب الذي يتحكم بحركة الفضة
• عجز القطاع العالمي في تلبية الطلب على الفضة للعام الخامس على التوالي
• النمو الصناعي المتزايد، خصوصًا في قطاعات التكنولوجيا الخضراء والإلكترونيات
• تجدد عمليات التحوط بالفضة كملاذ آمن وسط الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية

شهد عام 2024 انتعاشًا استثنائيًا للفضة، إذ ارتفعت الأسعار بنسبة 40% خلال عشرة أشهر، مع تجاوز سعر الأوقية حاجز 30 دولارًا لأول مرة منذ عقد، قبل أن تستقر عند نحو 32 دولارًا. يتوقع أن تستحوذ صناعة الطاقة الشمسية على 30% من إنتاج الفضة بحلول 2030، نظرًا لاستخدام كل لوح شمسي حوالي 20 جرامًا من الفضة، بالإضافة إلى دور السيارات الكهربائية التي تطلب المعدن بنحو متزايد بسبب استخدامه في أنظمة التحكم الكهربائية الحيوية.

خفض محتمل في أسعار الفائدة الأمريكية وأثره على استقرار سعر جرام الفضة محليًا والأسواق العالمية

تشير التقديرات إلى احتمالية خفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال 2025، الأمر الذي يعزز جاذبية الفضة كأصل غير مولد للعوائد ويزيد الطلب عليها، مما يرفع فرص صعود أسعارها. وفي ذات السياق، أعلنت روسيا خطة لشراء فضة بقيمة 535 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات، وهو ما يعكس اعترافًا متزايدًا في العالم بأهمية الفضة كأداة تحوط على غرار الذهب. يعاني السوق العالمي من عجز ملحوظ مستمر للسنة الخامسة على التوالي؛ حيث بلغ العجز في 2023 نحو 184 مليون أوقية، ومن المتوقع أن يستمر هذا العجز في 2025 بسبب نقص المناجم الأساسية واعتماد 70% من الإنتاج على الفضة المستخرجة ثانويًا من معادن أخرى مثل النحاس والزنك.

تجمع المؤسسات الاستثمارية على أن الفترة الراهنة تحمل فرصًا نادرة للاستثمار في الفضة، نظرًا لأنها لم تعد مجرد “ظل الذهب” بل فرضت نفسها كأصل مستقل يتحرك بعوامل خاصة ومتنوعة، مما يجعل عامي 2025 و2026 من أكثر الفترات ودًا لتجربة هذه المعادن الثمينة. هذا الاستقرار في سعر جرام الفضة محليًا وسط عالم متغير يعكس قدرة السوق على امتصاص الصدمات، مع توقعات بنمو مستمر مدعوم بانتعاش الطلب الصناعي والرغبة المتزايدة في التحوط ضد التقلبات الاقتصادية.