«صعوبة مستمرة» الاتصال بالإنترنت أو الهاتف في بورما هل ستتحسن الأوضاع قريبًا

الاتصال بالإنترنت في بورما يمثل تحدياً يومياً للسكان الذين يعيشون في بلد مزّقته الحرب ودمّرت النزاعات شبكات النقل والاتصالات وشرّدت ملايين المدنيين؛ رغم هذه الظروف الصعبة، يبتكر الشعب البورمي بدائل من الحلول الترقيعية إلى التكنولوجيا الحديثة القائمة على الأقمار الصناعية ليظلوا على اتصال بالعالم. يتصارع السكان مع القمع العسكري، متسلحين بالإبداع في استخدام الإنترنت والمكالمات الهاتفية كي لا يغيبوا عن محيطهم الاجتماعي والعلمي.

حلول مبتكرة تعيد الاتصال بالإنترنت في بورما رغم الحصار العسكري

يُعد الاتصال بالإنترنت في بورما قضية حيوية وسط تحديات كبيرة، حيث يعاني السكان انقطاعات مستمرة تفرضها السلطة العسكرية، إذ حظرت تطبيقات إلكترونية أساسية ودمّرت البنى التحتية الحيوية لتصبح شبكة الإنترنت سلعة نادرة في العديد من المناطق؛ يجتمع المواطنون حول مقاهي الإنترنت التي توفر اتصالات عبر الأقمار الصناعية لكنه أمر غير قانوني في ظل النظام الحالي، وهذا يُبرز حاجة ملحة إلى استخدام تكنولوجيا مثل ستارلينك رغم التهديدات الأمنية.

يتضح أن الكثير من الخدمات المقدمة من قبل أفراد محليين مثل سو ثين ماونغ الذي أسس خطوط هاتف عمومية في المناطق النائية، تدخل في إطار مقاومة رمزية للحصار الرقمي، ليحظى مئات العملاء بخدمة تسمح لهم بالتواصل مع أسرهم ومواصلة حياتهم اليومية وعملهم، رغم غلاء التكلفة وقلة الإمكانيات. يساعد هذا الاتصال في تحسين فرص العمل، ودعم الاقتصاد المحلي، وضمان فعالية العاملين في حالات الطوارئ والتعليم مما يجعل الإنترنت أكثر من مجرد ترف، بل ضرورة توازي الماء والكهرباء.

الاتصال بالإنترنت في بورما بين التقنيات الترقيعية والتحديات الأمنية

مع تدهور البنية التحتية للاتصالات في بورما، لجأ السكان إلى وسائل تقنية مختلفة للحفاظ على الاتصال بالإنترنت ومن بينها تقنية الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN) التي تختصر الفجوة مع العالم الخارجي، إلا أن هذا الخيار يعرض المستخدمين لمخاطر التفتيش والاعتقال من قبل القوات الأمنية التي تراقب الاستخدامات بحذر شديد؛ كما يعتمد البعض على الإنترنت عبر الأقمار الصناعية رغم غياب التراخيص الرسمية مما يشكل تحديات قانونية.

يستمر الوضع في خلق فجوة بين المدن الكبرى ذات الاتصال المقبول من جهة، والمناطق الريفية التي تكافح لإيجاد أي خيارات اتصال؛ وفي هذا الإطار، تظهر أهمية فهم طرق الاتصال المعتمدة والتحديات التي تواجه السكان لفهم أزمة انقطاع الإنترنت التي وصلت إلى قرابة 400 حالة منذ انقلاب 2021، بحسب نشطاء ميانمار إنترنت بروجكت، الأمر الذي يعكس حجم الصراع الرقمي بعد الصراع السياسي.

أهمية الاتصال بالإنترنت في بورما ودوره في دعم المقاومة الاجتماعية

يلعب الاتصال بالإنترنت دوراً محورياً في حياة المجتمع البورمي إذ يساعد في الحفاظ على التواصل بين أفراد العائلة والدراسة وقراءة الأخبار، خصوصاً في مناطق النزاع التي تصبح فيها الشبكة بوابة الأمل الوحيدة للتواصل مع العالم الخارجي، وهذا ما تعبّر عنه هينين ساندار سو التي تستخدم الإنترنت عبر الأقمار الصناعية لتفادي الإنعزال.

من جهة أخرى، يشير الناطق باسم ميانمار إنترنت بروجكت إلى أن السكان مستمرون في استكشاف كل السبل الممكنة لمقاومة تقييد الاتصالات البالية، التي لم تُوقف عزيمة الشباب الذين يؤمنون بأنهم قادرون على تجاوز كل القيود؛

• توفير خدمة اتصال الهاتف العمومي في المناطق النائية
• استخدام أنظمة ستارلينك للإنترنت عبر الأقمار الصناعية
• التشبث بشبكات افتراضية خاصة “في بي ان” لتجاوز الحجب
• ابتكار وسائل اتصال بديلة في ظل الانقطاع الطويل والمتكرر

يُظهر هذا المشهد أن مسألة الاتصال بالإنترنت في بورما ليست مجرد تكنولوجيا بل معركة مستمرة تتمحور حول الحق في التواصل والتعبير وسط ظروف تفرضها قوى قاهرة، وفي ظل إصرار السكان على عدم الانعزال والاستفادة من كل الإمكانيات المتاحة للبقاء على اتصال مع العالم وخوض صراع ذاتي في مواجهة الحصار الرقمي. غياب الإنترنت ليس مقبولاً بالنسبة لهم، وإن كانت الطرق معقدة وقاسية فلا بد من مواصلة السعي لإيجاد حلول تقنية وواقعية تلبي هذه الحاجة الأساسية.