«ارتفاعات قياسية» ارتفاع الذهب كيف يرتبط بقفزة تضخم الدين الأمريكي؟

%900 صعودًا.. كيف ارتبط ارتفاع الذهب بتضخم الدين الأمريكي؟ شهدت أسعار الذهب العالمية استقرارًا فوق 3300 دولار للأونصة مؤخرًا، بينما يبحث المستثمرون عن طرق للتأقلم مع الأسعار المرتفعة، وهذا الاستقرار يأتي رغم ضعف الزخم الصعودي؛ فالتغيرات الاقتصادية العالمية، وعلى رأسها أزمة الديون السيادية، جعلت هذه المستويات معقولة جدًا، خاصة مع تضخم الدين الأمريكي الذي تجاوز 37 تريليون دولار، ما يعكس صلة وثيقة بين الذهبيّة وتضخم الدين الأمريكي

ارتباط ارتفاع الذهب بتضخم الدين الأمريكي وتأثيره الاقتصادي

يرى خبراء السوق أن ارتفاع الذهب بنسبة تقارب 900% منذ عام 1993، تتماشى بشكل مباشر مع الزيادة الموازية في الدين الأمريكي خلال نفس الفترة؛ مما يؤكد العلاقة القوية بين تضخم الدين الأمريكي والذهب كملاذ آمن، إذ أن الذهب يختلف عن العملات التقليدية كونه لا يمثل دينًا على أي طرف؛ وهو سبب منطقي لسبب بقاء سعره فوق 3000 دولار للأونصة في بيئة اقتصادية تشهد ضغوطًا مالية عالمية متزايدة، إذ بات الذهب خيارًا مفضلًا لحماية الأصول من تقلبات الأسواق المالية

شراء البنوك المركزية للذهب ودوره في استقرار الأسعار رغم تباطؤ الصعود

تستمر البنوك المركزية في شراء الذهب رغم تباطؤ وتيرة الشراء مقارنة بالسنوات الماضية، وهذا يعكس ثقة المؤسسات الحكومية في معدن الذهب كأداة للتحوط، إذ يُنظر لأي تراجع مؤقت في الأسعار على أنه فرصة لزيادة المخزون، وليس مؤشرًا لانخفاض مستدام، وهذا يتزامن مع إشارات سوق السندات التي توضح تشدد السياسة النقدية، مما دفع بعض الخبراء لتوقع خفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة بمقدار لا يقل عن 50 نقطة أساس خلال العام الجاري، ما يزيد من جاذبية الذهب كاستثمار

• الذهب لا يمثل ديونًا على جهات أخرى عكس العملات الورقية
• ارتفعت أسعار الذهب بنسبة توازي زيادة الدين الأمريكي منذ 1993 بنسبة 900%
• البنوك المركزية تستمر في شراء الذهب رغم انخفاض الوتيرة
• السياسة النقدية المشددة تؤثر إيجابيًا على أسعار الذهب
• توقعات بخفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي تدعم الطلب على الذهب

توقعات مستقبلية لارتفاع الذهب مع تضخم الدين الأمريكي حتى عام 2025

مع النظرة المتفائلة لنصف الثاني من عام 2025، يتوقع خبراء السوق أن يستمر الذهب في الصعود، بدعم من زيادة الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة قبيل أي خفض محتمل لأسعار الفائدة، وأشار روبرت مينتر إلى إمكانية تكرار سيناريو ارتفاع الذهب بمقدار 300 دولار كما حدث بين يونيو وسبتمبر 2024، مما قد يدفع السعر نحو 3700 دولار للأونصة، وهذا يعكس الاستمرارية في تأثير تضخم الدين الأمريكي على الذهب، وخاصة في ظل استمرار السياسات التوسعية للديون الحكومية عالميًا

يظل ارتفاع الذهب مرتبطًا بشكل واضح بتضخم الدين الأمريكي، إذ يمثل الدرع الواقي في وجه تقلبات الأسواق؛ هذا الارتباط يجعل الذهب مرشحًا لمزيد من الارتفاع في ظل الظروف الراهنة، خاصة مع استمرار شراء البنوك المركزية وانخفاض أسعار الفائدة، مما يعزز دوره كملاذ آمن.